متابعة علي عبد الأمير:
مقاتلون من عشائر الأنبار السّنية، يطلق عليهم وصف "الحشد العشائري"، صاروا جزءاً من حملة عراقية حكومية واسعة لطرد تنظيم داعش من مدينة الفلوجة، ويقدر عددهم بنحو سبعة آلاف مقاتل مزودين بأسلحة خفيفة، في وقت يقول قادتهم إن طلباتهم بتزويدهم بأسحلة متوسطة وثقيلة ظلت تقابل بالإهمال من قبل بغداد على الرغم من وساطة أميركية في هذا الشأن.
ورغم كل هذا، فإن عناصر العشائر السنية يواصلون المعركة ضد داعش، فهم يعرفون المنطقة وسكانها، مثلما أصبحت لهم خبرات كبيرة عبر نجاحهم في الدفاع عن مدينة حديثة وعامرية الفلوجة والخالدية، رغم قسوة هجمات مسلحي التنظيم الإرهابي ووحشيتها.
وكان المئات من نازحي قضاء الفلوجة شرقي محافظة الأنبار، انضموا إلى الأفواج العشائرية، للمشاركة في عملية استعادة مدينتهم من سيطرة داعش، ومع عودة النازحين إلى مناطق سكنهم في الأنبار قادمين من إقليم كردستان، فضل المئات من أبناء الفلوجة الالتحاق بمعسكرات التدريب بناحية الحبانية للانضمام إلى أفواج العشائر ثم المشاركة مع القوات الأمنية في تحرير مدينتهم.
وفي هذا الإطار قال العقيد في الحشد العشائري جميل مطلك الجميلي لـ"راديو سوا" إن هناك 500 مقاتل جميعهم متطوعون ولا يتلقون رواتب، ودعا الحكومة المركزية إلى دعمهم بالسلاح والتجهيزات الأخرى.
وأوضح أن هناك خمسة أفواج سيكتمل تجهيزها وتدريبها ليصبح العدد 2500 مقاتل جاهزين خلال مدة زمنية قريبة للدخول إلى الفلوجة.
وكان آمر الفوج الثاني في الحشد العشائري الرائد طه علوان، قد تحدث في وقت سابق عن استكمال الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية لاستعادة قضاء الفلوجة بمشاركة المتطوعين من أبناء المدينة.
وأضاف"نحن الآن مستعدون وفي الأيام القادمة سنتحرك إلى مناطق الفلوجة بالأكمل بما فيها النساف والصقلاوية والفلوجة والنعيمية وحصيبة".
وقال مدير شرطة المحافظة اللواء هادي رزيج في تصريح لـ"راديو سوا" إن قوات الطوارئ والحشد العشائري في الأنبار والأجهزة الأمنية المحلية ستتولى الأمن في الفلوجة بعد استعادتها من داعش.
وترى متابعات أميركية إلى رجال القبائل السنية المعارضين لداعش في محافظة الانبار بغرب العراق، بأنهم ظلوا يجددون جهودهم لهزيمة داعش في الفلوجة، لكن عدم وجود الأسلحة والذخيرة، يحد من نجاح جهودهم.
وفيما ينظر غربيا إلى أن معركة الفلوجة هي جزء من عملية جراحية أكبر من الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على محافظة الانبار الغربية الشاسعة، فإن جهود السنة من المقاتلين المحليين في مواجهة "إرهاب سني" تشير إلى محاولة الولايات المتحدة لتنفيذ استراتيجية مماثلة ضد داعش كما فعلت ضد عناصر القاعدة، في العام 2007 عبر تشكيل "الصحوة السنية"، فدعمت زعماء محليين لقيادة الكفاح ضد جماعة سنية متشددة باستخدام الأسلحة الأميركية. لكن تلك الاستراتيجية لم تنجح لأن الأسلحة التي وعدت بها الولايات المتحدة لم تصل إلى أيدي مسلحي القبائل في الانبار، كما يقول قادتهم لموقع "انترناشيونال بيزنس تايمز".
لاحقاً، بدأ الجيش العراقي بضم المجندين السنة وتدريبهم بمساعدة المستشارين العسكريين الأميركيين، في قاعدة تدريب في الحبانية، الواقعة بين الرمادي والفلوجة.
وتأتي المخاوف العراقية وحتى الأميركية لاحقا من أن "بعض رجال القبائل السنية في الأنبار متواطئون مع داعش وهو ما يتيح للمجموعة الإرهابية ترسيخ نفسها في المجتمع ".
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي يوصف عبر تقارير الإعلام الغربي بكونه " أكثر انفتاحا على تسليح أهل السنة وسمح بتشكيل وحدة تعبئة شعبية قوامها 6000 في محافظة الأنبار".
لكن الكثير من قادة السنة المحليين، حتى من الذين قرروا الإنضمام إلى مواجهة داعش، ظلوا يؤكدون على "عدم الحاجة إلى مساعدة الميليشيات الشيعية، والتي يتهمها كثير من السنة بتنفيذ أعمال وحشية وانتقامية ضدهم"، موضحين "إذا تلقينا نفس النوع من الأسلحة التي تتلقاها قوات الحشد الشعبي (الشيعية)، فيمكننا القيام بهذه المهمة (مواجهة داعش) وحدنا، ونجد أنه من الغريب أن نرى أنواع الأسلحة بيد تلك القوات مقارنة بالأسلحة الخفيفة التي سنحصل عليها".
*الصورة: أبناء العشائر خلال مواجهات في الأنبار/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659