حاوره علي قيس:
تصاعدت ردود الأفعال في بعض الدول الأوروبية ووصلت حد المطالبة برحيل المسلمين، بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها مدن في بعض تلك الدول، من قبل عناصر مجموعات إسلامية متشددة.
وإذ تتجه أصابع الإتهام إلى المدارس السلفية في المملكة السعودية بتخريج الفكر المتشدد، ينفي هذه الفكرة في حوار مع موقع (إرفع صوتك)، الشيخ السعودي الدكتور يوسف الحارثي، خريج الدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز في جدة.
س: التفجيرات التي شهدتها مدن أوروبية قام بها مسلمون متشددون، وبالتالي بدأت تلك المدن تشهد تصاعداً في الإسلاموفوبيا لدى مواطنيها، ما هو تعليقكم؟
ج: الخوف اليوم بات على المسلمين من ردة فعل الغربيين، بدل الخوف على الغرب من ضربات المتشددين وتفجيراتهم. من صنع تلك الأعمال ليس من الإسلام في شيء، إنهم أناس يريدون الإساءة للمسلمين، والإسلام براء منهم ومن أفعالهم.
س: ما الصورة التي صنعتها هذه الأفعال للإسلام في دول الغرب؟
ج: هذه التصرفات صنعت صورة خاطئة ومشوهة عن الإسلام، علينا الانتباه لهذا الأمر ومنع تشويه الإسلام، لأن نهجه ضد أفعال القتل أو التعامل بالدم الحرام أو التصرف السيء مع أهل العهد والذمة.
س: لكن المتشددين يبررون أفعالهم بآيات وأحاديث؟
ج: هذه التصرفات ليست مبررة. الإسلام دين رحمة، ورسالة النبي كانت الرحمة بين الناس. لكن هناك أسباب مقابلة يجب معالجتها، حيث استطاعت بعض أدوات الشر توظيف هؤلاء العنصريين.
س: هناك اتهامات للمساجد بأنها تخرج المتشددين، وأن أغلب الذين نفذوا هجمات مسلحة كانوا يتلقون أفكارهم في المساجد؟
ج: المساجد ودور القرآن لا تخرج الإرهاب، إنما يخرجها أحد أمرين، الأول: في الدول الغربية انحراف السلوك الأخلاقي هو السبب، والثاني: شدة الفقر في بعض الدول. هذا ما يساهم في صنع الإرهابيين.
س: ماذا عن المدارس السلفية في السعودية، هي الأخرى متهمة بصناعة الفكر المتشدد؟
ج: داعش ما نشأ إلا في زوايا بعيدة عن مناهج الحق التي وردت من الكتاب والسنة ودروس العلماء والدعاة، وهم جميعهم يدعون إلى التصرف الصحيح في التعامل باعتدال مع الآخرين. داعش نشأ بعيداً عن مدارس السعودية في غير بيئة العلماء والدعاة، وهم شاذون فكرياً، ومسيسون من جهات تريد الإساءة للإسلام.
س: أنتم حاليا في سويسرا، كيف وجدتم واقع المسلمين فيها؟
ج: نعم، أنا حالياً في سويسرا في زيارة علاج. وجدت أن معظم المسلمين يربون أولادهم على الاعتدال والتعايش السلمي مع الآخر، والمجتمع السويسري هنا يدافع عن الإسلام لأنه رأى أن تصرفات الجالية المسلمة مبنية على التراحم والتعاطف والمودة مع الآخرين.
س: أنت كرجل دين، ويرافقك خلال زيارتك عدد من المسلمين، هل لمستم تخوفاً لدى السويسريين أو تعرضتم لمضايقات من بعضهم؟
ج: لم نتعرض خلال إقامتنا لأي مضايقات بل كان تصرفهم راقياً وإنسانياً. لقد عاشوا لسنين طويلة مع المسلمين، وهم على علم بأخلاق الإسلام الحقيقية، بل حتى في بلجيكا أنا رأيت صورة لبلجيكيين يحاولون حماية المساجد من المتشددين الذين يريدون تهديمها انتقاماً للتفجيرات التي شهدتها بروكسل مؤخراً.
س: ما هو دور وواجب علماء الدين الإسلامي في هذه المرحلة؟
ج: دور رجال الدين اليوم هو ذكر المنهج الصحيح في تعامل المسلمين مع غيرهم، وأن يسعى الدعاة والعلماء إلى عدم إثارة التشنجات أو ردود الأفعال على الأحداث التي تشهدها مختلف دول العالم. وكذلك عليهم تحريم الدماء المعصومة التي تزهق في الهجمات الإرهابية.
https://twitter.com/Dreams_academy/status/712598376274067456*الصورة: من صفحة الشيخ يوسف الحارثي في فيسبوك/تنشر بإذنٍ منه
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659