بقلم علي قيس:
"أكثر من 1100 مشروع قيد الإنجاز توقفوا في الموصل بسبب سيطرة داعش على المدينة، فضلاً عن المشاريع المخطط لإنشائها في سنوات 2014 و2015 والخطط الخمسية للسنوات المقبلة"، يقول نور الدين قبلان نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، ذاكراً أبرز المشاريع التي تعطلت في مدينة الموصل في حديث لموقع (إرفع صوتك) "من بين تلك المشاريع مجسرا المثنى واليرموك، والمستشفى المتطور في جامعة الموصل وأقسام جديدة لكلياتها، ومشاريع بنى تحتية كمحطات المياه والكهرباء، فضلاً عن المشاريع الاستثمارية".
ويشير قبلان إلى أن استخدام داعش لبعض دوائر الدولة كمقرات لعناصره ومخازن لأسلحته تسبب بتدمير أبنيتها بسبب القصف، موضحاً أن المستشفى المتطور في جامعة الموصل كانت في مراحلها النهائية و"تم استهدافها بسبب استغلال عناصر داعش لها في خزن الأسلحة وصنع العبوات والسيارات المفخخة".
ولا يقتصر الدمار الذي تعرضت له مدينة الموصل على البنى التحتية، بل كان للمواقع الأثرية التي تميزت بها هذه المدينة نصيب من الدمار.
وحول ذلك يقول نائب رئيس مجلس محافظة نينوى "معظم الآثار تعرض للتحطيم، لا توجد إحصائية دقيقة لكن ما نحن متأكدون منه هو تحطيم سور نينوى والنمرود وقلعة تلعفر، فضلاً عن صروح دينية مثل مقام النبي يونس والكنائس ودور عبادة لمختلف الأديان".
وبحسب قبلان فإن لقطاع التعليم نصيبه في خسائر المحافظة "فأكثر من 65 في المئة من طلاب الدراسات الجامعية الأولية والعليا قد توقفوا عن الدراسة، كونهم لم يحصلوا على فرص لمغادرة المحافظة، إضافة إلى أن هجرة البعض إلى دول أخرى مثل تركيا وأوروبا".
الأنبار: لا دراسة ولا وظائف
"أكثر من 85 في المئة من طلبة الأنبار توقفوا عن الدراسة بعد سيطرة داعش، رغم توفير مقرات بديلة في بغداد وكركوك"، يؤكد عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد صالح، موضحاً لموقع (إرفع صوتك) "في عام 2015 خصص مبلغ 163 مليار دينار لإنشاء المشاريع وتأهيل البنى التحتية، لكن بسبب سيطرة تنظيم داعش على معظم مناطق المحافظة لم يصرف منه سوى 50 مليار دينار".
"الجانب المعيشي لأهالي الأنبار كان له نصيب"، يشير عضو مجلس المحافظة، مضيفاً "فالدرجات الوظيفية والتعيينات هي الأخرى توقفت فضلاً عن غلق المعامل الكبيرة والمصانع الصغيرة سواء الأهلية أو الحكومية".
ويؤكد صالح أن "ما يشغل الناس حاليا هو العودة إلى مناطقهم ومنازلهم"، مؤكداً في الوقت نفسه "نحن لا نعتمد على الحكومة العراقية في تعويض وإعمار المحافظة، لكن ننتظر المنظمات الدولية والدول المانحة، وإلا فإن مشاكل كبيرة تنتظرنا".
التخطيط: ارتفاع خط الفقر بسبب داعش
"نسبة الفقر في العراق قبل داعش كانت 15 في المئة"، يقول المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي ويضيف في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) "لكن بسبب موجات النزوح ارتفعت إلى أكثر من 23 في المئة، يشكل النازحون 36 في المئة من الفقراء في البلاد، أما نسبة الفقر في المناطق التي يسيطر عليها داعش تصل إلى 41 في المئة".
ويؤكد الهنداوي أن احتلال داعش تسبب بدمار البنى التحتية والمشاريع المنفذة، والتي في مراحلها الأولى، في المحافظات الثلاث (نينوى وصلاح الدين والأنبار)، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن خسائر مؤسسات الدولة وصلت إلى 37 ترليون دينار، أي ما يعادل تقريباً 31 مليار دولار، وبالنتيجة في ظل الأزمة فإن هذه الخسائر تمثل ضغطا وقلقاً يدفع الدولة للبحث عن جهات داعمة.
وبحسب الهنداوي فإن المؤسسات والمشاريع المتضررة لا تقتصر على المحافظات التي احتلها داعش، فالأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد نتيجة هبوط اسعار النفط وتوجه البلاد نحو توفير الموارد اللازمة لمواجهة تنظيم داعش تسببت بتأثر أكثر من 6000 مشروع بدرجات متفاوتة.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن كلفة إعادة إعمار المدن المدمرة يشكل "قلقاً وضغطاً كبيرين، فإذا تحدثنا عن محافظة الأنبار فإن نسبة الدمار وصلت إلى 80 في المئة والتوقعات قد تتصاعد لأن العمليات العسكرية ما زالت جارية"، يضيف الهنداوي.
وينهي المتحدث باسم التخطيط حديثه بالقول "لا يمكن تحديد سقف زمني للفترة التي تحتاجها عملية إعادة إعمار تلك المناطق، بسبب استمرار العمليات العسكرية واستمرار سيطرة تنظيم داعش على مناطق أخرى، وهذا ما يثير قلق الحكومة".
*الصورة: معمل الفوسفات في القائم، أحد المعامل التي تركها موظفوها بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق غرب الأنبار/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659