أربيل - بقلم متين أمين:
اختار الشاب الكردي رأفت زراري، رئيس شبكة إعلاميي نينوى، مواقع التواصل الاجتماعي قاعدة لشبكته الإعلامية لمحاربة فكر داعش وفضح ممارسات التنظيم وجرائمه في المناطق الخاضعة له في العراق.
بدأ زراري بتأسيس شبكته عام 2013، التي أولت في بادئ الأمر الاهتمام بكافة الأخبار داخل مدينة الموصل مركز محافظة نينوى. لكن مع سيطرة تنظيم داعش على مدينته في حزيران/يونيو من عام 2014، جعل شبكته منبراً إعلامياً يحارب من خلاله داعش ويفضح ممارساته، ويكشف للعيان حقيقة "الدولة" التي أعلنها التنظيم بعد احتلاله مساحات واسعة من العراق وسورية.
نشر الحقائق
يقول الشاب رأفت زراري الذي ينتمي إلى مدينة الموصل لموقع (إرفع صوتك) عن شبكته "بدأتُ هذا المشروع في نهاية 2013 لنشر الحقائق بعيداً عن سياسات المؤسسات الإعلامية التي غالباً ما تكون موجهة حسب سياسات هذه المؤسسات. وكان الهدف من الشبكة هو نشر الحقائق المجردة داخل مدينة الموصل من إنتهاكات لحقوق الإنسان وأيضاً القضايا المدنية والقضايا السياسية".
بعد دخول داعش إلى الموصل في العاشر من حزيران/يوينو عام 2014، اتّجه تركيز مشروع زراري إلى رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ينفذها تنظيم داعش بالمواطنين المدنيين داخل مدينة الموصل.
ويلقي زراري الضوء على مبادرته لمحاربة التنظيم فكرياً وإعلامياً، موضحاً "نعدّ التقرير لتوثيق انتهاكات التنظيم. أغلب هذه التقارير يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً فيسبوك وتويتر، لكن نرسل أيضاً تقارير مفصلة أسبوعياً إلى المنظمات الدولية. وأيضاً نتعاون مع لجنة حقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة في العراق "اليونامي" وأيضاً مع الاتحاد الأوروبي".
شبكة مستقلة
ويشير زرار إلى أن شبكة الإعلام مستقلة ولا تحصل على تمويل مالي من أي جهة لحفاظ على استقلاليتها، لافتاً إلى أنّ 20 شخصاً يعملون ضمن هذا المشروع.
ويقول "لدينا في مدينة أربيل محررون يستقبلون التقارير الواردة من داخل مدينة الموصل، بالإضافة إلى مستشارين قانونيين في مجال رفع الدعاوى القضائية عن الانتهاكات التي يرتكبها التنظيم ضد المدنيين داخل مدينة الموصل. هذا بالإضافة إلى شبكة مكوّنة من مصادر يتراوح عددها ما بين 5 إلى 10 مصادر دائمة على مدار 24 ساعة مع شبكة إعلاميين نينوى. هؤلاء يعملون على توثيق الجرائم داخل مدينة الموصل من خلال الصور والتقارير والأشرطة المصورة من داخلها".
المخاطر والتحديات
وعن المخاطر التي يواجهها مراسلو الشبكة إثر تغطية الأخبار داخل الموصل، يقول زراري "مصادرنا ومراسلونا داخل الموصل عملهم صعب جداً ومحفوف بالمخاطر الأمنية التي قد تهدد حياتهم. إنهم يعملون بسرية تامة، لكنهم مؤمنون بقضية تغطية ورصد هذه التقارير ورفدنا بها وذلك لإيمانهم بالعمل الذي نقوم به وأهميته".
ويضيف "نتلقى عادة رسائل على بريد صفحتنا في مواقع التواصل الاجتماعي ونتلقى العديد من الشكاوى ونتلقى أيضاً شهادات من قبل المواطنيين في بعض المناطق التي قد تكون خارج مركز مدينة الموصل. أحياناً يصعب تواجد مراسلينا في الأقضية والنواحي التي تبعد عن مركز المدينة وتقع تحت سيطرة تنظيم داعش ونجد صعوبة في التواصل مع تلك المناطق، لكن المواطنيين وأهالي تلك المناطق يتواصلون معنا ويرسلون صور وتقارير خاصة بالاحداث التي يشهدونها في مناطقهم".
ويشدد زراراي على أنّهم تمكنوا خلال المدة الماضية من العمل أن يوجهوا ضربة قوية للتنظيم وماكينته الإعلامية وأن يؤثروا على الرأي العام. ويوضح "هناك فكرة خاطئة تتداولها وسائل الإعلام عن أن جميع أهالي الموصل يساندون تنظيم داعش. تمكنّا من فضح ما ينفذه تنظيم داعش. وتعرضنا في الوقت ذاته إلى عدة هجمات إلكترونية واعتداءات من قبل التنظيم، حيث تردنا يومياً العشرات من رسائل التهديد من قبل داعش وهناك محاولات من قبله لاختراق صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة تأثيرنا عليه".
*الصورة: رأفت زراري/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659