بقلم إلسي مِلكونيان:
تسعى المنظمات الإرهابية إلى سلب ثروات البلدان أو المناطق التي تسيطر عليها. ويعتبر تنظيم داعش مثالاً حياً على ذلك منذ بداية أعماله الإرهابية في العراق في حزيران/يونيو 2014.
ومن أبرز العوامل التي ساعدت داعش على التوسع ضمن العراق وخارجه سيطرته على بعض الموارد النفطية المهمة، والتي ساعدت التنظيم على تمويل عملياته وجعله من أثرى المنظمات الإرهابية في العالم.
لكن تبقى الحقول النفطية الرئيسية ذات الإنتاجية العالية في وسط وجنوب العراق بيد السلطات العراقية. وحول إنتاجية هذه الحقول، يؤكد الخبير النفطي حمزة الجواهري في حديث لموقع (إرفع صوتك) أن حقول النفط الواقعة في وسط وجنوب العراق "تنتج ما يزيد عن أربعة ملايين برميل في اليوم" من ضمنها إنتاج إقليم كردستان الذي لم يتعرض إلى العمليات الإرهابية، حسب الجواهري.
وتصنف منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) العراق في المرتبة الرابعة بعد فنزويلا والسعودية وإيران من حيث امتلاكه لاحتياطي النفط الخام بما يعادل 134 مليار برميل حسب إحصائيات عام 2014. بينما تقول إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن العراق يمتلك 18 في المئة من احتياط النفط في الشرق الأوسط، وما يعادل تسعة في المئة من الاحتياط العالمي.
وهنا بعض الأسئلة والأجوبة التي أعدّها موقع (إرفع صوتك) حول النفط في العراق.
س: ما سبب اهتمام داعش بالنفط؟
ج: اعتمد داعش أسلوباً جديداً لتمويل نشاطه. فعلى عكس المنظمات الإرهابية الأخرى التي تعتمد على الأموال الخارجية أو تمويل محلي محدود، سعى تنظيم داعش إلى الاستحواذ على النفط في المناطق التي وقعت تحت سيطرته ليحكم قبضته من جهة وتمول توسّعه من جهة أخرى. ويصنف معهد "بروكينغز" تنظيم داعش على أنه أكثر المنظمات الإرهابية ثراءً. ويستخدم داعش واردات بيع النفط في توظيف وتجنيد المقاتلين ودفع رواتبهم وتمويل عمليات شراء السلاح، فضلاً عن توفير الأموال اللازمة لتوفير الحاجات اليومية من مأكل ومشرب.
س: كيف يمكن لداعش أن يستمر بحيازة آبار النفط وهو يواجه هجمات قوات التحالف؟
ج: لا يمكن لقوات التحالف أو غيرها قصف آبار النفط لأن ذلك قد يتسبب بكارثة طبيعية ويمكن أن تؤثر في مستقبل هذا البلد من حيث استخدامه للنفط. وقد استغل داعش هذا الأمر لبسط نفوذه.
س: ما هي أكبر مصفاة في العراق؟
ج: أكبر مصفاة هي مصفاة بيجي والواقعة شمال بغداد ولها أهمية استراتيجية كبرى للعراق من حيث العائد وسد الاحتياجات المحلية. كانت المصفاة تنتج حوالي 200 ألف برميل في اليوم من النفط المكرر. ونجحت القوات العراقية في إعادة السيطرة على المصفاة وطرد تنظيم داعش منه عام 2015. ولكن تقارير تشير إلى تضرر أجزاء كبيرة من المصفاة.
س: ماذا عن مصافي الوسط والجنوب؟
ج: أكثر المصافي أهمية هي مصفاة البصرة في جنوب البلاد، ومصفاة الدورة في بغداد وتعملان بشكل جيد، إلا أن إنتاجهما لا يسد الحاجة المحلية. وهناك مصافٍ صغيرة أخرى وهي مصافي النجف والديوانية والناصرية وميسان وتنتج الديزل والنفط الأبيض.
س: ماذا حدث في نيسان/أبريل 2015؟
ج: خسر داعش السيطرة على حقلي حمرين وعجيل شمال شرق مدينة تكريت، في معركة مع القوات العراقية التي حررت المدينة من داعش وكانوا قد أضرموا فيها النار لحماية أنفسهم من القوات العراقية. بينما تراجعوا إلى حقل قيارة والذي ينتج حوالي 2000 برميل في اليوم. وينتج حقل عجيل 25 ألف برميل يومياً من التفط الخام والذي يشحن إلى مصفاة كركوك. وكان داعش قد دمر آلات استخراج النفط. كما دمر حقول خبازة.
س: هل هناك مشاريع استثمارية نفطية؟
ج: نعم. من المشاريع القائمة حالياً مشروع حقل الرميلة الضخم جنوب البلاد. وقد قامت شركة بريتيش بتروليوم وبيتروشاينا بالتعاون مع شركة النفط الوطنية ومنظمة تسويق النفط الوطنية بتوقيع عقد لتقديم "خدمات تقنية" في 2009 ولمدة 20 عاماً. وغيرها من المشاريع الأخرى التي وقعها العراق مع شركات عالمية مختلفة.
*تم تجميع هذه المادة من عدة مصادر، هي: Financial Times, Brookings, British Petroleum, NPR, DW, Reuters
*الصورة: أكبر مصفاة في العراق هي مصفاة بيجي الواقعة شمال بغداد/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659