المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
مع توالي الهجمات الإرهابية التي تستهدف بعض الدول الأوروبية وإعلان السلطات الأمنية عن المتورطين فيها، والذين غالباً ما يكونون من أصل عربي أو يعتنقون الدين الإسلامي، تعود من جديد التخوفات من تأثير هذه الأفعال الإجرامية على الجاليات العربية المسلمة بالبلدان الأوروبية وتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا وسط المجتمعات الغربية.
خوف وقلق
ويتوجس مسلمو أوروبا من زيادة مشاعر الغضب والكراهية تجاههم بعد التفجيرات التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل والتي كشفت أولى المعطيات المتعلقة بها، أن أشخاصاً من أصول عربية قد يكونون وراء هذه الهجمات التي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح.
كما يعتقدون أن المهاجر العربي المسلم هو من يدفع ثمن ما أقدم عليه الانتحاريون إذ تنشأ نظرة شك وريبة من الغرب تجاههم.
وعن تأثير هذه الأحداث على جو التعايش الذي يسود في أوروبا بين الجاليات العربية والمسلمة وباقي مكونات المجتمع الغربي، تقول سلطانة الجزولي إن الأحداث الإرهابية التي تشهدها القارة الأوربية مؤخراً، وخاصة في فرنسا وبلجيكا، ستؤثر حتماً على العلاقات بين مسلمي الغرب وجيرانهم، "وإن كان المسلمون الحقيقيون لا يقومون بهذه الأحداث الشنيعة، بل يقوم بها المتطرفون الذين يغذيهم الجهل بالدين وتستقطبهم الجماعات المتشددة عبر الإعلام".
المظاهر عوض الجوهر
وتروي سلطانة التي تعمل في إحدى المؤسسات الخاصة في فرنسا لموقع (إرفع صوتك) "أحدث الثلاثاء الدامي في بروكسل الفزع في المواطنين، ومديرتي في العمل قالت لي إن المواطنين حين يرون مسلماً يمسك القرآن في محطة المترو يصيبهم الرعب ويفرون منه، خصوصاً وإن كان يبدو هادئاً... إنهم يعتمدون على المظهر دون الجوهر".
وأضافت الجزولي أن "مواطني الغرب يعاتبون المسلمين على عدم قيامهم بأنشطة ومبادرات تدحض ما يتم ترويجه في الإعلام عن الإسلام والإرهاب"، مشيرة إلى وجود نقص كبير في التواصل بين المسلمين والغرب، "وهو ما يقوي الفرضيات التي تربط الإسلام بالعنف، ويقوي مظاهر العداء للمسلمين".
من جهة أخرى، يقول إدريس السابي إن ما تشهده أوروبا من أعمال ارهابية من وقت إلى آخر يزيد من تعميق الهوة بين الغرب وعلاقته بالإسلام، "فداعش الذي يتنبى أي عملية إرهابية، ويقدم نفسه على أنه يحمي الدين الإسلامي، يزيد من تشويه صورة الإسلام وتشديد الخناق على المسلمين في المجتمعات الغربية".
"نحن لا نقبل بأن يتم ربط أفعال داعش بنا وبديننا، لأنه هو ينفذ ويرهب ونحن من ندفع الثمن".
استغلال سياسي
ويضيف إدريس وهو مهاجر يعمل مهندساً في مؤسسة خاصة في بلجيكا، في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "الأوقات القادمة ستكون عصيبة على كل مهاجر عربي أو مسلم، خاصة بعد انكشاف حقيقة منفذي الاعتداءات في مطار بروكسل ومحطة المترو. وبالتالي فالعداء سيزداد لكل شخص أو مؤسسة لها صلة بالإسلام، كما أن الأحزاب اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين والمسلمين على وجه الخصوص ستتخذ من هذه الأحداث مطية لتبرير معاداتها للمهاجرين وخاصة المسلمين منهم".
*الصورة: "نحن لا نقبل بأن يتم ربط أفعال داعش بنا وبديننا"/shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659