بقلم علي قيس:
"موضوع قتل الأقليات يثير المواجع، لأنه تجاوز كل الحدود، استهداف الأقليات لم يحصل في كل التاريخ الإسلامي"، بهذه العبارة التي رافقتها نبرة الألم، بدأ الدكتور أحمد عبيد الكبيسي، حديثه لموقع (إرفع صوتك).
وأكمل الكبيسي حول حكم الإسلام في قتل أبناء الأقليات الدينية الذي قام به تنظيم داعش عقب سيطرته على مدينة الموصل شمالي العراق، وما رافقه من خطف وتعذيب للمئات من التركمان والشبك والأيزيدية والمسيحين، فضلاً عن هيمنته على دورهم وممتلكاتهم، التي عدها التنظيم غنائم لعناصره، مؤكداً أنّ "جميع الاقليات هي محترمة، وحقوقها محفوظة دستورياً ودينياً".
وشدد الكبيسي الذي يعد من أبرز العلماء المسلمين السنة في العراق، على أن قتل غير المسلمين أشد إثماً من قتل المسلم، لافتاً إلى أن الرسول محمد أوصى قبل وفاته، بحسن التعامل معهم. وأضاف "إياكم والقتل الحرام، ومن القتل الحرام قتل الذمي أو الأقلية، فذلك أشد من قتل المسلم. وكانت آخر كلمة قالها النبي محمد قبل أن يموت "أوصيكم بذمة محمد خيراً"، أي بغير المسلمين الذين يعيشون في بلدانكم، سواء كان صابئي أو أيزيدي أو يهودي أو نصراني، ومن قتل ذمياً لن يَرِح رائحة الجنة".
الطائفية، الكل يتبرأ منها والكل يطبقها
ومضى الشيخ الكبيسي في القول إنّ المجموعات المتشددة لم تقتصر جرائمها على استهداف الأقليات الدينية، بل شملت المسلمين ممن يعارضهم الرأي أيضاً. وقال "القتل الان لم يعد خاصاً على الأقليات. القضية أصبحت شائعة وبشعة وتحتاج إلى علاج وصدق، وعلى كل من يعرف عن هذا سبباً سف يسأله الله يوم القيامة: لمَ لمْ تقل الحق وقد عرفته؟ والآن الحرب طائفية، الكل يتبرأ منها والكل يطبقها".
وشهدت المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، إعدام العشرات من المسلمين من السنة، لأسباب مختلفة منها مخالفتهم الشريعة حسب ما يفسرها تنظيم داعش، أو رفضهم مبايعة داعش، فضلاً عن قتل المئات من منتسبي الأجهزة الأمنية والحكومية المختلفة.
أول من تسعر به النار الذي يفتي بقتل الناس
واختتم الدكتور الكبيسي بالدعوة الى البراءة من هذه المجموعات المتشددة، وأفعالها بقوله "أوجه رسالة إلى كل من يسمعني، كل من يقتل بريئاً، فإنه محروم من رحمة الله. يقول الرسول (لا يزال المؤمن بخير، ما لم يصب دماً حراماً). وللأسف الشديد الآن الكل يكتسب دماً حراماً، وكل له فتيا ومفتي".
ولفت الكبيسي إلى أن الدين الإسلامي حرم فعل القتل أياً كانت الأطراف المتقاتلة، مضيفاً أن من يفتي بالقتل هو ليس من الإسلام بشيء. وتابع "أول من تسعر به النار يوم القيامة، هذا الذي يفتي الناس إفتاءً كاذباً، يكذب على الله ورسوله".
*الصورة: الدكتور أحمد الكبيسي/ صفحات التواصل الاجتماعي
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659