بقلم علي قيس:
تحوّل الخوف من الإسلام، "الإسلاموفوبيا"، إلى ظاهرة في كل دول العالم تقريبا بالتزامن مع صعود قيم التطرف الإسلامي، فيما تزداد الخشية من أن يتطور المصطلح ليشكل خطراً على المسلمين وبالأخص ممن يقيمون في الغرب.
وتنشط في دول أوروبا الكثير من الحركات السياسية المنتقدة للإسلام، لتصبح ظاهرة "الإسلاموفوبيا" فرصة اليمين المتطرف للحصول على مكتسبات سياسية أكبر، بحسب ما يقول عمر الراوي السياسي النمساوي من أصل عراقي، المنتمي للحزب الديموقراطي الاشتراكي النمساوي، والذي يشغل حالياً منصب عضو برلمان مدينة فيينا، وعضو مجلسها البلدي.
ويضيف في حوار مع موقع (إرفع صوتك) "ظاهرة الإسلاموفوبيا يستعملها اليمين المتطرف، لأنها البرنامج الوحيد الذي يتمتع به، أما هل سيتمكن ببرنامجه هذا من التحكم بمصير أوروبا، بالتأكيد لا".
اقرأ أيضاً:
الأسطة يوسف من صاحب البيت الكبير في الموصل إلى نازح في أربيل
تدمير آثار تمبكتو يؤدي إلى حكم بالسجن تسع سنوات
ويتابع الراوي قائلا "اليمين المتطرف حتى وإن صعد في الانتخابات فإنه لا يحصل على أكثر من 30 في المئة من الأصوات، لذلك فإن التظافر بين القوى الأخرى في المجتمع هي التي تشكل الأغلبية".
ويؤكد السياسي النمساوي أن "ما ينتجه السياسي بغض النظر عن أصوله، هو المقياس في انتخابات المجتمع الأوروبي"، مضيفا "العمل الدؤوب للحد من الإسلاموفوبيا والمشاركة الفعالة في العمل السياسي والاجتماعي، هي أفضل جواب، لمن يحاول استغلال الإسلاموفوبيا لمكاسب سياسية وحزبية".
اليمين الأوروبي: تاريخ في محاربة الأقليات
لكن الراوي لا يقلل من خطر هذه الظاهرة على مستقبل السياسيين المسلمين في أوروبا، موضحا "هذه الظاهرة يجب أن لا نستصغرها، لأنها في تاريخ أوروبا كان لها دور أسود في محاربة الأقليات والأديان، وفي نفس الوقت لا نخاف ولا نعتقد أن مستقبلنا مرهون بهذه الظاهرة".
وعلى صعيده الشخصي، يؤكد عضو برلمان مدينة فيينا العراقي أن "أصوله الإسلامية لم تتسبب له بمشاكل في عمله السياسي". ويتابع "لا توجد هناك محاربة لي كوني مسلما أو عربيا، لكن أن تكون شخصا ناجحا يزداد الأعداء الذين لا يريدون النجاح لأشخاص مثلي".
من الصعب أن تستلم أوروبا
في السياق ذاته، يؤكد الكاتب والصحافي العراقي سلام سرحان، المقيم في لندن، أن "منظومة الدول الغربية راسخة منذ فترة طويلة، ومن الصعب أن تميز على أساس الدين أو العِرق".
ويضيف في حديث لموقع (إرفع صوتك) "هناك نموذج في لندن التي يشكل الإنكليز 80 في المئة من سكانها، ومع ذلك صوتوا لصادق خان المسلم من أصول باكستانية، ليكون عمدة لندن".
ويتابع سرحان "أما على صعيد المؤسسات فإنه مع التراكم الطويل في الاستقرار، والحدود الثابتة في التعامل بمساواة مع الجميع، ووجود مؤسسات تدافع عن ذلك، سيكون هناك صعوبة في التأثير على وضع المسلمين في أوروبا"، مضيفا "الإسلاموفوبيا لا يمكن أن تظهر بين الأكاديميين ومسؤولي الشركات الكبرى أو في الجامعات، هي تظهر لدى العاطلين عن العمل والأشخاص المهمشين، فلم يعد هناك كاتب أو مفكر أو مثقف يمكنه أن يظهر لو شعرة من العنصرية".
شرطة إسلامية في لندن!
لكن الكاتب المقيم في لندن لا يستبعد انعكاس تصرفات من وصفهم بالمسلمين المتشددين على التعامل مع باقي المسلمين في بريطانيا، موضحا "كثير من الإسلاميين المتشددين في بريطانيا يرفضون القوانين البريطانية، ويريدون إقامة شرطة دينية، لذلك فإن سلوك هؤلاء قد يكسر صبر الأوربيين".
ويرى سرحان أن الحل للإسلاموفوبيا في أوروبا يحتاج إلى إعادة نظر في قوانين حرية التعبير عن الرأي، لافتا إلى أن "ما يحصل هو استغلال المتطرفين للتسامح الموجود في التشريعات الأوربية مع موضوع الحريات الشخصية بضمنها حرية التعبير عن الرأي، لذلك فإن الوضع يتطلب إعادة النظر في تلك القوانين".
*الصورة من صفحة السياسي عمر الراوي على فيسبوك/تنشر بإذن منه
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659