بغداد – بقلم ملاك أحمد:
في شارع رئيسي بالعاصمة بغداد يضم الكثير من المباني الحكومية في منطقة المنصور، ألصقت على الجدران العشرات من الملصقات التي تتضمّن شعارات دينية وتحذيرات للمرأة التي لا ترتدي حجاباً شرعياً أو تخالف تعاليم الإسلام.
شعارات تكّفر المرأة
انتشار هذه الملصقات دفع بالعشرات من النساء من الناشطات في مجال الدفاع عن حرية المرأة وحقوقها لإطلاق صيحة اعتراض وتنظيم وقفة احتجاجية، الأسبوع الماضي في بغداد، للحد من خطر التطرّف الديني.
وتقول أفراح شوقي، مسؤولة لجنة المرأة في وزارة الثقافة، في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ “الهدف من هذه الوقفة هو تحدي الملصقات التي انتشرت مؤخراً في شوارع بغداد، وهي شعارات تكفّر المرأة وتحرم وتحلل وفق عقيدة متشددة".
وعلى الرغم من انتشار هذه الملصقات في الكثير من شوارع ومدن بغداد، تبقى الجهة المسؤولة عنها مجهولة. وتحرّض اللافتات على تعنيف المرأة وتقييد حريتها، إلى حد دفع النساء لوصفها بالشعارات الداعشية. حيث تقول شوقي "لقد قمنا بتمزيق ملصقات شعارات الدواعش والتنديد بهذا العمل المسيء لمكانة المرأة في المجتمع العراقي".
المرأة ثورة وليست عورة
وتعتبر العاصمة بغداد أكبر المدن العراقية التي تعج -على نحو غير مألوف - بمختلف أبناء الطوائف والأديان والقوميات، وهي مشهورة دون سواها بأجواء الانفتاح، حتى عندما تعرضت للاقتتال الطائفي إبان العام 2006 لتغيير هوّيتها المدنية، لكن وجود هذا التنوع حال دون ذلك.
وتقول الدكتورة فاتن الجراح، والناشطة في رابطة المرأة العراقية في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "الغاية من هذه الملصقات هو إقصاء دور المرأة وتهميش وجودها باسم التعاليم الإسلامية، لذا أتت الوقفة الاحتجاجية التي تحمل اسم (المرأة ثورة وليست عورة) اعتراضاً على الشعارات التي تدعو المرأة للتخلي عن حياتها وزينتها والالتزام برجعتيهم".
وشدّدت على أهمية المبادرات الشعبية لإعلاء الصوت ومواجهة كل من يعمل في الخفاء أو علناً لنشر التطرّف في المجتمع.
تشويه معالم بغداد الحضارية
ورددت النساء المشاركات بالوقفة الاحتجاجية هتافات وشعارات تطالب باحترام حرية المرأة مثل: "تهميش المرأة باطل - تعنيف المرأة باطل - إقصاء المرأة باطل - حيوا معنا النازحات بالمخيم صامدات - حيوا معنا الفلاحات بالمزارع منتجات - حيوا معنا الطالبات بالمدارس مبدعات - حيوا معنا العاملات في المصانع منتجات، لا تقل صوت المرأة عورة.. صوت المرأة فجر ثورة".
من جهتها، تساءلت زهراء محمد، الناشطة في منظمة حرية المرأة وإحدى المشاركات في الوقفة الاحتجاجية، "لا أعلم لماذا لا يدركون أن بغداد عاصمة مدنية وليست دينية؟".
وقالت في حديث لموقع (إرفع صوتك) "نحن نرفض تشويه وجه بغداد وجدرانها ومعالمها الحضرية بملصقات الهدف منها ارجاع المرأة والمجتمع نحو الوراء".
*الصور: "لا أعلم لماذا لا يدركون أن بغداد عاصمة مدنية وليست دينية؟"/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659