الأردن – بقلم صالح قشطة:

مع تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا حول العالم، تحدّث موقع (إرفع صوتك) مع  أشخاص عن تجاربهم في عدة دول أوروبية وغربية.

فرنسا

حنان عبد الله هي إعلامية مغربية تعمل كمقدمة برامج في إحدى الإذاعات الفرنسية الحكومية الناطقة بالعربية، لا تواجه عادة أي مواقف أو أي تخوف في تعامل الفرنسيين معها كمسلمة، وتعتبر إتقانها للغة الفرنسية واندماجها مع المجتمع الفرنسي سبباً لذلك.

توضح حنان لموقع (إرفع صوتك) "منذ استقراري في فرنسا عام 2011، لم أشعر بأي نوع من العنصرية أو التمييز"، لكنّها تؤكد أنّ هذا الحال لا ينطبق على الجميع وأن التعامل مع المسلمين اختلف بعد الأحداث الإرهابية المتتالية التي شهدتها باريس.

وتتابع حنان "لا يوجد هناك أي تخوف، لكننا أصبحنا نلاحظ الحذر والحيطة من الطرفين، بحيث تشهد بعض المدن الفرنسية البعيدة من العاصمة بعض الحالات العنصرية الشاذة، هذا بالإضافة لما تشهده الدول الأوروبية من تفاقم في أزمة الهجرة والمهاجرين، الأمر الذي زاد الوضع سوءاً".

وتشير حنان إلى معاناة أحد زملائها بسبب الإسلاموفوبيا التي باتت تتزايد في فرنسا، موضحةً "هو يحاول منذ حوالي سنة الحصول على منزل، إلا أن طلبه يقابل بالرفض في كل مرة يكون فيها صاحب المكان فرنسياً".

وحول الأسباب التي عززت انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب تقول حنان "هناك أسباب عدة، أهمها الصورة الخاطئة التي نعطيها عن دين الإسلام في بعض الأحيان، بالإضافة إلى العزلة الاجتماعية التي تعيشها بعض الفئات المسلمة والتي تنشر إسلاماً خاصا بها".

كما تعتقد حنان أن "اعتذار المسلمين والأئمة وخجلهم من كل حادثة إرهابية هو اعتراف ضمني بأن من يفعلون هذه الجرائم أفراد منا، وهذا يجعلنا نبدو أكثر خطورة"، متابعة "يجب تجاهل هذه الأعمال، لأنها لا تمثلنا ولا تمثل الإسلام، وهؤلاء الأشخاص يمثلون أيدولوجيتهم وفكرهم الخاص الذي لا يمت للإسلام بصلة، فلم الاعتذار عن شيء لم نقم به!".

الولايات المتحدة

دارين عبد الرزاق فتاة عشرينية من الأردن وترتدي الحجاب الإسلامي. تروي لموقع (إرفع صوتك) حادثة واجهتها في أحد أشهر المقاهي في مدينة نيويورك، حيث يقوم العامل في المقهى عادةً بسؤال الضيف عن اسمه، ليقوم بكتابته على طلبه، ليتمكن من تمييزه لدى تسليمه.

تقول دارين "كنت أنتظر دوري لأقوم بطلب كوب من القهوة، وكان العامل يسأل كل شخصٍ عن اسمه ليقوم بكتابته على الطلب، وأنا الوحيدة التي لم يسألني عن اسمي، لتكون الصدمة حينما رأيته يكتب MB Girl على طلبي، أي فتاة من جماعة الإخوان المسلمين. ولدى استلامي لقهوتي قمت بالاستفسار عن سبب كتابة هذا الرمز، وقمت بتهديدهم بمقاضاتهم على هذا الفعل، ما دفعهم للاعتذار بشكل ملح، كما طلبوا مني إعطائهم الورقة المكتوب عليها تلك العبارة، إلّا أني رفضت إعادتها".

بولندا، هولندا، إسبانيا، فرنسا واليونان

خليل يوسف هو أربعيني أردني، يتطلب عمله أن يقوم بزيارات إلى عدة دول أوروبية، ما أدى إلى احتكاكه بعدد كبير من الشعوب الأوروبية، وتعرضه بطبيعة الحال لمواقف عدة.

وحول تجاربه، يقول خليل لموقع (إرفع صوتك) "وجدت تمييزاً في فرنسا وبولندا، خاصة في فرنسا، فقد وجدت تعاملاً مختلفاً منذ لحظة وصولي للمطار، فقد أعيد تفتيشي مرتين بلا سبب. وقد لاحظت تمييزاً أيضاً في هولندا يظهر بشكل واضح حين وجود فتاة محجبة ضمن مجموعتنا، واليونان كذلك، وإسبانيا حيث سألني أحدهم (هل أتيت لاستعادة الأندلس؟)".

وتابع خليل "لاحظت أنّ لديهم تخوف مبني على أن المسلمين احتلوا بلادهم سابقاً. وبشكل عام تجد في أي دولة من يعامل الآخرين باعتدال وبعضهم يتعامل بتمييز واضح".

التشيك

ما يشهده العالم، وخاصة بعض الدول الأوروبية من أحداث إرهابية قام بها بعض المتطرفين، خلق تخوفاً لدى المواطن في التشيك، وهذا ما يؤكده سعيد عرار الذي يمتلك مطعماً للمأكولات الشرقية في العاصمة التشيكية براغ.

ويوضح سعيد في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "الأحداث الأخيرة خلقت تخوفاً وحذراً من الشخص العربي والمسلم، وهجرة اللاجئين إلى أوروبا وقيامهم ببعض السلوكيات غير المقبولة أخلاقياً وإنسانياً ساهمت في ترسيخ هذا الشيء"، مضيفاً "بشكل عام، من يقدم نفسه بشكل جيد وأخلاقي فلن يواجه أي تمييز أو تخوف يذكر".

*الصورة: "والدتي محجبة، ولم يحدث أن تعرضت لأي مضايقات بسبب حجابها"/shutterstock

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.