صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:
لا تزال أسرة الشاب العشريني، عثمان علي نعمان الصلوي، مصدومة وتجهل كيفية وأسباب انخراطه في صفوف الجهاديين، وتوضح في المقابل مجموعة نقاط قد تسهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وعثمان هو مُنفذ العملية الإرهابية التي استهدفت السفير البريطاني في اليمن، تيم تورولوت، أثناء توجهه إلى مقر عمله، في منقطة نقم، شرقي العاصمة صنعاء في 26 نيسان/أبريل 2010.
السفير تيم نجا من تلك العملية التي تبناها تنظيم القاعدة، حيث نُفذت بحزام ناسف، وأسفرت عن إصابة ثلاثة مواطنين، ومقتل الانتحاري الذي تمزق جسده إلى أشلاء.
العدل والأمان والتنمية
"العدل والأمان والتنمية، بدءا بمعالجة معيشة المواطنين وتوفير فرص عمل للشباب، هي أهم العوامل للتعايش وقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة"، يقول علي الصلوي (والد الانتحاري) لموقع (إرفع صوتك)، حول رؤيته للقضاء على الإرهاب.
"الأوضاع المعيشية السيئة أوصلت اليمن إلى ما نحن عليه اليوم، وأصبح كل شيء خارج السيطرة. وهذا ما دفع بالكثير من الشباب لارتكاب مثل تلك الأعمال المدانة وغير المقبولة"، يضيف الصلوي الأب لـ16 ولداً وبنتاً.
"وصل الحال إلى أكبر مما كنا عليه"، يتابع الأب في إشارة إلى تفاقم الهجمات الإرهابية في بلاده، بعد مضي أكثر من ست سنوات على العملية التي نفذها ولده.
تفاصيل ذات صلة
يصف الأب الخمسيني المصدوم وقع ما قام به ابنه عليه، قائلاً "سمعتُ بخبر العملية الانتحارية من وسائل الإعلام. تفاجأت بعد استدعائي من قبل جهاز الأمن القومي، وكانت الصدمة أكبر عندما تأكدت أن الجاني ابني (21 عاماً). الحمد لله تحملنا وصبرنا على ما جرى".
"لا أعلم كيف استدرجه الإرهابيون لأنّني لم ألاحظ أي تغييرات عليه"، حسب الصلوي الذي يواصل "كنت أدافع عنه أمام السلطات الأمنية (الأمن السياسي)، التي اعتقلته مدة سنتين تقريباً (2002 - 2004). كان عمره حينها حوالى 16عاماً. كانت تهمته وآخرين حينها “التخطيط لقتل سواح أجانب".
أفرج عنه آنداك بضمانة والده وشخصية أخرى، مقابل حضوره في أوقات محددة للتوقيع لدى الأمن السياسي واستجوابه. تنقل عثمان، منذ ذلك الوقت، بين العاصمة صنعاء وقريته بمنطقة الصلو بريف تعز. وفيهما تلقى تعليمه الأساسي والثانوي، ثم أكمل دراسته في المعهد المهني بمدينة تعز، وفقاً لأسرته.
"لا تذكرنيش بجرحي"
اعتقل الشاب اليافع مجدداً من قبل الأمن السياسي خلال الفترة بين نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2009 – منتصف كانون الثاني/ يناير 2010. وبعدما اختفى فجأة في صنعاء في آذار/مارس 2010، أبلغ والده السلطات الأمنية.
وعقب العملية الارهابية، أعلنت وزارة الداخلية القبض على جماعة ما يسمى بالهجرة والتكفير التي يقال أن عثمان انخرط فيها لفترة من الوقت، ويُعتقد أنها جهزته لتنفيذ العملية.
وكأنما نكأنا جراحه الغائرة، امتنع علي الصلوي فجأة عن الحديث بمزيد من التفاصيل حول قصة نجله وعائلته المتضررة. "لا تذكرنيش بجرحي الله يحفظك. أتمنى أن تتحسن أوضاع اليمن ويصلح شأن الجميع"، قال الصلوي مخاطباً مراسل (إرفع صوتك).
"كانوا يصفوننا بالدواعش"
من جهته، قال أحمد الصلوي إن عثمان كان شاباً متفوقاً في دراسته، داعياً إلى السلام يحبه كل أبناء قريته، خصوصاً بعد عودته إليها كشاب ملتزم بدينه، وهو ما شكل صدمة للجميع الذين لم يتوقعوا يوما أنه سيرتكب ذلك العمل الإجرامي.
"كل أفراد العائلة دفعوا ثمن تلك العملية. جيراننا في صنعاء وتعز كانوا يصفوننا بأننا دواعش. استمر هذا عدة أشهر"، أضاف أحمد، وهو ابن عم الانتحاري، لموقع (إرفع صوتك).
واسترسل أحمد "هذه جماعات إجرامية لا تمثل الدين الإسلامي، تزعزع المجتمع وتقتل الأبرياء. يجب مضاعفة الحرب ضدها والقضاء عليها".
*الصورة: "وصل الحال إلى أكبر مما كنا عليه"/Shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659