أربيل - بقلم متين أمين:
شهدت الأشهر القليلة الماضية عودة الكثير من الشبان الكرد من أوروبا إلى إقليم كردستان، بسبب تخوف المجتمعات الأوربية من استقبال المهاجرين القادمين من الشرق لعدة أسباب، منها تنامي الإرهاب في دول الشرق والخشية من انتقاله إلى الدول الأوروبية.
منبوذون في أوروبا
الشاب آراس جاف عاد خلال المدة الماضية بعد أن أنفق أموالاً طائلة للوصول إلى أوروبا. روى لموقع (إرفع صوتك) "الجرائم التي اقترفتها الجماعات المتطرفة جعلتنا منبوذين في أوروبا، فالمجتمع الغربي يتخوف منا وينظر إلينا كمجرمين".
يقول آراس أن ظروف العيش في أوروبا بالنسبة للمسلمين أصبحت صعبة. اللاجئون يوزعون على مخيمات في مناطق شبه نائية، حسب قوله، كما أنّ وجبات الطعام قليلة.
وأضاف "حقيقة لم أكن أتوقع أن الحياة في أوروبا ستكون هكذا، وإلا لما قطعت كل هذه المسافة واجتزت كل المخاطر للوصول إلى هناك".
تجارب أخرى
على الرغم من أن بعض النازحين في أوروبا يتمكنون، ولو بعد فترة من الزمن، من بناء حياة جديدة في بلد المهجر، إلا أن بعض التجارب لاقت الفشل، ومن ضمنها تجربة الشاب أحمد الذي عاد مؤخراً من أوروبا إلى كردستان.
فضّل أحمد استخدام اسمه الأول. هو من سكان مناطق سهل نينوى في العراق، ثم نزح إلى كردستان بعد احتلال تنظيم داعش عددا من مناطق المحافظة. ثم سافر إلى بلجيكا لطلب اللجوء، ورفض طلبه.
يصف أحمد الفترة التي عاشها في أوروبا بـ "الصعبة جداً". ويقول "واجهت صعوبات في البحث عن العمل، كما شهدت هجمات من قبل عنصريين يطالبون اللاجئ بترك بلادهم وعدم نهب خيراتهم والعودة إلى بلاده. ومنهم من كان يصفنا بالإرهابيين".
ورأى أحمد أن المشاكل التي يثيرها الإسلاميون المتطرفون والجرائم التي تقترفها الجماعات الإسلامية الإرهابية تسببت في تشويه صورة الشرق في الغرب، الأمر الذي جعل الحياة فيها صعبة في ظل كل هذه التحديات.
من ناحية أخرى، يروي الشاب سرمد سربست ما تعرض له من مشاكل أثناء تواجده في أوروبا قبل نحو عامين. ويقول لموقع (إرفع صوتك) "تجربتي في أوروبا كانت سيئة جداً لأن ملفي لنيل اللجوء فيها رُفض. والشخص الذي لا يمتلك الإقامة هناك، لا يملك الحق في أي شيء. وعندما يُرفض الملف الذي قدمه اللاجئ لنيل الإقامة في إحدى الدول الأوربية، عندها يُعاد إلى بلده ولا يقبلون بتواجده إطلاقاً".
ويشير إلى أنّ الإرهابيين بأفعالهم الإجرامية نقلوا صورة سيئة عن الشرق إلى أوروبا. "وهذه الصورة تجعل المواطن الأوربي يخشى من اللاجئ الشرقي".
*الصورة: لاجئون في اليونان/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659