بغداد – بقلم ملاك أحمد:
بعد أن أصبح الدين الإسلامي في نظر كثير من الناس حول العالم مرادفاً للإرهاب وخصوصاً بعد ظهور تنظيم داعش، يطرح موقع (إرفع صوتك) تساؤلاته حول المرجعية الفقهية والتاريخية للدين الإسلامي، والعلاقة بين الإسلام والعنف على عدد من فقهاء الدين الإسلامي.
داعش يمثل المرجع الفكري لابن تيمية
يقول المفكر المنتمي للحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ أسامة الساعدي، في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "داعش يمثل الكثير من الموروث الفقهي الإسلامي والمرجع الفكري لأحمد ابن تيمية وأمثاله الذين تبنوا ثقافة العنف والتعذيب والجلد والرجم حتى الموت وقطع الرؤوس والحرق وغيره. ولا يمثل هذا التنظيم الموروث الفقهي الإسلامي بشكل عام".
ويشير إلى أنّ "فقه ابن تيمية يعتمد على التكفير الذي يتبعه تنظيم داعش ويستهدف من يصفنهم بـالكفّار، ويجيز لهم حتى قتل المسلم في حال اعتراضه لطريقهم".
خوارج اليوم جعلوا من الدين واجهة لانحرافهم وجرائمهم
“داعش يتبع فرقة واحدة من المسلمين وهي (الخوارج) الذين خرجوا على الإمام علي - رضي الله عنه وأرضاه - في زمانه، وهم حملوا نفس أفكار داعش اليوم، نفس المعتقد والإجرام والقتل، لكن يختلف خوارج الأمس بأنهم انحرفوا باسم الدين، بينما خوارج داعش اليوم جعلوا من الدين واجهة لانحرافهم وجرائمهم رغم بعدهم كل البعد عن الدين الإسلامي"، حسب الشيخ الدكتور أنس محمود المنتمي للحضرة القادرية في بغداد.
وينفي محمود في حديث لموقع (إرفع صوتك) علاقة داعش بمنهج ابن تيمية، قائلاً "داعش لا يتبع أفكار ابن تيمية لا من قريب ولا بعيد. ابن تيمية رجل عالم وكتبه بفتاويها موجودة ومطبوعة على مستوى العالم الإسلامي، وأي شخص يستطيع أن يقرأ ويقارن إن كان فعلاً ما يقول به يتبعه داعش؟ أبداً لم يكن ذلك ولا توجد مقارنة بين هذا وذاك“.
ويضيف "على الرغم من تشدد ابن تيمية في بعض آرائه، لكنها لم تصل إلى أن يكفر المسلمين ويخرج الناس من الملة. وكان يتحرز في ذلك ويحب الصالحين. وما يفعله داعش بعيد كل البعد عن منهج ابن تيمية".
أي فقه إسلامي يجيز الذبح والاغتصاب وسبي النساء؟
بدوره، يعتبر رجل الدين المنتمي للحوزة العلمية في النجف الأشرف الشيخ مولود الخزاعي أن "الدين الإسلامي مبني على السلام لا على الذبح والاغتصاب وأن داعش لا يمثل الإسلام ولا يعتمد على فقه الشريعة الإسلامية، والدليل أفعاله التي يقوم بها. فهو يذبح المسلمين الذين يتشهدون الشهادتين (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله)".
ويتساءل "أين داعش من تمثيله للفقه الإسلامي. هو يقتل ويغتصب ويحرق المسلم، ويجعل من النساء سبايا في مزاد يجروهن ويبيعونهن في بقاع العالم".
ويضيف الخزاعي"أي فقه إسلامي يجيز الذبح والاغتصاب وسبي النساء، أيبيح الفقه الإسلامي ذبح المسلم كالبهيمة؟ الفقه الإسلامي لا يقبل ما يتبعه داعش. هذا فقه اخترعه هو، لا فقه تعلمناه من رسولنا الكريم“.
لا يمكن للعنف أن يكون أساساً لشريعة الإسلام
إلا أن الشيخ أحمد الراوي المنتمي للحضرة القادرية، التي تعتبر أحد أبرز مراكز التصوّف في بغداد، يرى أنّ "داعش يعتمد على فتاوى متوارثة تمتد جذورها إلى تحريف الشريعة الإسلامية وتعاليمها وأحكامها“.
ويضيف الراوي في حديث لموقع (إرفع صوتك) "الفقه الإسلامي لا يدعو للقتل والذبح أينما كان وحلّ، والنظرة التي يتبعها داعش للدين والممارسات الوحشية باعتبارها من ضمن التراث والتاريخ الإسلامي هي نظرة قاصرة، لأن أحكام الفقه الإسلامي متوازنة بدقة ولا يمكن للعنف أن يكون أساساً لشريعة الإسلام".
ويؤكد الراوي يؤكد أن "داعش لا يتبع الفقه الإسلامي وما يقوم به منافٍ تماماً لتعاليم الإسلام. هذا التنظيم - إن صح التعبير - له دين جديد ليس له علاقة بالإسلام وجعل من الدين الإسلامي واجهة حتى يروج لأفكاره".
*الصورة: "داعش لا يتبع الفقه الإسلامي"/shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659