مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:

في أعقاب سلسلة الهجمات التي نفذها تنظيم داعش في عدد من دول أوروبا، تزايدت وتيرة ظاهرة الخوف من الإسلام كدين والمسلمين في أنحاء مختلفة من العالم وخاصة أوروبا.

وقد أوضح مرصد دار الإفتاء المصرية في تقرير أصدره قبل عدة أسابيع أن بعض الأصوات المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة قد استغلت جرائم تنظيم داعش في التحريض ضد الإسلام والمسلمين، ما أوقع عدداً من حالات الاعتداء على المسلمين وخاصة على النساء المحجبات وكذلك الاعتداء على بعض المساجد.

وتابع مرصد الإفتاء أن الإسلاموفوبيا مرض غير عقلاني من الإسلام والمسلمين، وله ثلاث مستويات:

الأول: يتعلق بالمفاهيم والتصورات حيث يتم النظر إلى المسلمين على أنهم "استثناء خطر" من المجتمعات والعالم.

الثاني: يتعلق بتشويه المسلمين وشيطنتهم والتحريض ضدهم.

الثالث: يتمثل بالانتهاكات الفردية والقيود والقوانين التي تستهدف حقوق المسلمين وحرياتهم في المجتمعات الغربية، وضرب المرصد مثالاً على ذلك بحظر ارتداء الحجاب في المدارس العامة الفرنسية وحظر بناء منارات المساجد في سويسرا.

ولمزيد من التوضيح، التقى موقع (إرفع صوتك) بسماحة الشيخ الدكتور فوزي الزفزاف، عضو مجمع البحوث الإسلامية والرئيس السابق للجنة حوار الأديان لمناقشة أسباب الإسلاموفوبيا وكيفية الحد من هذه الظاهرة.

س: ما هي أسباب ظهور وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا؟

ج: الإسلاموفوبيا هو مصطلح غربي قُصد به الإساءة إلى الإسلام وبث روح الكراهية عند الغربيين ضد الإسلام، وساعد على ذلك ارتكاب بعض من ينتسبون إلى الإسلام أعمالاً هي بعيدة كل البعد عن الإسلام. فإن بعض من ينتسبون إلى الإسلام ساعدوا في تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا. ولذلك المفروض أن نبذل جهد أكبر في توضيح صورة الإسلام لدى الغرب حتى نكذب مسألة الإسلاموفوبيا.

س: كيف يتم تصحيح صورة الإسلام ومفاهيمه؟

 ج: التصحيح هو أن نبرز الشريعة الإسلامية في بياضها الناصع وأن نوضح أنّها تقبل الآخر وتقبل التعامل مع مخالفيها في العقيدة بفكر وسلام وأخوة إنسانية. ونكثف لهذا جهودنا في المجتمعات الغربية ونخاطبهم بأسلوبهم ومنهجهم في التفكير، بحيث نصل في النهاية إلى تصحيح أو إيضاح صورة الإسلام الصحيحة ونؤكد أن لا علاقة له مطلقاً بالإسلاموفوبيا التي يدعونها.

س: هل هناك رابط بين انتشار هذه الظاهرة والسياسة؟

ج: لا، هذه ليست ظاهرة حديثة بل هي موجودة منذ قرون بعيدة. غاية ما هناك أن أعداء الإسلام كثفوا منها أو ضخموها بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر. وما يدعو إليه الآن بعض المنتسبين إلى الإسلام مثل داعش وتنظيمات متشدّدة أخرى من قتل وسبي والجور على حقوق الآخرين، هذا ما ساعد على نشر هذه الظاهرة في الغرب.

س: ما الذي يجب أن تقوم به المؤسسات الدينية لتصحيح صورة الإسلام ومفاهيمه؟

ج: نحن نبذل جهداً لتصحيح هذه الصورة. والدليل على ذلك وجود شيخ الأزهر، رئيس المؤسسة الأزهرية، الشيخ أحمد الطيب هذه القامة الكبيرة في ألمانيا وخطابه أمام البرلمان الألماني لتوضيح صورة الإسلام. وسبق ذلك وجود مفتي الديار المصرية في أوروبا لتوضيح وتصحيح صورة الإسلام الحق لديهم. ولا بد أن يكون هناك حوار مع الآخر لتصحيح هذه الصورة. لا أقول إننا بذلك وصلنا للكمال، فلا بد أن تستمر المحاولات ويبذل جهد أكبر وأكبر في هذا المجال، كما يجب إطلاق حملات ومبادرات لتصحيح المفاهيم المغلوطة المأخوذة عن الدين الإسلامي والوقوف في وجه التطرف والإرهاب لأن جزءاً كبيراً من الغرب لا يعرف إلا هذا الوجه من الإسلام.

س: هل للدول الإسلامية دور في ذلك أم أنّ الأمر برمته يقع على عاتق المؤسسات الدينية؟

ج: بلا شك كل الدول الإسلامية لا بد أن يكون لها دور في هذا الموضوع. ويجب عليها كدول أن توضح صورة الإسلام الصحيحة وأن تبذل كل جهد بمساعدة الآخرين وكل مؤسسات الدولة، ليست الدينية فقط. يجب أن يكون هناك تكاتف وتوحيد لكل الدول الإسلامية في إيضاح صورة الإسلام الصحيحة وبيان كذب هذه المقولة "الإسلاموفوبيا" ولا يمكن أن يترك الأمر للأزهر وحده.

*الصورة: من مؤتمر سابق في الأزهر/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.