بقلم علي قيس:
قررت عائشة السعدي، طالبة في المرحلة التاسعة في مدرسة "Lee High School" بمدينة هيوستن في ولاية تكساس الأميركية، خلع لباس حجاب الرأس الذي اعتادت ارتداءه منذ ست سنوات. وأثار قرارها مخاوف والديها من أنّ خلعها للحجاب كان بسبب تعرضها إلى مضايقات بسبب ظاهرة الإسلاموفوبيا التي اشتدت في دول الغرب، بعد تصاعد أعداد الهجمات المسلحة نفذها مسلمون متشددون في بعض الدول الأوربية.
لكن الطالبة أكّدت أنها لم تتعرض لأي نوع من المضايقات من قبل زملائها في الدراسة. وقالت في حديث لموقع (إرفع صوتك) "على العكس كان هناك تعامل خاص معي قائم على أساس الاحترام لأنني مسلمة. كان مزاح الطلبة معي قليلاً، وكانوا يستخدمون الكلمات المهذبة في أحاديثهم معي".
وأضافت السعدي "رؤيتي لشقيقتي التي تدرس معي في ذات المدرسة وهي لا ترتدي الحجاب خلق لدي شيء من الغيرة، خصوصاً عندما أسمع صديقاتها يمتدحن شعرها. وفي أحد الأيام، سألتني إحدى الطالبات إن كنت أرتدي الحجاب لأني لا أملك شعراً بسبب مرض معين، وهذا ما دفعني إلى خلعه".
وتابعت الطالبة عائشة "عدم تعرضي لموقف تجاه حجاب الرأس الذي أرتديه لم يقتصر على المدرسة، بل حتى في الشارع لم أجد تمييزاً من قبل الناس حتى ولو بنظرة بسيطة".
انعدام حرية المرأة أبرز محاور أحاديثنا
ريم شقيقة عائشة، تكبرها بعام واحد (في المرحلة الدراسية العاشرة) وتدرس في ذات المدرسة. قالت لموقع (إرفع صوتك) "لطالما رافقت أختي وهي ترتدي حجاب الرأس ولم أشهد تعرضها لأي مضايقة. حتى في أحاديثي مع زميلاتي لا تتبادر مسائل الطقوس الدينية في أحاديثنا".
وأضافت ريم "عادة لا يكون هناك أي حديث عن الأديان بمختلف أسمائها. لكن فيما يخص واقع الفتيات في الدول الإسلامية، فإننا بالأغلب نتحدث عن واقعهن في دول مثل باكستان وأفغانستان".
وتابعت "هناك طالبات كثيرات معي في المدرسة من هذه الدول قدمن بعد إعادة توطينهن، وهن يتحدثن دائماً عن انعدام حرية المرأة وتهميشها في المجتمع، خصوصاً وأن الأعراف القبلية هي المسيطرة هناك، في ظل مدن فقيرة على مستوى البنى التحتية، وغنية بعدد سكانها".
وشددت الطالبة ريم أنه "لا يوجد أي تمييز بين الطلبة على أساس الدين، فجميعهم يعاملون باحترام. وهناك مصلى للمسلمين داخل المدرسة، يؤدون فيه صلاتهم دون أي مضايقات، كما أن الحديث عن التفجيرات والتخوف من المتشددين غائب تماماً عن مواضيعنا".
وأنهت الفتاتان ريم وعائشة حديثهن بالقول "نحن ما نزال في سنين شبابنا الأولى، لذلك لا نرتدي الحجاب. لكننا قررنا ارتداءه خلال السنوات المقبلة دون تردد أو تخوف من ردة فعل المجتمع".
*الصورة: المحجبات بمدرستي في تكساس يعاملن باحترام/shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659