بغداد – بقلم دعاء يوسف:
"يقدم التنوع الديني والعرقي الكثير للعراق، وينقذه من المأزق الحالي"، يجيب حسام صلاح، 46 عاماً، على تساؤل موقع (إرفع صوتك): ماذا يمكن للتنوع الديني والعرقي أنّ يقدم للعراق، وهل ينقذه من المأزق؟
إرث ديني وحضاري
يعتقد حسام، الذي يعمل في شركة مقاولات وبناء، أنّ اندماج الأقليات الدينية والعرقية في المجتمع العراقي وعدم التمايز بينها سيسهم بشكل إيجابي في الحفاظ على إرث البلاد الديني والحضاري "الذي جعل تركيبة المجتمع العراقي منفتحة على الآخر وتتقبل وجوده وتحترم معتقداته وتزدهر بمهاراته".
اقرأ أيضاً:
صحافي ليبي يروي ويلات التعذيب على يد المتطرفين
نساء يتصدّين للإرهاب… وأخريات في صفوفه
ويشير إلى أنه عندما يندمج هذا التنوع في المجتمع، تتعمق العلاقات بين أفراده ويصبح نمط سلوكهم حميما "خاصة أنّ الفرد العراقي معروف بتآلفه السريع مع الآخرين وحبه للاندماج، الأمر الذي يتسبب بفشل أي مشروع يقوم على أساس العنف الديني أو العرقي".
مظاهر الحياة السلمية
يقول ثامر توما، 43 عاماً، وهو من أبناء المكون المسيحي، عاش طفولته وصباه في الموصل، قبل أن ينتقل إلى العاصمة بغداد في تسعينيات القرن الماضي، إنّ ما يحدث من مضايقات وقتل وتهجير وإبادة للمكونات المتنوعة في البلاد ما هي إلا سياسة تنتمي إلى ثقافة الجماعات المتطرفة.
هذه السياسة، بحسب حديث ثامر الذي يعمل في وظيفة حكومية لموقع (إرفع صوتك)، تسببت في زيادة التوتر الديني وإثارة مفاهيم خاطئة في مجتمع صار يصنف المختلف دينياً ضمن قائمة الكفرة أو الأعداء أو الخصوم.
ويشير الرجل إلى أنّ استمرار وجود التنوع الديني والعرقي يعني استمرار مظاهر الحياة السلمية في البلاد.
تبادل الزيارات مع جيراننا
أما نهلة كريم، 39 عاماً، فتقول لموقع (إرفع صوتك) إنّ أوضاعهم في الوقت الراهن تختلف تماماً عما كانت عليه في السابق بسبب الاضطهاد الذي يصل في بعض الأحيان إلى الإبادة الدينية.
وتشير نهلة، التي تعمل معلمة في مدرسة ابتدائية، في حديثها لموقع (إرفع صوتك) إنّها وعائلتها المسلمة كانوا من زوار الكنائس المسيحية. وفي المقابل كان جيرانهم من الأديان الأخرى يزوروهم عند عودتهم من الحج لتهنئتهم.
وتضيف أن هذا التنوع الديني الجميل "يجعلنا نعيش بحب وسلام، ويبعدنا عن العنف الذي غيّر علاقاتنا الاجتماعية".
وتشير إلى أننا "لو عدنا لتبادل الزيارات وأطباق الأكلات المميزة التي تشتهر بها كل أقلية أو طائفة دينية كما في السابق، فحتماً سيعود السلام لهذا المجتمع ونخرج البلاد من مأزقه".
تشعر بغربتك
"إذا كنت مسيحي أو صابئي أو شبكي أو تنتمي لأقلية دينية أخرى في العراق، فيمكن أن تشعر بغربتك"، يقول غسان فائق، وهو من أبناء الصابئة، في إشارة إلى أنّ الكثير من أبناء الأقليات الدينية والعرقية لا يستطيعون أن يهاجروا خارج البلاد، لكنهم بالمقابل يشعرون وهم في داخله بالغربة.
ويرى في حديثه لموقه (إرفع صوتك) أنّ احترام وجود هذه الأقليات واستيعاب ممارستها لمعتقداتها الدينية بكل حرية سيقلل من التمييز الحاصل على أساس الطائفة والعرق.
ويشير الرجل، وهو صاحب محل حلاقة للرجال، إلى أنّ التنوع الديني والعرقي في المجتمع العراقي "ينعكس سلباً على الأطراف السياسية المتصارعة على مكاسب السلطة والتي تدعم الخلافات الطائفية والعرقية".
هذا ما تريده السياسة
أما هيثم رشيد، 48 عاماً، وهو محامٍ، فيشير إلى أنّه لعقود طويلة الأمد ظل العراق يضم عدداً كبيراً من المكونات الدينية والعرقية، "لكن بعد العام 2003 فجأة باتت هذه المكونات تواجه تحديات كثيرة أقلها الطرد والتهجير".
ويضيف في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "في الواقع الأمر يتعلق بالسياسة ومكاسبها. فعند إفراغ البلد من هذا التنوع وتدمير إرثهم وحضارتهم التي تمتد لآلاف السنوات، فهذا حتما سيؤثر على قرارنا بالاختيار".
ويعطي مثالاً "عندما تذهب لتنتخب أحد المرشحين من دون أن تحدد اختياراتك مسبقا، ولا تجد غير الذين هم من دين أو طائفة واحدة، كيف سيكون رد فعلك على كل ذلك؟ حتماً سيؤثر ذلك على اختيارك من دون أن تدرك".
"هذا ما تريده السياسة، أنّ تتحكم باختيارنا"، يقول هيثم، مضيفاً أنّ "تهميش هذه الأقليات المتنوعة ومحاولة إبعادها أو التخلص منها سيربط اسم البلاد بالعنف والإرهاب".
*الصورة: "هذا التنوع الديني الجميل يجعلنا نعيش بحب وسلام"/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659