أربيل - بقلم متين أمين:
يرى أبناء المكونين المسيحي والأيزيدي في إقليم كردستان، العراق، أنّهم لا يتخوفون من الإسلام بحد ذاته، إنّما من الإسلام المتطرف والجماعات الإسلامية المتشدّدة وتوسّع رقعة المتطرفين الإسلاميين، مشدّدين على أنّ أسباب هذا الخوف واضحة على الأرض في العراق، خاصة بعد أن احتل تنظيم داعش مدينة الموصل ومناطق سهل نينوى.
يشير الحقوقي الأيزيدي سعود مستو إلى أن الخوف من التطرف الإسلامي يعود إلى مئات السنين "والدليل ما تعرض له الأيزيديون من إبادة عبر التاريخ عن طريق الفرمانات المتلاحقة".
ويقول لموقع (إرفع صوتك) "كمكونات دينية في إقليم كردستان، لا نتخوف من الإسلام بل نتخوف من التطرف الإسلامي".
وتحدّث سعود عن الصورة التي كان عليها العراق قبل أحداث الموصل قائلاً "لحد أحداث الثالث من آب/أغسطس 2014 (حين تمكن تنظيم داعش من السيطرة على عدة مناطق في العراق)، كان هناك تعايش بين كافة المكونات خاصة في إقليم كردستان، بغض النظر عن بعض الحالات الفردية".
ويضيف "لم يعد هذا الحال الآن..".
اقترفوا ضدنا أبشع الجرائم
من جهته، قال المواطن الأيزيدي حسام عبد الله إن التطرف الإسلامي أثّر على أفكار بعض الناس وحدث ما حدث من ويلات. ويضيف في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "الأقليات الدينية في العراق، ومن ضمنها الأيزيديون يشعرون بخوف من توسّع رقعة التطرف. وأسباب هذا الخوف واضحة لدى الأيزيديين، خاصة بعد تعرضهم للإبادة الجماعية على يد تنظيم داعش".
ويؤكد عبد الله أن "التعايش الديني بين هذه المكونات موجود حتى هذه اللحظة، لكن التطرف الإسلامي المنتشر انعكس سلباً في أفكار البعض وشجعهم على كسر هذا التعايش والتلاحم. ففي سنجار، جيراننا الذين كانوا يأكلون معنا ونتبادل معهم الزيارات هم الذين هاجمونا واعتدوا علينا واقترفوا ضدنا أبشع الجرائم".
لدينا أصدقاء مسلمون
أما المواطن المسيحي قصيد حنا، فيؤكد أن المكونات الدينية الأخرى لا تتخوف من الإسلام بشكل عام، بل من التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة.
ويشير في حديث لموقع (إرفع صوتك) "لدينا الكثير من الأصدقاء المسلمين الذين يكنون لنا الاحترام ولهم علاقات مع أشخاص من الديانات الأخرى وليس لهم معنا أي مشكلة، لكن أتباع التنظيمات الإرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة هم من أثروا على الناس".
ويضيف أن هناك "فرق بين مسلم وآخر. وهناك مسلمون وقفوا مع المسيحيين في محنتهم".
بحسب حنا، كانت محافظة نينوى فسيفساء العراق من ناحية التنوع الديني والمذهبي، ولم يكن هناك أي مشاكل دينية بين مكوناتها، ما عدا منطقة برطلة في سهل نينوى التي كانت تعاني من نزاعات حول الأراضي والتغيير الديموغرافي بتدخل من جهات سياسية.
ويضيف "في منطقتنا القرقوش أيضاً، كان هناك نوع من الحساسية خاصة بعد تعرض الطلبة المسيحيين إلى الاختطاف في تلك المنطقة من قبل الجماعات الإرهابية، الأمر الذي تسبب في ضياع مستقبل الكثيرين".
"أنا كنت أحد الذين تركوا الدراسة لهذا السبب لمدة قصيرة ومن ثم عدت مرة أخرى"، يروي حنا.
لكن المواطن المسيحي ريميل صومو لا يتفق بالرأي مع حنا، ويرى أنّ هناك خوف من الإسلام بشكل عام ومن الأحزاب الدينية بشكل خاص.
ويوضح لموقع (إرفع صوتك) "هناك خوف من الإسلام خصوصاً من الأحزاب الإسلامية. وشعور الخوف هذا موجود لدينا منذ زمن، خاصة قبل عام 2003 عندما كان العراق تحت حكم الدكتاتورية، حيث كان هناك اتجاه لأسلمة الدولة، فالرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أطلق الحملة الإيمانية للتغطية على دكتاتوريته بالشعارات الدينية".
*الصورة: "هناك خوف من الإسلام خصوصاً من الأحزاب الإسلامية"/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659