بقلم علي قيس:
نجح شباب عراقيون بتوزيع مئات الأطنان من المواد الغذائية والأدوية على النازحين في العراق حتى الآن، في عمل تطوعي استمر على مدى ست سنوات. هم أعضاء منظمة (متطوعين للعراق) التي نشأت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتضم اليوم أكثر من 100 متطوع.
وقال رئيس المنظمة مصطفى مؤيد لموقع (إرفع صوتك) "كنا أول المبادرين للقيام بحملات إغاثة سريعة للمناطق المحاصرة من قبل داعش".
وحسب مؤيد، يعمل الفريق على جمع التبرعات من الأصدقاء والتجار والميسورين، بعد تجهيز خطة تبين حجم المخيم الذي ينوون التوجه إليه وطبيعة احتياجاته.
مثل هذه المبادرات انتشر في العراق في السنوات الأخيرة لمساعدة المحتاجين في كل المحافظات، ومنها مبادرة (عيد ميلاد مقاتل) و (حملة صنّاع الابتسامة) ومبادرات منظمة (بناة العراق).
أولى خطوات عمل الفريق
وحول أولى المبادرات التي قامت بها منظمة (متطوعين للعراق)، أوضح رئيسها "قمنا بأكثر من 30 حملة، رافقتنا في معظمها فرق طبية. وأول حملة كانت في آمرلي، حيث تمكنّا من إدخال أطنان من المواد الغذائية عن طريق طيران الجيش. بعدها توجهنا نحو النزوح الأول على معبر بزيبز من جهة محافظة الأنبار، وكان عدد النازحين هائل جداً".
ولفت مصطفى مؤيد إلى أن جهود الشباب المتطوعين لم تقتصر على توزيع المواد الغذائية فقط، بل حاولوا تقليل معاناة النازحين عن طريق تقديم الطعام الجاهز لهم. وأضاف "قررنا نصب مطابخ يديرها فريق متطوعين للعراق لتقديم الطعام إلى النازحين فور وصولهم، لأن المنظمات في ذلك الوقت لم تكن مهيأة لهذا الموضوع. وتمكنّا من تقديم 1500 وجبة طعام على مدى أربعة أيام".
أخطر حملة؟
ولم تخلُ الحملات التي قام بها الشباب المتطوع من خطر الجماعات المسلحة. وذكر رئيس منظمة متطوعين للعراق إحدى تلك الحوادث، "اتخذنا قراراً بالتوجه نحو المناطق المنكوبة.. جهزنا 22 طنا من المواد الغذائية تحتوي على الطحين والرز ومعجون الطماطم وزيت الطعام والحليب، وانطلقنا إلى حديثة. وفي الطريق تعرضنا إلى هجوم من داعش، لكننا أكملنا".
وأردف مصطفى مؤيد "تفاجأنا عند وصولنا أن أسعار المواد الغذائية مرتفعة جداً. سعر كيس الطحين بمليون دينار والـ22 طن لم تكن كافية. لكن هذا ما تمكنا على جمعه لأننا مجموعة نعتمد على التبرعات الذاتية".
المبادرة الأكبر لمتطوعين من أجل العراق
ولفت مؤيد إلى أنه رغم الإمكانيات البسيطة للفريق إلا إنه تمكن من إيصال مواده إلى أكبر المخيمات في محافظة الأنبار، موضحاً "الحملة الأكبر كانت في مخيم الحبانية، كان النزوح إليها كبير جداً أثناء فترة تحرير الرمادي، وشمل ما يقارب السبعة آلاف عائلة، ووصلت فيه الخيم إلى جرف البحيرة. وتمكنا من توزيع 1000 سلة غذائية هناك ونحو 7000 قطعة ملابس وأكثر من 450 بطاينة".
غياب دور الدولة والمنظمات الدولية
ورغم الجهود التي تبذلها فرق المتطوعين والمنظمات المدنية لتخفيف حدة المعاناة التي يعيشها النازحون، إلا أنها لم ترتقِ إلى بعض الحالات التي تتطلب جهداً حكومياً. ويقول رئيس منظمة (متطوعين للعراق) "هناك حالات كثيرة منتشرة بين الأطفال، منها تورمات في الرأس أو فتحات في القلب. بعضها يحتاج إلى علاج في دول أخرى. وهذا الموضوع أكبر من طاقتنا حيث يحتاج إلى إمكانية دولة أو منظمات دولية. وللأسف لم تباشر أي جهة بعلاج هذه الحالات حتى الآن، سواء الدولة أو المنظمات العالمية مثل اليونسكو".
*الصورة الرئيسية: أعضاء من المنظمة يقدمون المساعدات للمحتاجين/من صفحة المنظمة على موقع "فيسبوك"
الصورة الثانية: مبادرة للمنظمة للتخفيف من معاناة الأطفال المرضى بالسرطان/من صفحة المنظمة على موقع "فيسبوك"
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659