بقلم خالد الغالي:
"حربنا على الإرهاب تبدأ بالقاعدة، لكنها لا تنتهي عندها"، بهذه الكلمات خاطب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أعضاء الكونغرس الأميركي ليلة الثلاثاء، 20 أيلول/سبتمبر 2001، معلنا انطلاقة الحملة الدولية على الإرهاب.
اليوم وبعد 15 عاماً على بداية الحملة، هل حققت الحرب على الإرهاب أهدافها؟ هل أصبح العالم أكثر أمنا؟ أم أنه فشل في محاربة الإرهاب؟
أرقام قياسية
تشير الإحصائيات التي نشرها مؤشر الإرهاب العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، إلى ارتفاع عدد قتلى العمليات الإرهابية بتسعة أضعاف منذ بداية القرن الحالي.
ففي الوقت الذي حصد فيه الإرهاب أرواح 3329 شخصا سنة 2000، ارتفع هذا الرقم سنة 2014 إلى 32685، في أعلى مستوى له منذ 15 سنة.
وفي العراق وحده، بلغ عدد القتلى الذين سقطوا سنة 2014 ثلاثة أضعاف مجموع ضحايا الإرهاب في العالم كله سنة 2000.
وعرف عدد العمليات الإرهابية بدوره ارتفاعاً صاروخياً. ففي الوقت الذي لم يتجاوز عددها عتبة 2000 هجمة مع بداية الألفية، اقترب من حاجز الـ14 ألفا سنة 2014.
تنظيمات أكثر إرهابا
عرف العالم ميلاد تنظيمات إرهابية جديدة، أكثر قوة من القاعدة التي تبنت هجمات الـ11 من أيلول/سبتمبر.
ونجح تنظيم داعش في السيطرة على مناطق شاسعة من العراق وسورية، معلنا تشكيل "دولة" في مناطق يسكنها أكثر من ثلاثة ملايين شخص في العراق وحده، ويحارب من أجلها ما بين 25 إلى 30 ألف مقاتل، من 100 دولة.
أما القاعدة، وإن نجحت الحملة على الإرهاب في إضعاف تماسكها، فقد نجحت في تفريخ أكثر من تنظيم مثل: جبهة النصرة، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتنظيم القاعدة في اليمن.
وتسبب تنظيم بوكو حرام، الذي لم يبدأ نشاطه العسكري المكثف إلا سنة 2009 ، في مقتل أكثر من 6644 شخصاً سنة 2014.
ساحات إرهاب جديدة
بعد أن كانت رقعة النشاط الإرهابي محدودة في بداية القرن، توسعت بقوة خلال الـ15 سنة الماضية، وهزت الهجمات الانتحارية دولاً لم يسبق أن تعرضت لمثل هذه الموجة من الهجمات مثل العراق، وسورية، وليبيا، وباكستان.. إلخ.
ولم يشهد العراق هجوما انتحاريا واحدا قبل سنة 2003. أما بعد هذا التاريخ، وإلى غاية نهاية سنة 2014، فشهد البلد 1892 عملية انتحارية، متسببة في مقتل قرابة 20 ألف شخص.
وشهدت باكستان بدورها أكثر من 486 عملية انتحارية خلال الـ15 سنة الماضية، وهي التي لم تعرف قبل هجمات الـ11 من أيلول/سبتمبر سوى عملية انتحارية وحيدة تعود إلى سنة 1987.
أما عن التكلفة الاقتصادية، فيقدر مؤشر الإرهاب العالمي الخسائر الاقتصادية المباشرة التي خلفتها الهجمات الإرهابية، خلال سنة 2014 وحدها، بنحو 53 مليار دولار، أي 10 أضعاف ما كان عليه الحال سنة 2000.
ويتضح حجم الخسائر أكثر إذا علمنا أنه يجب أن نضيف إلى رقم 53 مليار دولار، رقماً آخر هو 117 مليار دولار كتكلفة لمحاربة الإرهاب.
* الصورة: رغم الحرب الدولية على الإرهاب، ارتفع عدد قتلى الهجمات الإرهابية تسعة أضعاف منذ سنة 2000/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659