بقلم خالد الغالي:
كشف مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) أن 63 مسجداً ومركزاً إسلامياً في أميركا تعرضت لاعتداءات معادية للمسلمين خلال سنة 2015، في رقم هو الأعلى منذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
قد توحي هذه الإحصائيات، والحديث المتواصل في وسائل الإعلام عن الإسلاموفوبيا، أن المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية هم الأكثر تعرضاً للاعتداءات بسبب دينهم. لكن الحقيقة غير ذلك، بل قد تكون مفاجئة: اليهود هم الأكثر تعرضاً لجرائم الكراهية الدينية.
ففي سنة 2014، وقعت 1092 جريمة كراهية ضد الأديان، كان نصيب اليهود فيها أكثر من النصف، بنسبة 58.2 في المئة، فيما حلت الاعتداءات ضد المسلمين في المرتبة الثانية بنسبة 16.3 في المئة، حسب ما ورد في التقرير الموحد للجرائم، الذي ينشره مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI سنوياً.
وفي سنة 2013، حل اليهود في المرتبة الأولى ضمن الفئات المعرضة لجرائم كراهية دينية بنسبة 59.2 في المئة، وحل المسلمون أيضاً ثانياً بنسبة 14.2 في المئة.
ويقدر عدد المسلمين في الولايات المتحدة بـ3.3 مليون شخص، حسب تقديرات مركز "بيو" للأبحاث في واشنطن، فيما يقدر عدد اليهود بـ5.7 مليون شخص.
ومنذ بداية صدور التقرير الموحد للجرائم، سنة 1995، يتصدر اليهود قائمة الأكثر تعرضاً للاعتداءات بسبب الدين. والتقرير عبارة عن قاعدة بيانات رسمية للجرائم في مجموع التراب الأميركي.
في المقابل، ظل المسلمون يحتلون غالباً المرتبة الرابعة (خلف اليهود والكاثوليك ثم البروتستانت). لكن ابتداء من سنة 2001، تاريخ هجمات 11 أيلول/سبتمبر، قفز المسلمون مباشرة إلى المرتبة الثانية.
يقول تقرير سنة 2001 "كانت جرائم الكراهية ضد الإسلام تحتل فيما مضى المرتبة الثانية قبل الأخيرة. لكن، في سنة 2001، أصبحت تحتل ثاني أعلى مرتبة في سلم جرائم الكراهية بسبب الدين، مسجلة ارتفاعاً بأكثر من 1600 في المئة مقارنة بسنة 2000".
ويؤكد المحامي المختص في القانون الدولي لحماية حقوق الإنسان افتخار أرسلان أن الأحداث الإرهابية ساهمت في تزايد الإسلاموفوبيا، موضحاً أن الشكاوى ضد الجرائم المعادية للإسلام التي تلقاها مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية في واشنطن، الذي كان أرسلان أحد محاميه، ارتفعت بحوالي تسعة أضعاف في الفترة التي تلت 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وجاءت تصريحات أرسلان في ندوة بعنوان "الإسلاموفوبيا: تأمل وتمكين وتصرف"، نظمتها شبكة العرب الأميركيين في واشنطن، الأحد، 20 آذار/مارس 2016.
لكن رغم الارتفاع الذي تشهده جرائم الكراهية بسبب الدين، تبقى الجرائم المتعلقة بالعرق الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة، حيث شكلت، في سنة 2014 مثلاً، 48,3 في المئة من مجموع جرائم الكراهية، تليها الجرائم المتعلقة بالميول الجنسية (18.4 في المائة)، ثم الدين (17.4 في المئة).
الأسباب والدوافع
بالبحث عن الأسباب التي تقف وراء استمرار وجود مشاعر كراهية تجاه اليهود في الولايات المتحدة الأميركية، نجد أنها نفسها تتكرر منذ فترة طويلة، بعضها منذ سنة 1964.
وحسب الإحصائيات السنوية "لعصبة مكافحة التشهير"، وهي منظمة يهودية غير حكومية مقرها في الولايات المتحدة (تأسست سنة 1913)، تعود هذه الأسباب أساسا إلى استمرار اعتقاد الأميركيين بالنفوذ القوي لليهود في أميركا (14 في المئة سنة 2014)، وبأن اليهود الأميركيين أكثر ولاءً لإسرائيل من بلادهم (30 في المئة منذ سنة 1964).
ويؤمن 19 في المئة من الأميركيين أيضا أن لليهود نفوذاً طاغياً في الاقتصاد العالمي، وفي وول ستريت (17 في المئة)، وفي وسائل الإعلام الأميركية (18 في المئة).
دينياً، ما يزال 26 في المئة من الأميركيين يؤمنون أن اليهود مسؤولون عن مقتل المسيح.
* الصورة: مجموعة من اليهود المتدينين ينتظرون حضور مؤتمر في نيويورك/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659