صنعاء – بقلم غمدان الدقيمي:

دشّن الرسام التشكيلي الشاب مراد سبيع، وعدد من زملائه الفنانين، الذكرى الخامسة لمبادرة "الرسم المفتوح على الجدران"، يوم الثلاثاء، 15 آذار/مارس، في العاصمة اليمنية صنعاء بهدف تعزيز السلام.

وعلى عكس السنوات الماضية، تستمر حملة هذا العام على أحد جدران جامعة صنعاء غربي العاصمة على مدى أكثر من أسبوع لإتاحة الفرصة أمام عدد من الرسامين والمهتمين بالمشاركة في الحملة.

وسلطت رسومات سبيع الضوء على الوضع المتأزم الذي يشهده اليمنيون منذ بدء الحرب الطاحنة قبل عام، وكان من بينها لوحة أظهرت امرأة يمنية حزينة وفي يدها طفلها الممزق إلى أشلاء، بينما يظل الأمل قائماً.

ونفذ سبيع، 30 عاماً، منتصف أيار/مايو 2015 حملة بعنوان "حطام" شملت جداريات ركّزت على الضحايا والدمار وانتهاكات حرية التعبير وغيرها، في ست مناطق تضررت من الحرب المستمرة في معظم أرجاء البلاد، بينها العاصمة صنعاء ومدينة تعز.

وكانت أولى حملات رسوماته قد ابتدأت في عدد من شوارع صنعاء، في 15 آذار/مارس 2012، تحت اسم "لوّن جدار شارعك"، بهدف طمس آثار الرصاص والدمار الذي خلفته المواجهات المسلحة عام 2011 إبان الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وتناول سبيع وعدد من زملائه سلسلة قضايا بينها "الجدران تتذكر وجوههم"، للتعبير عن عشرات السياسيين اليمنيين المختفين قسراً منذ عقود مضت، فضلاً عن جرائم الإرهاب، وانتشار السلاح والطائفية والغارات التي تصيب مدنيين بالخطأ وتجنيد الأطفال.

نشيد السلام لكل اليمنيين

ويقول مراد سبيع لموقع (إرفع صوتك) "نحن ننشد الاستقرار لكل اليمنيين، ونحاول أن نكرس هذا الفن في حياة الناس، ليكون معبّراً عن أصواتهم. يجب أن نبتعد من دائرة العنف والطائفية والصراعات السياسية إلى السلام".

ويضيف ”لا نريد أن يستمر هذا الوضع السيء في اليمن. نحن نعبر عن ذلك من خلال الرسم على الجدران“.

نشر الحب بلغة الفن

وتحظى هذه الذكرى باهتمام كثير من الفنانين وجمهور واسع من اليمنيين. ويقول الرسام الجرافيكي المشارك في الحملة تمام الشيباني لموقع (إرفع صوتك) "في ظل الظروف الراهنة والوضع المأساوي الذي تمر به البلاد، وانتشار الكراهية والطائفية والعنصرية، نحاول قدر المستطاع نشر الحب والسلام بلغة الفن".

هديل الموفق، إحدى المشاركات في الحملة، قالت من جانبها لموقع (إرفع صوتك) "من الجميل أن نأتي إلى هنا لنرسم على الجدران ونتحد بالألوان. هذا ما جئت من أجله خصوصاً مع الحرب والبؤس الذي نعيشه وكافة اليمنيين والحالة الصعبة التي نمر بها".

إبراهيم علي، جندي يمني شارك في الحملة، وتفاعل مع موقع (إرفع صوتك) قائلاً "أنا سعيد بمشاركة هؤلاء الشباب شعوري بالسلام المأمول في بلدي".

*الصورة الرئيسية: جندي يمني يشارك في حملة الرسم على الجدران/إرفع صوتك

  • *الصور: ومشاركات أخرى في الحملة/ إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.