بغداد – بقلم ملاك أحمد:
الشوربة خانة" هو اسم مطعم أنشأته (تطوعية شباب الأعظمية) في العراق كمشروع غير ربحي هدفه إطعام النازحين الفقراء في العاصمة بغداد.
وتطوعية شباب الأعظمية مبادرة تتكون من مجموعة شباب قرروا السير في مشاريعهم التطوعية والتوعوية في وقت يحاول فيه الإرهاب، المتمثل بتنظيم داعش، أن يجعل من التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والمذاهب والقوميات العراقية أمراً مستحيلاً.
فكانت البداية في نزولهم لساحة التحرير والتظاهر ضد الفساد مروراً بإطلاق حملات لتنظيف شوارع العاصمة بغداد ونهاية بإنشاء مطعم "الشوربة خانة" المجاني.
ضحايا داعش
"إنشاء هذا المطعم يرجع إلى الأعداد الغفيرة من النازحين الذين يعانون من نقص الإمدادات الغذائية وتردي أوضاعهم المعيشية"، حسب المحامي محمد سمير، مؤسس (تطوعية شباب الأعظمية).
ويضيف سمير في حديث لموقع (إرفع صوتك) "تختلف نتائج جرائم داعش في المناطق التي يسكنها غالبية سنية عن التي يسكنها غالبية شيعية، إذ تتمثل الأولى بوجود الكثير من النازحين، أمّا الثانية بوجود أيتام مقاتلي الحشد الشعبي. لذا قررنا التوسع بمشروع (الشوربة خانة) في أنحاء بغداد لحث المواطنين وتشجيعهم على العمل التطوعي وتقديم وجبات طعام مجانية ليس فقط للنازحين بل لأبناء شهداء الحشد الشعبي أيضاً".
دورهم في العمل التطوعي
في بداية المشروع، كان على المشاركين في (تطوعية شباب الأعظمية) حمل القدور الكبيرة والمواد الغذائية واتخاذ زاوية في الشارع لغرض الطبخ. ويؤكد سمير أنّ "عدداً كبيراً من الناس استقبلوا هذه الخطوة بترحيب واسع وأتوا بعدها وتبرعوا بمختلف المواد الغذائية واللحوم وغيرها ليعبّروا عن تصميمهم على ممارسة دورهم في العمل التطوعي".
تمكن المتطوعون في البداية من تقديم وجبة الفطور، المتمثلة بالشوربة والبيض المسلوق والخبز، لمئات النازحين على مدى يومين في الأسبوع. حتى تبرع أحدهم بكشكه المشيد من صفائح الحديد قرب جامع الإمام أبي حنيفة، لتنبثق فكرة إنشاء المطعم بعد أن قاموا بتأهيله.
ويقول سمير إنّ "خطة العمل تغيرت بعد أن كنا نطبخ بأنفسنا وبإشراف عمتي، حيث بدأنا بتقديم وجبتي الفطور والغداء بعد أن قمنا بالاستعانة بطباخين متخصصين بطبخ كميات كبيرة من الطعام مقابل أن ندفع لهم أجورهم المالية".
شبح الجوع
وعلى الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجه هؤلاء الشباب بتنفيذ مشاريعهم التطوعية، إلا أنهم يسعون الآن إلى تقديم ثلاث وجبات رئيسية يومياً، بالإضافة إلى وجبات مخصصة لطلبة المدارس الابتدائية من أبناء النازحين تحديداً.
ويشير سمير إلى أنّ "الكثير من هؤلاء الطلبة من الأطفال يواظبون على دوامهم في المدارس وهم يعانون الجوع لعدم قدرة أهاليهم على توفير وجبة غذائية واحدة لهم". ويعتقد أنّ "الخدمة التطوعية لهؤلاء الشباب تمنح الكثير من الناس الذين يعانون من شبح الجوع إحساساً أكبر بالأمان".
*الصور: "الخدمة التطوعية لهؤلاء الشباب تمنح الكثير من الناس الذين يعانون من شبح الجوع إحساساً أكبر بالأمان"/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659