صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:
"سينما صوت لمواجهة الحربِ والتطرف"، هذا هو العنوانُ العريض الذي اختارته مؤسسة صوت المدنية اليمنية، لتعزيز فكرة السلام والتعايش ورفض العنف، في أوساط الشباب والمجتمع اليمني.
المشروع الذي أطلقته الكاتبة والشاعرة اليمنية سماح الشغدري، رئيسة مؤسسة صوت، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2014 في العاصمة صنعاء، يعرض كل يوم أربعاء (من الثالثة والنصف عصراً وحتى السابعة مساء) في أحد المقاهي وسط العاصمة، فيلماً يمنياً أو عربياً أو أجنبياً، يليه نقاش مستفيض. وتستعرض الأفلام في مجملها قصصاً مجتمعية تشجع السلام.
تمويل المشروع
تقول الشغدري لموقع (إرفع صوتك) إنّ فكرة المشروع نشأت في مؤسسة صوت قبل عدة سنوات، مضيفةً "لم نتمكن من الحصول على التمويل في البداية لأسباب لها علاقة بالمجتمع اليمني المحافظ. وقبل شهرين من الحرب الحالية قدمنا المشروع لصندوق الأمير كلاوس للتنمية الثقافية، وحصلنا على نصف التمويل المطلوب".
وتردف الشغدري "ناقشنا طوال الأشهر الماضية مواضيع كثيرة، التطرف والإرهاب، والحرب وأثرها النفسي على الأطفال والنساء. وكان أبرز الأفلام التي عرضناها فيلم "المعطي" الذي ناقش ثقافة الاختلاف من وجهة نظر فلسفية عميقة".
فعل مقاومة ناعمة
وفقاً للشغدري، أهم أهداف هذا المشروع إيجاد صوت آخر يتمثل في فعل مقاومة ناعمة، ينحاز للسلام والتعايش، ويرفض فكرة التطرف والتعصب والتحشيد القائم في الساحة اليمنية في ظل الحرب وانتشار التنظيمات المتطرفة، فضلاً عن إلغاء ثقافة التشابه وتعزيز أهمية الاختلاف في المجتمع.
وتهدفُ المؤسسة إلى تحقيق استمرار المشروع لتكريس ثقافة ارتياد دور السينما في اليمن، بعد أن أغلقت كافة الدور في البلد العربي المضطرب منذ العام 2011. "الفنون البصرية والثقافة بشكل عام هي الأداة الوحيدة التي يمكن من خلالها مناقشة الأفكار بين مختلف الفئات، والوصول إلى قناعة وسطية من غير سلاح وعنف وتطرف وتعصب للرأي"، تقول الشغدري.
وتشير إلى أنّ المشروع حقق أهدافه بشكل لم يكن متوقعاً "أخذنا في البداية قاعة صغيرة تستوعب 50 شخصاً (لمشاهدة الأفلام الوثائقية)، وتفاجأنا من العرض الرابع والخامس بتجاوز العدد 90 شخصاً. بالفعل كان الحضور كبير جداً".
الآن شارف المشروع على الانتهاء، حيث يعرض في الأسبوع الجاري الفيلم التاسع عشر (قبل الأخير). وتبحث المؤسسة حالياً عن قاعة أكبر لعرض أفلامها. وفور استقرار البلاد، ستسعى لحشد الضغط على الحكومة الشرعية لإعادة فتح دار سينما في العاصمة صنعاء، بحيث يتم تقديم عروض يومية للفئات المستهدفة من الشباب والشابات وطلاب الجامعة، بحسب الشغدري.
مجتمع يحب السلام
من جهته، يقول الشاب محمد عبد المغني، 24 عاماً وهو أحد الرواد المواظبين على حضور هذه الفعاليات، لموقع (إرفع صوتك) "أهمية هذه الفعالية تكمن في التوقيت، حيث جاءت كأداة لمجابهة الحرب وثقافة الاستبداد والإرهاب. الأفلام المعروضة تدعو إلى المحبة والسلام والتعايش".
ويشير عبد المعني إلى أنه كان ولا زال بعد كل فيلم يروج لهذه الفعالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً "هناك رغبة من الجميع لمشاهدة هذه الأفلام. هناك رغبة أيضاً بأن ينتقل المجتمع من دائرة الحرب والصراع إلى السلام. هذا مجتمع يحب السلام في نهاية الأمر".
*الصور: رواد "سينما صوت" يتابعون أحد الأفلام الأسبوعية في العاصمة صنعاء/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659