الجزائر – بقلم أميل عمراوي:
نشرت وكالة الأنباء الإنسانية (إيرين)، نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي تقريرا بعنوان "هل أخذت الجزائر لقاحا مضادا لتنظيم الدولة الإسلامية؟"، وهو التقرير الذي يتناول نسب تجنيد التنظيم الإرهابي "داعش"، و ينوه لقلة عدد الجزائريين الملتحقين به رغم "ماضيها (الجزائر) المتقلب في مجال التشدد"على حد تعبيره.
فكرياً، يرى ملاحظون أن الشباب الجزائري أضحى ممتعضا من السياسة أصلا ويعتبر الإسلام السياسي نقمة على العالم الإسلامي وعلى السنة خصوصا، طالما أن إرهابيي داعش يقولون إن مرجعتيهم سنية.
اقرأ أيضاً:
تونسيون: محاربة داعش بتنوير العقول لا بالدفاع عن السنّة
رجل دين وسياسي شيعي: داعش يمثل الوهابية وليس السنّة
لمعرفة رأي الشباب الجزائري في مرجعية داعش وانتمائه لأهل السنة والجماعة، اقترب موقع (إرفع صوتك) من بعض طلبة علوم الشريعة بجامعة الجزائر وكانت الآراء الآتي سردها.
سمير مهدي طالب في السنة الأولى يرى أنه لا أصل للقتل البشع الذي يمارسه عناصر تنظيم داعش في الكتاب والسنة بل في جميع الديانات.
"لا تدع أحدا يبث في قلبك الريب بخصوص مرجعية هذا التنظيم، ليس مسلما من يقتل الأطفال والنساء... نحن نتبرأ من هكذا مجرمين، جميع الديانات تنبذهم".
من غشنا ليس منا... ومن قتلنا؟
ويتفق ديلمي محمد مع طرح زميله الذي كان يجلس لجانبه ويتدارس وإياه كتاب "أصول الإمام مالك في ضوء الكتاب والسنة". ويقول لموقع (إرفع صوتك) "ليت الجميع يلتف حول المبادئ الحقيقية للإسلام".
ويستغرب محمد تبرير أولئك (عناصر داعش) لعمليات القتل والإبادة التي يمارسونها في حق الأبرياء على الرغم من أن "السنة النبوية تخرج الفرد من الإسلام بمجرد غشه، فما بال القاتل إذن"، يتساءل الديليمي الذي بادا ملما بالموضوع رغم أنه لم يتجاوز بعد مرحلة التدرج بالجامعة.
من جانبها ترى شيخاوي منيرة، وهي طالبة تنتظر التخرج بشهادة ماجستير في شعبة الكتاب والسنة عن قسم العقائد والأديان، أن جميع الأديان السماوية جاءت لتنظيم العلاقات الإنسانية وليس لتفريغها من محتواها الإنساني "بحجة الذود عن الدين". وتقول بحسرة بادية لموقع (إرفع صوتك) "لا يخدم أولئك الإسلام وليسوا من أهل السنة والجماعة".
وتؤكد الآنسة شيخاوي أن داعش لا يملك أي مرجعية دينية ولا يمت بصلة لسنة النبي محمد، "لأن الأخير لم يحث على قتل الآخر ولم ينقض المعاهدات، في حين أن هؤلاء الإرهابيين يفجرون أنفسهم هنا في الوطن العربي وهناك في أوروبا وأميركا حيث يعيشون ويأكلون مستفيدين من قوانين وضعية لا يعترفون بها أصلا. فهم من هذا المنطلق كفار وجبت محاربتهم ولا ينبغي الاكتراث بادعاءاتهم".
وتدعم قولها بآيتين من سورة الكهف مؤداهما (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا).
يكفرون بمذاهب السنة... فكيف ينتمون لها؟
عثمان خالد، طالب هو الآخر بكلية العلوم الإسلامية وجدناه يتعجل خطاه للالتحاق بالمدرج، لكنه توقف لأهمية السؤال، "هنا يجب أن أتوقف" كما قال.
ويرفض خالد ادعاء التنظيم أنّه ينتمي لأهل السنة والجماعة بدليل رفضه لمشارب السنة جملة وتفصيلا، "فهم لا يتفقون مع أغلب المدارس السنية".
"لا يمكن أن ينتمي للسنة من يرفض مذاهب الأئمة الأربعة، أعلم أن من نصب نفسه خليفة للمؤمنين لا يعترف لا هو ولا أصحابه بمذاهب السنة المعروفين فكيف له أن يكون سنيا؟".
سليماني وفيق يؤكد من جانبه أن ادعاء داعش انتماءه للسنة يستجيب لأمور سياسية لا علاقة لها بالدين، أما عن التفاف الشباب حوله فيفسره المتحدث بنشره الكراهية ضد الشيعة بالعراق وسورية مستفيدا من معطيات سياسية أساسها النزاع بين التوجهين.
نسل هتلر
ويضرب وفيق مثالا على ما أقدم عليه عناصر التنظيم مؤخرا بقطع أذن إمامٍ سني في سورية رفض تبرير قتل العلويين والشيعة (وهو خبر تناقلته بعض وسائل الإعلام وبعض مواقع التواصل الاجتماعي).
"إذا لم تنصع لمعتقداتهم الغريبة، يعاقبونك بطرق أغرب ليس لها أي أساس في السنة ولا في الكتاب. أنا أعتبرهم النسل الشرعي لهتلر".
ويختم وفيق طرحه بالقول "نحن نرفض أن يتحجج الإرهابيون بالمبادئ السمحة التي جاءت بها السنة النبوية، ليس للقتل الذي يمارسه داعش أي مرجعية سواء كانت شيعية أو سنية. إنهم أعداء الإنسانية وفقط".
*الصورة: "لا يمكن أن ينتمي للسنة من يرفض مذاهب الأئمة الأربعة"/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659