صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:
لا يخفي معظم أهالي اليمن، كما هو الحال مع نادر طه، وهو شاب سُني في نهاية العقد الثالث من العمر، استياءهم من مزاعم تنظيمي داعش والقاعدة بتمثيل المذهب السني، أحد أكبر المذاهب الدينية الإسلامية في العالم.
“على العكس، التنظيمان قدما صورة سلبية ليس على أهل السنة فحسب، بل على الإسلام بشكل عام”، قال نادر طه في استطلاع لموقع (إرفع صوتك)، حول ادعاءات تنظيمات إسلامية إرهابية بتمثيل الطائفة السنية.
السلم والسلام
وأكد نادر طه، وهو موظف في أحد المصارف بالعاصمة صنعاء، أن “القاعدة وداعش لا يمثلان السنة في شيء، حتى علماء السنة حذروا من أفعالهم، هؤلاء منهجهم تكفيري، وهم أقرب ما يكون للخوارج”.
اقرأ أيضاً:
لاجئون عراقيون في الأردن: داعش قتل السنّة
ابنة الشرقاط أمل محمد عزاوي: حلم بالحرية من داعش
ويرى أن التنظيمين الإرهابيين بأفعالهما الإجرامية سبب رئيسي في “تنفير الناس عن الإسلام، وهذا هو الأثر الأخطر”.
وأضاف طه أن الإسلام دين رحمة وسلام للعالم أجمع، بدليل قوله سبحانه وتعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)، "الإسلام دين حياة بينما القاعدة وداعش دعاة موت وتدمير وعنف”.
استخباراتي
يوافقه الرأي نبيل قاسم، 43 عاما، قائلاً إن مزاعم داعش كاذبة "وأهل السنة يمثلون الوسطية في الإسلام... لذا فالتنظيمان لا يمثلان الإسلام بأي صلة بدليل ارتكابهما أفعال جرّمها الإسلام كتفجير المساجد والمنشآت واستهداف وقتل الأبرياء”.
ويعتقد قاسم، في حديث لموقع (إرفع صوتك)، أن افعال القاعدة وداعش هي غطاء لعمل “استخباراتي عالمي للحرب على الإسلام”.
“أنا على يقين أن قيادات هذه التنظيمات لها صلة بالاستخبارات العالمية”، يقول قاسم.
جهل
ورغم ذلك لا ينكر نبيل قاسم، تطرف بعض الحركات السنية، “لا أخفيك أن الجماعات السلفية الجهادية عندهم انحراف في الفهم، أو بعض الملتزمين من أهل السنة ممن أخذوا الإسلام بجهل وليس بعلم، وبالتالي انخرطوا ضمن تلك الجماعات وأطالوا لحاهم معتقدين أنهم مجاهدون، وهذا ناتج عن جهل بفهم الدين”.
وأشار إلى أنه من المهم على أبناء المذهب السني “تبيان منهجهم للناس وإظهاره بمظهر يليق بهم كمسلمين، عليهم إدانة هذه التنظيمات بشكل واضح، ومواجهة الأفكار التي تروج لها إعلامياً عبر صفحات مضادة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن التغاضي عنها يظهر كثير من الأطراف وكأنها شريكة، ويفاقم الإساءة للإسلام”.
يسيئون لأنفسهم
من جانبه، يقول أحمد أبو حسام إن ادعاء القاعدة وداعش بتمثيل السنة هو “ادعاء كاذب”.
“هم يفتقرون للعلم وليس في أوساطهم علماء مجتهدين في أمور الدين الإسلامي، معظمهم جهله”، يصف لموقع (إرفع صوتك) أبو حسام، وهو مواطن يمني سني فضل تسميته بهذا الاسم.
وقلل الرجل ذو اللحية الكثيفة، الذي التقيناه في شارع شمالي صنعاء، من تداعيات تلك المزاعم على السنة في بلاده، الذين قال إنهم يمثلون أكثر من 80 في المئة من إجمالي سكان اليمن (أكثر من 26.5 مليون نسمة).
“هم يسيئون لأنفسهم أولاً وأخيراً. صحيح أن كثير من سكان الغرب ومن لا يعرف الإسلام يعتبرون المسلمين متطرفين، لكن الحقائق تتكشف بأن هذه التنظيمات لا تمثل إلا نفسها”.
لا يمثلني
في السياق يقول محمد علي، بينما كان يشوي بالجمر حبوب (الذرة) ويقوم ببيعها للمارة في ميدان التحرير وسط العاصمة target="_blank">صنعاء، “أنا كسُني لا يمثلني تنظيم القاعدة أو داعش لا من قريب ولا من بعيد”.
وأضاف، علي، 39 عاما، الذي ينحدر من منطقة ريفية بمحافظة تعز جنوبي غرب اليمن، لموقع (إرفع صوتك) “نحن السنة لا نقطع طريق ولا نقتل الأبرياء، بينما هم يقومون بذلك وبأعمال إرهابية، إذا هم يمثلون أنفسهم”.
*الصورة: “نحن السنة لا نقطع طريق ولا نقتل الأبرياء"/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659