مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:
تسعى دول العالم بالكثير من طاقاتها إلى دحض الإرهاب ومحاربة العنف والتطرف. واتخذت في هذا السياق عدة قرارات حاولت من خلالها القضاء على التنظيمات المتطرفة، لكن الإرهاب لا يزال موجودا يمارس عنفه على الأرض ويسعى إلى تطبيق أفكاره المتطرفة بكل السبل والوسائل.
وإذا كانت هذه محاولات الدول، فإن للشباب آراء أخرى في طرق معالجة التطرف والقضاء على الإرهاب.. التقى موقع (إرفع صوتك) عدداً من الشباب المصري وطرح عليهم هذا السؤال: لو كنت في موقع المسؤولية.. ما هو القرار الذي تتخذه للقضاء على داعش والتنظيمات المتطرفة؟
العدالة وتطبيق القانون.. أسس لمجتمعات بلا عنف
بحسب الشاب مجدي شاكر، خريج كلية الآثار، فإن تطبيق العدالة هو القرار الكفيل بالقضاء على الإرهاب، سواء كانت هذه العدالة مادية أو نفسية فمراعاة التعامل الإنساني وعدم التفرقة بين طبقة وأخرى أو بين دين وآخر يهيئ الجميع لحياة بلا عنف أو تطرف.
في حين يؤكد علي السيد، طالب بكلية دار العلوم في جامعة الأزهر، أن قراره سيكون محاربة الفكر بالفكر مع إيجاد آليات تثبت للجميع خطأ أفكار المتطرفين التي يمكنها هدم المجتمعات وتدمير الشعوب.
ويتابع أن الغزو الفكري أقوى بكثير من الغزو بالسلاح "ولذلك فإثبات ضعف أسانيد وحجج المتطرفين سيجعل المجتمعات تعرف خطأهم وتكشف نواياهم فتسصبح أقوى في مواجهة محاولات اختراقهم لعقول المواطنين".
أما محمد نصر، طالب بالسنة النهائية بكلية الطب، فيرى أن القرار السليم يتمثل في تقديم المتطرفين والإرهابيين لمحاكمات سريعة وعادلة ليكونوا عبرة لغيرهم مع إعطائهم حقهم في المعاملة الإنسانية "لنوضح لهم أنهم على باطل وبالتالي نفتح الباب لمن أراد منهم الرجوع للحق ونبذ العنف لحياة جديدة كمواطن صالح ولنعلمه أن الإسلام ليس دين إرهاب".
تعود بنا ميرفت عمر، طالبة في السنة الرابعة بكلية الآداب جامعة عين شمس، إلى جذور المشكلة بحديثها عن تفعيل دور التربية والتعليم حيث تطالب باستخدام تقنيات حديثة لتعليم الصغار تمكنهم من التفرقة بين الصحيح والمغلوط من خلال توعيتهم بطرق جذابة لمخاطر الإرهاب بحيث لا ينخدعون بحلو الكلام فيقعوا في براثن الجماعات المتطرفة.
وتتفق معها زميلتها أماني مؤمن وتؤكد "لا يمكننا التصدي للإرهاب إلا بقرار واحد له اتجاهين وهما التنوير والعمل".
في حين يقول ممدوح عبد الله، طالب بكلية التربية جامعة عين شمس، إن هناك وسائل عديدة لمحاربة الإرهاب أهمها التصدي للأفكار المتطرفة "فالفكر أقوى من السلاح".
ويتابع "يجب عزل أصحاب الفكر المتشدد ولكن دون بترهم من المجتمع فهم كالمرض يمكن شفاؤه ولكن إذا تم اهماله فإنه ينتشر في الجسد كله".
حرب بلا هوادة.. ومراقبة الإنترنت
بعض الشباب الذين تحدثنا معهم يدفعهم حماسهم باتجاه الحلول القاسية التي تحمل قدراً كبيراً من الحدة، فهم لا يميلون إلى التفاوض أو المهادنة، فبحسب محمد عيد، محامي تحت التمرين، فإن الحرب على الإرهابيين هي الحل الأمثل. "الحرب فورا على كل الجبهات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإعلامية من خلال تحالف متكامل بين الدول بحيث تلبي الدول ذات الاقتصاديات القوية المتطلبات العسكرية، ويتواكب مع ذلك تمهيد الأجواء قبل البدء بإطلاق الرصاصة الأولى، والتفكير في إجابات لأسئلة مثل متى ستنتهي الحرب، وكيف سيتم التعامل بعد انتهائها مع بقايا الإرهاب التي ستعود إلى ديارها؟".
في حين يرى زميله بالمحاماة محمود المحمدي أن القرار المناسب من وجهة نظره لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية يكمن في تشديد الرقابة على ما ينشر بالإنترنيت والمواقع الصحافية والإخبارية وكذلك على وسائل التواصل الاجتماعي لاستخدامها في بث الإشاعات التي تنتشر بشكل فظيع.
*الصورة: شباب مصر: لو كنّا صنّاع قرار/Shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659