بغداد – بقلم دعاء يوسف:
"مسألة أنّ داعش يمثل الطائفة السنية تسيء إلينا بشكل مخيف"، يقول فؤاد ابراهيم، 32 عاماً، ويعمل في محل حدادة ببغداد.
داعش جلب العار لنا
ويعتقد أنّ التنظيمات الإرهابية تستثمر في الطائفية وتحفز استمرارها بين سنة وشيعة العراق. "ومثلما يُتهم الحشد الشعبي الذي يقاتل داعش بأنه جاء ليقتل السنة لأن أفراده من المذهب الشيعي، بالمقابل يُتهم السنة بأنهم أتباع لداعش".
ويشير في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إلى أنّه عند حدوث مشكلة بين شخص من الطائفة السنية مع أحد أبناء المذهب الشيعي، "أول سلوك يتبعه الأخير هو اتهامه بالإرهاب. لقد حصل هذا مع الكثير من الذين أعرفهم"، يقول الشاب.
ويعبر فؤاد، وهو من أبناء الطائفة السنية، عن يقينه بأن معظم الذين يصرحون بعدم قناعتهم بمزاعم أن داعش يمثل السنة لا يقولون الحقيقة. "داعش جلب العار لنا".
جيل المخيمات
"داعش لا يمثل السنة"، يقول أحمد كامل، البالغ من العمر 24 عاماً، والذي نزح مع عائلته من مدينة الشرقاط إلى بغداد في العام 2014.
ويضيف في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن هذه المزاعم ولّدت أزمة كبيرة، "لم تنعكس فقط على حياتنا الاجتماعية وأوضاعنا المعيشية بل أثرت أيضا على النظرة العامة إلى المجتمع العراقي بمختلف مكوناته وأديانه. وصار السنة بالنسبة إليهم داعش".
ويعتقد أحمد أنّ هذا الأمر سينعكس أيضا على أطفالهم . "سنشهد عن قريب ظهور جيل المخيمات من السنة الذين يعيشون الآن في ظل أوضاع تسودها مفاهيم الاضطهاد والعوز والمهانة والشعور بالدونية بسبب المزاعم التي تروج في أنّ داعش يمثل مذهبهم الديني".
كسب عقول البسطاء
"لقد تعرضنا لعمليات تضليل"، يقول نبيل عبد الهادي، 30 عاماً، والذي يعمل في محل لبيع العقارات، لموقع (إرفع صوتك) في إشارة إلى أنّه قد كان الاعتقاد في البداية بأن هذا التنظيم يمثل الدين الإسلامي الصحيح، لذا تورط البعض بالانتماء اليه.
ويضيف "داعش زعم تمثيل الطائفة السنية، كانت هذه طريقة متبعة من هذا التنظيم وخطوة لكسب عقول البسطاء من أبناء السنة، لكن لم يلبث أن كشف أمره".
ويعتقد نبيل، وهو من أبناء الطائفة السنية ويعيش في بغداد، أنّ البعض من أبناء الطائفة السنية كان يؤمن بأن داعش يمثل الدين الإسلامي الصحيح وتحديدا المذهب السني.
ويضيف أنّه في المدن التي سيطر عليها داعش، يتحدث النازحون هنا في بغداد، عن أنه قد قتل عدداً كبيراً من أقربائهم ومعارفهم، "مما جعل الناس الذين يعيشون في تلك المدن في ورطة أو بمأزق كبير".
وشرح أن مأزقهم هو كونهم بين اتهامات المجتمع لهم بأنهم مع داعش وبين اضطهاد وقتل داعش لهم وتهجيرهم.
أنا سني وداعش لا يمثلني
أما واثق أمين، 47 عاماً، ويعمل في وظيفة حكومية، فيعتقد أنه لم تكن هناك أي أدلة مقنعة تدفعنا لتأكيد ما يروج بأن داعش يمثل الطائفة السنية.
ويقول لموقع (إرفع صوتك) "منذ البداية كان داعش يسفك بدماء أبناء كل الطوائف الدينية والمكونات العرقية دون استثناء، كما وقد استولى على دور أبناء السنة وممتلكاتهم بقوة السلاح".
ويشير واثق إلى أنّه من الصعب تصديق أنّ داعش يمثل الدين الإسلامي. والأكثر صعوبة تصديق المزاعم التي تثار حول تمثيله للمذهب السني تحديداً.
"أنا سني وداعش لا يمثلني. لذا أرجو من الجميع أن يتفهم هذا الشيء ويصدقني"، قال واثق.
الأوضاع تتفاقم بشكل سيء
ويشارك كثيرون من أبناء الطائفة السنية الذين يعيشون في العاصمة بغداد بعد نزوحهم من المدن التي كانت تحت سيطرة داعش خلال الأعوام القليلة الماضية رأي محمد الجبوري، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، حيث قال "إننا نعيش بين اتهامات الطوائف والمكونات الأخرى بأن هذا التنظيم يمثلنا وبين أفعال داعش بالسنة من قتل وسلب للأراضي والممتلكات".
ويضيف محمد، 44 عاماً، في حديثه لموقع (إرفع صوتك)، "كانت الأوضاع تتفاقم بشكل سيء حتى وصل داعش لدرجة أن يقوم بتخييرنا بين الولاء له أو القتل وهو ما نتج عنه هروب الكثيرين من السنة من المدن التي تقع تحت حكم هذا التنظيم الإرهابي".
*الصورة: ملصق “لا للطائفية” على إحدى السيارات في بغداد/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659