المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
في ظل تزايد عدد المغاربة الملتحقين بصفوف تنظيم داعش في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، زادت حدة المخاوف في المغرب بشأن عودة هؤلاء المقاتلين لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية داخل المملكة، كما رفع هذا التخوف من درجة التأهب في صفوف القوات الأمنية التي بدأت تفكك الخلايا النائمة التي لها صلة بداعش.
الجهود الأمنية
وسارع المغرب إلى التصدي لمختلف التهديدات الإرهابية التي يوجهها له تنظيم داعش عن طريق المغاربة المتواجدين في صفوفه والذين يتجاوز عددهم 1500 مغربي حسب تقديرات مختلفة، وذلك بتعزيز الرقابة على الحدود والأماكن الحيوية في البلاد كالمطارات والشوارع الكبرى والمؤسسات الدبلوماسية والبعثات الأجنبية والفنادق.
كما اعتمد المغرب استراتيجية أمنية محكمة مكنته من اتقاء شر الخطر الذي باتت التنظيمات الإرهابية تشكلها على أمنه، حيث تم إطلاق مخطط "حذر" الأمني بهدف تحصين الأماكن الاستراتيجية في البلاد، إضافة إلى إنشاء جهاز أمني مخصص لمكافحة الإرهاب أطلق عليه اسم "المكتب المركزي للأبحاث القضائية"، هدفه مكافحة الإرهاب واجتثاث منابعه.
ومنذ إنشائه قبل سنة، تمكن هذا الجهاز من إحباط عشرات المحاولات الإرهابية التي كانت تستهدف المغرب، كاغتيال الشخصيات العمومية وتفجير المؤسسات الحيوية والسياحية. كما فككت عشرات الخلايا الإرهابية التي كانت تنشط في الخفاء في مختلف المدن المغربية، وتضم أشخاصاً مرتبطين بالتنظيمات المسلحة في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
مواجهة التهديدات
وتزايد عدد المغاربة الملتحقين بصفوف داعش خلال السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية الهشة التي تمر منها بعض بدان المنطقة العربية، وخاصة ليبيا التي أًصبحت امتداداً للتنظيم في الشمال الأفريقي، وهو ما بات يطرح تهديدات أكثر حدة على دول المنطقة، ومن ضمنها المغرب.
وتعليقاً على الجهود المغربية لمحاربة داعش، يقول الباحث المغربي في الشؤون الأمنية، محمد أكضيض، إن المغرب وبفضل سياسته الأمنية الاستباقية تمكن من النجاة من عدة محاولات إرهابية يقف وراءها تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعدما عجز عن فك شفرة قوة الأجهزة الأمني المغربية الساهرة على تأمين الوطن.
الإرهاب سرطان عالمي
وأشاد أكضيض، وهو ضابط شرطة متقاعد، في حديث لموقع (إرفع صوتك) بكفاءة وعمل الأجهزة الأمنية بالمغرب التي تتصدى لمختلف التهديدات الإرهابية، "خاصة وأنه أصبح لديها من التجربة ما يكفي لمحاربة الإرهاب الذي ظاهرة أصبح سرطان عالمي يهدد كل الدول".
وأشار المتحدث إلى أن "إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية أملته ضرورة محاربة الإرهاب، كما أن المغرب يحظى بسمعة دولية في ذات المجال، وهو ما جعل بعض الدول وخاصة الأوروبية منها تطلب مساعدته في مجال الدعم والتنسيق لتفكيك الخلايا الإرهابية بعد التفجيرات الأخيرة التي هزت فرنسا".
التحالف قوض داعش
وحول جهود المغرب في محاربة داعش من خلال مشاركته في التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، يقول أكضيض إنّ "ضربات التحالف قوضت التنظيم، مما جعله يبحث عن أماكن أخرى لا تشملها الضربات وخاصة في ليبيا التي تشهد أوضاعاً أمنية غير مستقرة".
ويضيف أكضيض أن "المغرب يتصدى للمتطرفين وكافة الأخطار الإرهابية التي تصدر عن داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية، وليس هناك اختلاف بين المغاربة في التصدي للإرهاب دولة ومجتمعا، فالمغاربة يثقون في أمنهم، ومجندون دائماً لمواجهة الإرهاب كيفما كان مصدره".
جهود قانونية
ولم تقتصر الجهود التي يقوم بها المغرب في محاربة الإرهاب على تعزيز الحماية الأمنية فقط، بل عزز ترسانته القانونية بنصوص تجرم الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية، إذ صادقت الحكومة المغربية على قانون ينص على عقوبات تشمل كل من التحق أو حاول الالتحاق بداعش وغيره من الجماعات الإرهابية، تصل إلى 15 سنة من السجن، إضافة إلى غرامات مالية كبيرة.
*الصورة: "المغاربة يثقون في أمنهم، ومجندون دائماً لمواجهة الإرهاب"/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659