المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
يعاني ملايين المواطنين عبر دول العالم من تأثيرات الضربات الإرهابية التي تستهدف بلدانهم بشكل دوري وخاصة في البلدان العربية والأفريقية والأوروبية، حيث تخلف الهجمات التي تتعرض لها الدول خسائر على عدة مستويات أبرزها السِلْم المجتمعي فضلاً عن تدمير الاقتصاد وتعطيل العملية السياسة.
ولتسليط الضوء على مختلف الأضرار التي يتسبب فيها الإرهاب على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والمعنوية، استقى موقع (إرفع صوتك) آراء أخصائيين وباحثين من مختلف المجالات لبسط المخاطر والتحديات التي يطرحها الخطر الإرهابي الذي شهد تنامياً ملحوظاً منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية.
أضرار نفسية
وفي هذا الصدد يرى عمر الطهراوي، الأخصائي في علم النفس، أن مشاعر القلق والخوف من المجهول التي أًصبحت متفشية في المجتمعات، تعتبر نتيجة مباشرة للأعمال الإرهابية التي لا تستثني أحداً، ذلك أن الفرد أصبح لديه توجسٌ من أي شيء، وهو ما يتلذذ به الإرهابيون الذين يرون في ترويع وتخويف الأمنين سبيلاً وهدفاً لهم".
ويردف المتحدث لموقع (ارفع صوتك) "الأطفال الصغار هم أول ضحية لهذا الإرهاب، فتأثير العنف من خلال المجازر المرتكبة والتي تنقلها وسائل الإعلام والاتصال يزيد من تقوية الفوبيات، ويقوي مشاعر الخوف وعدم الشعور بالأمن والأمان في وسط الأطفال وباقي الأفراد داخل المجتمع".
من جهة أخرى، يقول الباحث في علم الاجتماع علي الشعباني لموقع (إرفع صوتك) إن الإرهاب يؤثر بشكل جلي في المجتمعات "فالمؤسسات الحيوية حكومية كانت أو غير حكومية، ووسائل المواصلات والمدارس والمنشآت السياحية لم تعد آمنة، لأنها مستهدفة بشكل مباشر من طرف الإرهابيين الراغبين في إسقاط الكثير من الضحايا وإحداث خسائر مهمة".
فقدان الثقة
ويضيف الأستاذ والباحث في علم الاجتماع أن حالة من الرعب والخوف أصبحت تحيط بحياة الإنسان اليومية، إذ لم يعد مرتاحاً في أي مكان، وهمه الوحيد هو العودة سالماً من أي اعتداء إرهابي مفاجئ.
ويشير الشعباني إلى عامل فقدان الثقة كأحد الأضرار التي يتسبب بها الإرهاب في المجتمع، ويضيف "حينما تغيب الثقة بأفراد مجتمع معين فإن ذلك بسبب الإرهاب، والدليل على ذلك تنامي الإسلاموفوبيا بدول الغرب، إذ يكفي أن تكتشَف أنك من جنسية عربية أو تدين بالإسلام، فذلك كاف لكراهيتك والتهرب منك والتحفظ على عدم معاملتك".
أضرار اقتصادية
من جهة أخرى، يرى الباحث الاقتصادي محمد التازي أن الإرهاب يركز بشكل كبير على تدمير القدرات الاقتصادية للدول. وعن نتائج ذلك، يوضح لموقع (إرفع صوتك) "من جهة، يسود جو من عدم الثقة وغياب الأمن في نفوس المستثمرين الذي يفضلون عدم المغامرة بأموالهم في البلدان المعرضة للإرهاب، ومن جهة أخرى تتأثر موارد الدول بسبب الخوف من استهداف أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين".
ويشير التازي إلى أن "القطاع السياحي يتأثر بدوره بالإرهاب، فالسياح الأجانب يغيرون وجهاتهم بمجرد صدور تحذيرات من الإرهاب، فما بالك بوجود اعتداءات وتفجيرات حقيقية".
ويعطي الباحث مصر مثالاً على ذلك "حيث تراجعت نسبة السياحة فيها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بسبب الإرهاب، ناهيك عن تأثر اقتصادها من جراء ذلك".
ما العمل؟
للتخفيف من أَضرار الإرهاب على المجتمع، يقترح الشعباني عدة نقاط يمكن أن تساهم في ذلك، كوجوب تضافر جهود الجميع من أجل إعادة الثقة والتخلي عن السياسات الموجودة حالياً بين بلدان الشمال والجنوب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الاعتماد على المقاربة الأمنية وحدها في مواجهة الإرهاب "فالعلاقات غير المتكافئة بين الشمال والجنوب تغذي الإرهاب وروح الانتقام من طرف المتشددين، كما أن التهميش والمشاكل الاجتماعية الأخرى تزيد من مخاطر التطرف".
فيما يرى التازي أن أفضل السبل للتخفيف من تأثير الإرهاب على القطاع الاقتصادي هو تأمين المنشآت الحيوية، وتشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي، ونشر ثقافة الأمن والاستقرار، وتجاوز الاعتماد على الخارج، إضافة إلى الاهتمام بالمواطنين وتشجيعهم على محاربة الإرهاب والتطرف بشتى الوسائل المتاحة، وذلك لضمان جو ومناخ يعيش فيه الجميع بأمن وسلام.
*الصورة: "القطاع السياحي يتأثر بدوره بالإرهاب/Shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659