صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:

تسعى مجموعة من الشباب اليمنيين منذ حوالى شهرين لإشهار "مبادرة شباب صعدة"، بهدف تنمية قدرات هذه الشريحة في المحافظة التي تُعد معقل جماعة الحوثيين، شمالي اليمن.

يقول مدير المبادرة، مرتضى مصلح، 17 عاماً، لموقع (إرفع صوتك) إنّ المشروع بدأ بفكرة تأسيس جمعية الوفاء لصعدة، مضيفاً "كانت بحاجة لكثير من الوقت والمتطلبات. استشرنا الدكتور ربيع شاكر المهدي، المتخصص بالسلام وحقوق الإنسان، فأرشدنا إلى هذه المبادرة".

يلفت مصلح إلى عدم تمكن شباب صعدة من الحصول على التمويل، سواء من قيادة المجلس المحلي أو شخصيات اجتماعية أو المنظمات الدولية والمحلية، "لافتقارنا صفة رسمية، ومؤخراً تبنتنا مؤسسة تميز وعطاء للتجديد والتنمية، ونحن بصدد التحضير للعمل".

نهضة تنموية

وفقاً لمرتضى، طالب في الصف الثاني ثانوي، فإن أهم أهداف المبادرة تنمية قدرات شباب صعدة ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية، وإشراكهم في تحديد أولويات المجتمع واتخاذ القرارات، فضلاً عن تطوير العمل الطوعي في مختلف القضايا المجتمعية، وطرح مبادرات طويلة المدى تحقق عائداً اقتصادياً محلياً وفرصاً للعاطلين عن العمل.

لكن الحرب -التي دخلت عامها الثاني- في البلاد، عائق آخر. "بعد توقف الحرب سنعمل على موضوع الشباب، من خلال التوعية وورش تدريب وغيرها. لكننا سنبدأ فور الحصول على الدعم في العمل الإنساني، المتمثل بإغاثة المنكوبين في صعدة"، أضاف مرتضى.

وأشار الشاب اليافع، من مدينة عمران التي نزح اليها من صعدة، حاله كحال آلاف الأسر قبل عدة أشهر على وقع الغارات الجوية المكثفة لطيران التحالف بقيادة السعودية، إلى أن نجاح المبادرة سيدفع بالشباب لتحقيق نهضة تنموية وعدم الانخراط في التنظيمات الإرهابية أو جماعات العنف.

متفائلون بالنجاح

غالباً ما يتم إشهار مبادرات من هذا النوع في اليمن، لكنها سرعان ما تختفي. لكن مرتضى يؤكد أنّه سيعمل بجدية في صعدة، "لم يسبق أن أطلقت هناك مبادرة مماثلة. أنا وزملائي (15 شاباً) متفائلون بالنجاح إلى حد كبير".

أفكار طموحة

من جهته، يقول المدير المالي والإداري بمؤسسة تميز وعطاء للتجديد والتنمية (منظمة مدنية)، صفوان فرحان، إن أحد أهداف مؤسستهم تبني مبادرات الشباب في شتى المجالات، "فالمؤسسة تُعتبر حاضنة الأعمال لمن يملكون أفكار طموحة، شريطة أن لا تخدم فصيل سياسي معين".

وأضاف فرحان في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "نساعد هؤلاء بالمذكرات الرسمية باسم المؤسسة والاستشارات وعلاقاتنا مع الداعمين. لا نتدخل في تنفيذ مشاريعهم، المهم تُوجه لتنمية المجتمع".

*الصورة الرئيسية: آثار قصف سابق على صعدة/وكالة الصحافة الفرنسية

*الصورة 2: شعار مبادرة شباب صعدة أرسله القائمون على المبادرة لموقع (إرفع صوتك)

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.