بقلم علي عبد الأمير:
يكشف تقرير لشبكة target="_blank">تلفزيونية سعودية، عرض مؤخراً، جانباً من السجال حول التطرف ورموزه في المملكة، ومنهم الداعية سعد البريك.
وهذا السجال الذي لم يصل حتى اليوم إلى الصدام بين دعاة التطرف ومروجي الإرهاب بذرائع شرعية إسلامية، يجد في منصات الإعلام الاجتماعي ساحة نموذجية. فبعد التقرير أعلاه، روجّ البريك المساند لـ"الجهاديين"، لوسم "هاشتاغ" بعنوان #ام_بي_سي_تهاجم_البريك.
وهو ما وجد استجابة من أتباع الداعية على توتير، الذين لم يبخلوا بوصف التقرير والقناة بأوصاف السوء كونها "ليبرالية".
ليست غريبة محاربة المشروع الليبرالي لأهل التوحيد،، المصيبة أهم ادواتهم في الحرب أدعياء السلفية والجهاد !! #ام_بي_سي_تهاجم_البريك
— عبدالرحمن الحسيني (@aalhosini) July 14, 2016
وجاء الهاشتاغ فرصة لتحريك السجال بين المتطرفين والليبراليين السعوديين ممن لم تزل أصواتهم تتصاعد، مستثمرين "الالتزام الرسمي" للسلطة في البلاد بمحاربة الإرهاب والتصدي للتطرف، لا سيما بعد موجة جديدة من الهجمات نفذها سعوديون متأثرون بأفكار التشدد الإسلامي.
في حين أن السعودية تسعى حثيثا اليوم لنفي ارتباطها بالإرهاب تماما، تحاربه بشكل جاد ورسمي عاليما، بينما لم يتنكر بعض المشايخ عن دعمهم للإرهاب.
— أبو أحمد القرني (@abuahmedalqarni) July 14, 2016
وثمة من يرى أن تقرير الشبكة السعودية، محاولة لتتبع الموقف الرسمي الرافض للإرهاب، منتقداً أنّها كانت المنبر الذي "لمّع" صورة الدعاة، ومنهم البريك، الذين قرنوا التطرف والتشدد بالإسلام.
#ام_بي_سي_تهاجم_البريك ام بي سي هي أول من لـمّـعهم. وهي أول من سوّق لتخلفهم. فلا يعنينا أن تهاجمهم أو تهادنهم !! pic.twitter.com/SFNrua2Eqz — عزف قلم (@3asheg8888) July 13, 2016
ويعود البريك إلى القناة السعودية، ليتهمها بـ"إشاعة الرذيلة، والدعوة إلى كل الفحشاء" كقرينة للفكر الليبرالي.
ماذا قدّمت قنوات الفساد لنا ؟؟ pic.twitter.com/XX9RmeejK8
— د. سعد البريك (@saadalbreik) July 11, 2016
ويدافع سعودي عن البريك ومواقفه ويحاول إحراج مناهضيه:
#أم_بي_سي_تهاجم_البريك لانه كان مناصرا للجهاد الافغاني! يا ترى هل تستطيع مهاجمة الملك سلمان لانه كان يجمع التبرعات؟! pic.twitter.com/1FaL1VAi1h — بن قفيط (@binkfit) July 13, 2016
موقف حكومي أوضح حيال دعاة التطرف؟
وفي الرد على سؤال حول ما إذا كان الموقف الرسمي السعودي من دعاة "التشدد والتطرف" سيصل إلى الصدام، مع استمرارهم بما تعتبره أوساط ليبرالية تحريضا واسعا على التطرف وصولا إلى الدعوة للقتال ضمن المجموعات الإسلامية المسلحة الناشطة اليوم في العراق وسورية واليمن ووصلت بعملياتها الإرهابية إلى مناطق كثيرة داخل المملكة، يقول الكاتب والأكاديمي السعودي أبو أحمد القرني، الناشط على موقع "توتير"، إن "الموقف الرسمي من دعاة التطرف بات أوضح مما سبق بعد الاعتقالات الأخيرة لبعض المشايخ كالطريفي والسكران وغيره، التي كانت دعواتهم الصدامية ودعوتهم للفوضى الأمنية داخل البلاد ملتوية وضبابية. فاختلف الاعتقال على الاشتباه بالتحريض والتطرف عمّا سبق. إذ كان الاعتقال على التحريض الصريح الواضح. وفيما يبدو بأن المشايخ بدأوا في فهم هذا الموقف الحازم فباتوا إلى التحرز من هذه القبضة الصارمة أقرب من المواجهة، موقنين بصرامتها مع اشتداد الأزمة بتضاعف الهجمات الإرهابية بالأسابيع الأخيرة، فصاروا أكثر إدانة لتنظيم داعش "بالاسم" عما قبل، إذ كان الاستنكار مسبقا ضعيف الأثر عام التعبير ضبابيا أو لا يرقى للمأمول".
ويضيف في مداخلة مكتوبة مع موقع (إرفع صوتك) "لا يمكن بحال أن يطالب أحد المشايخ اليوم الشباب بالنفير. فقد أصبح هذا الموضوع ذا خطورة أمنية بالغة خصوصا مع نباهة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتهم في تصعيد وتضخيم أي دعوة مشبوهة للتطرف. فقد صار المواطن ومستخدم هذه المواقع بمثابة رجل الأمن القادر على كشف خطابات الكراهية المشبوهة".
*الصورة: من موقع التفجير الذي استهدف المسجد النبوي في المدينة المنورة قبل أيام/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659