بقلم إلسي مِلكونيان:
يصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريراً سنوياً يتضمن تفاصيل مؤشر التنمية البشرية لدول العالم معتبراً أن ثراء إمكانيات الناس هو معيار تقييم التنمية في بلدان العالم المختلفة، وليس التنمية الاقتصادية وحدها.
ويعرف مؤشر التنمية البشرية على أنه خلاصة لمعدل الإنجازات في مجالات معينة، من أبرزها: حياة طويلة وصحية ومستوى المعيشة والثقافة. ويقاس البعد الصحي بحساب متوسط العمر المتوقع عند الولادة، والبعد الدراسي بمتوسط سنوات الدراسة عند بلوغ سن الـ25. أما مستوى المعيشة فهو يقاس بناتج الدخل الوطني للفرد الواحد.
موقع (إرفع صوتك) يستعرض أبرز ما ورد في آخر تقرير للبرنامج حول الدول العربية، ومن ضمنها أرقام صادمة عن انهيار تام بموشر التنمية البشرية في ثلاث دول عربية.
التنمية البشرية في الدول العربية
لم تشهد الدول العربية تغيراً كبيراً في أنظمتها الاقتصادية. فالاستثمار في الصحة والتعليم لم يفضِ إلى النمو والإنتاج بينما فرص القطاع الخاص ما تزال محدودة.
كما يوجد تقدم ملحوظ في حصول مواطني معظم الدول العربية على فرص التعليم، لكن نسبة الإنجازات ضعيفة وكفاءة التعليم هي دون المستوى المطلوب.
وصنفت خمس دول عربية من أصل 22 على أنها تتمتع بتطور بشري مرتفع وهي: البحرين، الكويت، قطر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة. والأقل تطوراً هي جزر القمر، جيبوتي، موريتانيا، السودان، اليمن.
انهيار تام
تنيجة للحروب وجد التقرير أن هناك ثلاث دول عربية تشهد انهياراً تاماً في مؤشر التنمية البشرية وهي:
سورية: وفيها 250 ألف وفاة نتيجة الحرب، حوالي خمسة ملايين لاجئ في 2016، و 7.6 مليون نازح في 2015.
اليمن: وفيه حوالي ثلاثة آلاف وفاة. 172 ألف لاجئ. 2.5 مليون نازح. وحوالي 21 مليون إنسان بحاجة إلى معونة إنسانية.
العراق: وفيه حوالي 19 ألف وفاة، بين كانون الثاني/يناير 2014 وتشرين الأول/أكتوبر 2015. و10 ملايين إنسان بحاجة إلى معونة إنسانية. و 3.3 مليون نازح.
وصنف الشباب لفترة ما بعد عام 2015 أولوياتهم على الشكل الآتي: فرص أفضل في العمل، الحصول على الغذاء وبسعر ملائم، الحماية من الجريمة والعنف، العناية بالأفراد ممن لا يمكنهم العمل، القدرة على الاتصال بالهاتف والإنترنت، مواصلات تلبي حاجاتهم، اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد تغير المناخ.
خصائص فئة الشباب في الدول العربية
يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن المنطقة العربية شهدت أعلى نسبة تزايد سكاني خلال الـ50 سنة الماضية وأن فئة الشباب ستبقى الفئة الأكبر على مدى العقدين أو الثلاثة القادمين على الأقل. وأبرز خصائص فئة الشباب:
-يعتبر 60 في المئة من مجمل السكان المتراوح عددهم 370 مليون نسمة دون سن الـ29.
- تبلغ نسبة الشباب في الفئة العمرية بين 15-29 حوالي 29 في المئة من السكان.
- تبلغ نسبة الشباب في الفئة العمرية بين 15-24 حوالي 19 في المئة من السكان.
-يعيش حوالي 51 في المئة من الشباب في الفئة العمرية بين 15-29 في أربعة بلدان وهي: مصر (21.6 في المئة) السودان (10.4 في المئة) الجزائر (10.2 في المئة) والعراق (9.3 في المئة).
-يعيش غالبية الشباب في المناطق الحضرية. وتحتل الأردن المرتبة الأولى من حيث تمركز الشباب في المدن (81.9 في المئة) تليها تونس (67.4 في المئة) وثالثاً مصر (41.5 في المئة).
لكن لوحظ وجود نسبة كبيرة من الشباب العرب تنشأ في مناطق السكن العشوائي. ويتعرض هؤلاء إلى التهميش الاجتماعي والعنف والفقر. وهم في بحث دائم فرص عمل أفضل بسبب قلة الوظائف المتاحة والأجور المتدنية والصراعات وانعدام الاستقرار.
إلى ذلك، يبدو الشباب على اتصال أوسع بالعالم الخارجي عن طريق التكنولوجيا. فهناك حوالي 67 في المئة من الشباب بين 15-29 عاماً لديهم حسابات في فيسبوك. ويتحصل 60 في المئة من الشباب على الأخبار من مواقع إلكترونية، وأكثر من نصف العدد هم ناشطون على تويتر. ويقرأ 46 في المئة من الشباب المدونات، مع وجود حوالي 18 في المئة يكتبون في مدونات خاصة بهم.
*الصورة: انهيار تام بمؤشر التنمية البشرية في ثلاث دول عربية/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659