بغداد – بقلم دعاء يوسف:
"نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي وثقافي ينشر القيم الإسلامية الحقيقية كالتسامح وقبول الآخر مهما كان دينه أو مذهبه، لأن الآخر للأسف لا يملك تصوراً عنها"، يقترح العراقي حسام كاطع في حديث لموقع (إرفع صوتك) في إشارة إلى الجهود التي يحتاجها المجتمع أو الأفكار التي من الممكن من خلالها تحسين صورة الإسلام، خاصة بعد انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا.
ذرائع دينية
ويضيف حسام، 34 عاماً ويعمل في محل لبيع وصيانة الحاسبات الإلكترونية في بغداد، أنّ المجتمع الإسلامي بحاجة لحذف بعض الكلمات المستخدمة مثل الكفر "لأنها دائماً ما تستخدم كوسيلة لمعاقبة الآخر المختلف".
ويعتقد الشاب أنّ استخدام مثل هذه العبارات دائما ما يكون بذرائع دينية، "لكن ضمن غايات أخرى قد تكون سياسية أو شخصية". ويشير إلى أنّ واجبه كفرد في المجتمع هو احترام الأديان الأخرى وإقامة علاقات طيبة معهم.
الأديان الأخرى
أما المواطن العراقي وليد النقيب، وهو طالب مرحلة أخيرة في كلية الآداب، فيقول إنّ الطريقة الوحيدة الناجحة لتحسين صورة الإسلام هي بالتواصل مع الأديان الأخرى "والترحيب بوجودهم بيننا".
ويرى وليد أنّ الحملات التضامنية التي يطلقها الشباب المسلم بعد كل حادث إرهابي يستهدف الأديان الأخرى ما زالت ضعيفة وغير منظمة، مشيراً في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إلى ضرورة تكثيف الإدانة الشعبية للعمليات الإرهابية محلياً أو عالمياً.
ضوابط وقوانين مدنية
"تدّعي بعض الأحزاب السياسية أنها تحمي الإسلام، وقد يواجه الذي ينتقد عملها السياسي اتهامات على أسس دينية"، يقول علي فاضل لموقع (إرفع صوتك).
ويضيف علي، الذي يعمل في متجر لبيع لعب الأطفال، "العديد من ردود الأفعال تشير إلى أنّ الإرهاب ليس له علاقة بالدين الإسلامي وأنا أقول إنّ علاقته تتعلق بالنصوص الدينية التي تخدم القضايا السياسية، وبالتالي نكتشف أنّ ما يحدث من تشويه لصورة الإسلام مسألة سياسية فقط".
ويشير إلى الحاجة إلى تنفيذ الأحكام والضوابط والقوانين المدنية المعطلة وإبعاد السياسة وإدارة البلاد عن الدين لغرض الحفاظ على هذا الأخير بعيداً عن التشويه.
تمجيد الشخصيات الدينية
أما محمد أحمد فيعتقد أنّ "المشكلة التي تلعب دوراً رئيساً في الحكومات الإسلامية هي في تمجيد الشخصيات الدينية بعيدا عن المفاهيم الاسلامية".
ويضيف في حديث لموقع (إرفع صوتك) "حتى نستطيع تحسين صورة الإسلام، علينا أولاً التخلص من تمجيد الشخصيات الدينية التي دائما ما تكون ممارساتها مرتبطة بالسياسة".
ويرى محمد الذي يعمل في محل لبيع وتجارة الاصباغ في سوق البياع الشعبي أنّه بسبب هذه الشخصيات تحدث النزاعات والمشاجرات والانقسامات التي دائما ما تدفع إلى استخدام العنف "وبذلك تنقل للعالم صورة مرعبة عن الإسلام".
سلطة القانون
وفي الوقت الذى يتحدث فيه البعض عن علاقة الإرهاب بالدين الإسلامي، يرى المستشار القانوني سالم جابر أنّ "التطرف والتشدد الفكري لبعض الإسلاميين باسم الدين أصبح هو من يمثل الإرهاب وليس الدين الإسلامي".
ويضيف سالم في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن التطرف يرجع إلى الضغوط الكبيرة التي تمارس على المجتمع "ولعل أهمها ضعف القانون الذي أتاح الفرصة لسيطرة الجماعات المسلحة ذات الولاءات الدينية".
ويعتقد سالم أنّ "لسلطة القانون والقضاء الأثر الكبير في فصل الدين عن الحكم وبالتالي إنقاذ سمعته التي بدأت تسوء يوماً بعد يوم".
وفق خطط مدروسة
ويقول رسول شاكر إنّ تحسين صورة الإسلام يحتاج لمؤسسات تعمل وفق خطط مدروسة لا إلى جهود فردية تطلق حملات تضامنية هنا وهناك.
ويضيف رسول الذي يعمل في وظيفة حكومية، في حديث لموقع (إرفع صوتك)، "على الرغم من أنني أشارك في الكثير من الحملات التي تركز على تحسين صورة الإسلام على مواقع التواصل الاجتماعي، وما زلت أدعم المحاولات المبذولة في هذا الشأن، إلا أنّ فاعليتها قد لا يكون لها الأثر الكبير مقارنة بالجرائم التي تنفذها الجماعات الإرهابية باسم الاسلام".
أنظمة الحكومات
بعض الآراء وجدت أن لتحسين صورة الإسلام علاقة بالإصلاحات الحكومية التي من الممكن أنّ تغير البيئة الحاضنة للإرهاب. تقول إسراء ياسر التي تعمل في وظيفة حكومية في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "تحسين صورة الإسلام لا بد أن يبدأ عبر إجراء إصلاحات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمسلمين".
وتعتقد إسراء أنّ أنظمة الحكومات الإسلامية لا تسمح بالتمتع بالحقوق والحريات، "لإدراكها الشديد بحقيقة ضعفها وفسادها".
*الصورة: "حتى نستطيع تحسين صورة الإسلام، علينا أولاً التخلص من تمجيد الشخصيات الدينية"/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659