بغداد – بقلم دعاء يوسف:
أثار انطلاق عملية "كسر الإرهاب" لتحرير الفلوجة ردود فعل متباينة بين المواطنين في العراق. موقع (إرفع صوتك) استقى بعض هذه الآراء المتباينة، وأسباب تباينها.
إنهاء الفساد والطائفية أولاً..
"على الجميع أن يعي أننّا بحاجة لتحرير العملية السياسية من المفسدين والطائفيين أولاً، لإنهاء الإرهاب"، يقول المواطن العراقي محسن عبد الهادي في حديث لموقع (إرفع صوتك).
ويضيف "لقد عاش الشعب العراقي بكافة معتقداته ومكوناته وأديانه معاً في سلام ومحبة. لكن بسبب الصراعات السياسية على المكاسب، سيطرت الجماعات الإرهابية على مدن كثيرة من البلاد".
يرى محسن أنّ الإرهاب كان نتيجة حتمية للفساد الذي نخر جميع مفاصل الدولة. "علينا كشعب أن نتحرك انطلاقاً من مفهوم أنّ السلطة السياسية هي جذور المشكلة الآن".
لن تستقر الأوضاع بشكل حقيقي
أما الشاب أوس ماجد، 27 عاماً، فيؤمن بضرورة تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة داعش، ويعتقد أنّها سوف تحدث تغييراً. "لكن لن نتمكن من التخلص من هذا التنظيم مطلقاً لأن الإرهاب في العراق له أيضاً جذور دينية. وهذا الأمر يجعل مسألة القضاء على فكر داعش غير سهلة".
ويضيف في حديث لموقع (إرفع صوتك) "أشعر أيضاً بالقلق من المدن التي تم تحريرها من قبضة داعش، وخاصة من الأهالي أو العشائر التي راح أبناؤها ضحايا للتنظيم".
ويشير إلى أنّ هناك احتمالات أنّ تحدث نزاعات كبيرة هناك بين العشائر بسبب الثأر والانتقام "وهو ما يعني ضحايا أكثر، وبالتالي لن تستقر الأوضاع بشكل حقيقي لسنوات طوال".
بعض عشائر هذه المدينة
وينظر مصطفى محمد، 29 عاماً، إلى أنّ مسألة تحرير مدينة الفلوجة هي للقضاء على تنظيم داعش. ويقول في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "انطلاق العمليات العسكرية لتحرير الفلوجة هي الخطوة المهمة التي ستؤدي إلى نهاية تنظيم داعش في البلاد".
ويضيف "أنتظر تحرير الفلوجة بالكامل من تنظيم داعش، فهي معركة فاصلة مع وجود الإرهاب الذي يحاول السيطرة على العراق وقتلنا".
السياسة والطائفية
ويقول أثير الطائي، 26 عاماً، في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "ما يشغلني هو أنّ البعض يرى أنّ لا وجود لعمليات تحرير هناك في الفلوجة، وإنما عمليات عسكرية لإبادة أبناء الطائفة السنية. وهذا أمر محبط، هؤلاء يعمقون الصراعات الطائفية، ولا يدركون أنّ قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي هم من مختلف طوائف ومكونات الشعب العراقي".
لكن لدى أثير قناعة بأنّ تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة الإرهاب، لن يحدث التغيير الذي نطمح به في البلاد "لأن السلطة السياسية قائمة على تغذية الطائفية مع استمرارها بين الناس الذين ما تزال عقلياتهم مبنية على العقيدة والدين".
القضاء على الفساد
ويعتقد علي عبد الكاظم، 24 عاماً، أنّ "الموضوع الأهم هو أنّ تحرير المدن من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي سيحدث تغييراً كبيراً في الأوضاع الأمنية للبلاد، لأن كل شيء يرتبط بالأمن. فإذا تحسن الوضع الأمني، حتماً سيتحسن الوضع السياسي والاقتصادي وغيرهما".
ويضيف في حديث لموقع (إرفع صوتك) "لو أننّا تمكنّا من القضاء على هذا التنظيم نهائياً، سنتمكن من القضاء على الفساد ولن تكون هناك صراعات على السلطة ومزايدات طائفية".
كباب الفلوجة
ومن بين الآراء من يتوقون إلى الماضي للفترة التي يقولون عنها سلام ووئام بين العراقيين. يقول أحمد شاكر، 52 عاماً، في حديث لموقع (إرفع صوتك) "لا يمكننا أنّ ننسى مطعم كباب زرزور وسط مدينة الفلوجة الذي كان بمثابة ملتقى للذين يمرون من هناك".
وبشكل أو بآخر، فإن أحمد يلقي باللائمة على كل من ساند أو انضم لتنظيم داعش في إشعال هذه الحرب "التي لن تحدث تغييرات إيجابية من الناحيتين الأمنية والسياسية في البلاد".
*الصورة: عناصر في القوات العراقية خلال مواجهات في قرية الشهابي شرق الفلوجة/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659