الجزائر - بقلم أميل عمراوي:

يلفت الدكتور الأخضر دلهوم من جامعة الجزائر إلى أن معظم مرتكبي الجرائم في أوروبا من مختلف التنظيمات الإرهابية، هم أساساً من مواليد بلدان غربية كفرنسا وبلجيكا. ويستغرب كيف يمكن أن تنتج عن تصرفات أولئك "فوبيا" ضد كل ما هو عربي أو مسلم.

في الحديث الذي خصّ به موقع (إرفع صوتك)، أكد الدكتور دلهوم أستاذ الشريعة بجامعة الجزائر والمتعمق بدراسة إشكالية العلاقة بين المسلم وغير المسلم من الأمم والحضارات الأخرى، أن تضافر ثلاثة عوامل أساسية هي جهل المتشددين بالإسلام وتعاليمه السمحة وتضخيم الإعلام الغربي لما يجري وتهويله للأحداث، إضافة إلى تصريحات بعض الساسة الغربيين الطامحين للوصول إلى مراكز القرار، لا بد أن تنتج ظاهرة "الإسلاموفوبيا".

و في إجابته عن سؤال حول حقيقة العلاقة التي تربط المسلم بغير المسلم، كشف الدكتور دلهوم أن التعايش أساس تلك الصلة، مذكراً أن الرسالة الإلهية عموماً تحتم على المؤمن أن يتعايش مع الآخر تأصيلاً لمبدأ الدعوة للخير، "ولولا ذلك فلماذا يبعث الأنبياء لغير المؤمنين؟"، يتساءل المتحدث.

كما أكد الدكتور دلهوم أن الرسالة الإسلامية إنما تدعو إلى الوسطية، مستشهداً بآية من القران وهي (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

الإعلام و صناعة الإسلاموفوبيا 

وفي تعليقه عن الأحداث الأخيرة التي كانت أوروبا مسرحاً لها، ذكر المتحدث أن مرتكبي التفجيرات ينحدرون من بلدانٍ غربية – يقصد فرنسا وبلجيكا على وجه الخصوص- تلقوا تعليما أوروبياً، وعايشوا بيئة غربية وبالتالي يرى أن الحكم على مليار ومِئتي مسلم على أساس تصرفات أولئك خطأ منهجي خطير.

الأجندات الانتخابية

من بين الأسباب التي يرى الدكتور دلهوم أنها تزيد كذلك من الإحساس بالكراهية ضد المسلمين في الغرب، "تصريحات بعض الانتهازيين من الساسة بالبلدان الغربية"، حيث يذهب المتحدث إلى أن "المساعي الانتخابية لبعض الساسة المتطرفين تجعلهم يوظفون الهوة الحاصلة في المجتمع الغربي بين المسلمين وغير المسلمين من أجل تحقيق نتائج انتخابية وحصد الأصوات".

الشباب المسلم بالدول الغربية... والبحث عن الذات 

عدم الشعور بالانتماء لا للغرب ولا لبلدان الأصل عامل آخر يغذي الهوة بين المسلمين وغير المسلمين بالغرب، ويقوي الإحساس بالفوبيا تجاه الإسلام، بحسب دلهوم، الذي يؤكد في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن ما يتعرض له الفرنسيون– مثلاً- من أصول عربية خلال محاولتهم البحث عن الذات عامل مهم يقوي الإحساس بالكراهية فهم لا يحسون أنفسهم فرنسيين مثلهم مثل أقرانهم هناك ولا يشعرون بالانتماء الكامل للطبيعة العربية عندما يأتون لبلدانهم الأصلية، وهو ما يجعلهم يتصرفون مثل هذه التصرفات الشاذة خلال رحلة البحث عن الذات.

*الصورة: د. الأخضر دلهوم/إرفع صوتك

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.