الأردن – بقلم صالح قشطة:
تزخم شبكة الإنترنت بالكثير من الفيديوهات التي تستعرض فيها التنظيمات المتطرفة إجرامها وإرهابها، ويتصدر تنظيم داعش تلك التنظيمات بمقاطعه الأقرب إلى أفلام الرعب، إلّا أنها عادة ما تبدأ أو تنتهي بآيات من القرآن ونصوص دينية إسلامية، يرون أنها تشرّع لهم ما يمارسونه من دموية غير مسبوقة.
وللوقوف على حقيقة استخدام داعش لتلك الآيات والنصوص، يلتقي موقع (إرفع صوتك) بالباحث والمفكر الإسلامي د. حمدي مراد، الذي يرد بدوره على استخدام تلك الآيات، موضحاً أن الغاية لدى نزولها لم تكن لتستخدم بهذا الشكل، وأن لها تفسيرات أخرى، تختلف تماماً عما يأتي داعش والتنظيمات المتطرفة كافة به.
داعش والتضليل
ويحرص الباحث الإسلامي على توضيح حقيقة تلك التنظيمات وغاياتها للعالم أجمع، خصوصاً للمسلمين، لأنه يعتبر أنهم هم المستهدفون بالدرجة الأولى بالتضليل وبالإساءة للإسلام أمام غيرهم، "فيتم تضليلهم من جهة لأخذ عناصر منهم لتغذي الإرهاب الذي يقوده القائمون عليه باسم الإسلام، والذين يرسمون صورة عن الإسلام بأنه دين الإرهاب". ويوضح أن تلك التنظيمات ومناصريها أعداء للإسلام ولكل الديانات السماوية، وأعداء للإنسان والإنسانية.
موضوعات متعلقة:
الأيزيديون في العراق: طائفية ما قبل داعش؟
كيف بُرر “شرعياً” حرق الكساسبة وكيف رد العلماء؟
ويشير د. مراد إلى افتراء داعش على النصوص التي يستخدمونها من القرآن، ويعتقد أنهم إن لم يستخدموها فسوف يتم اتهامهم أنهم يفتون على غير الإسلام.
ويؤكد في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "هم يأتون بنصوص إسلامية ويفتون بمعانٍ غير إسلامية، وآراء وفقه غير إسلامي لم يُعرف في تاريخ الأمة". كما يرى أن المشكلة تكمن في الفصل ما بين الآيات مجتمعة واقتطاع الآية أو جزء منها، لتعطي فهماً بعيداً عن الحقيقة ومعاكساً لها، مشدداً على عدم جواز اجتزاء أي نص من القرآن أو من أي كتاب آخر، لأن ذلك يؤدي إلى نتيجة خاطئة مختلفة عن المعنى الكلي عندما يكون النص متكاملاً مع بقية أجزائه.
أحكام القتل في الإسلام
وفيما يخص أحكام القتال في الإسلام، يشرح الباحث الإسلامي أنه "إذا لم تجمع كل آيات القتال وكل أحاديث القتال الصحيحة فلن تستطيع أن تحكم على فقه القتال في الإسلام، لا من آية ولا من آيتين ولا من خمسة، لأنها تتكامل مع بعضها البعض، فهذه آية قيلت في مناسبة خاصة لا علاقة لها بحكم فقه المسألة، وهي مربوطة بآية أخرى استكمالاً لفهمها".
ويشدد على ضرورة توفر بعض العناصر كتقابل النصوص مع بعضها البعض، وفهمها جيداً، وآراء الأئمة في ذلك، مستنكراً ما يقوم به داعش جملة وتفصيلاً "داعش يأتي ليقدم لنا رأياً لم يقل به أحد، حتى وإن قالوا أن الله تعالى قال ذلك، علينا أن نسألهم أين الآية الأخرى التي تكمل ذاك الرأي".
كما يشير الداعية إلى إساءة تفسير واستخدام الآية القرآنية (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)، ليوضح أن مناسبتها كانت داخل إحدى المعارك، وأنها لا تنطبق على ما يشهده العالم من ممارسات إرهابية.
ويوضح "قيلت في عدو اقتحم علينا أرضنا ومقدساتنا وبيوتنا ونسائنا وأطفالنا، وحيث وجدنا هذا العدو الذي اقتحم علينا دارنا نقتله، فهو المقتحم وأنا في بيتي وقد جاء لقتلي، وعليّ أن أدافع عن نفسي!".
ويتابع رجل الدين "ويقول الله تعالى أيضاً (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ)، والقرآن متكامل وليس متناقضا، وربنا حرم علينا القتال على غير وجه حق، ونحن أمة لا تبدأ القتال إطلاقاً، فأي داعش ذاك الذي يمارس الاعتداء على المسلمين أنفسهم قبل غيرهم، ويدعي أنه من أهل السنة، ومعظم جرائمه وقتله في أهل السنة!".
تحدّي للنقاش
ومن خلال منبر موقع (إرفع صوتك)، يتحدى المفكر الإسلامي داعش "إن كان لديه عالم حقيقي واحد في الإسلام"، ويدعوه ليحاوره صباحاً مساءً أمام العالم، ويتكفل بسلامته وأمنه إن أتى للحوار.
وعلى حد تعبيره "أتحداهم أن يأتوا اليوم أو غداً، ونشكل لهم أمناً وأن يأتون رسلاً ويرجعون رسلاً بكل أمان، ويفتحوا باب الحوار أمامنا وأمامهم. أتحدى إذا كان لديهم فكرة إسلامية واحدة، بل كلها أفكار مزيفة باسم الإسلام!".
*الصورة: د. حمدي مراد/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659