صنعاء- بقلم غمدان الدقيمي:
“إذا لم يقم علماء السُنة بواجبهم في الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا التزييف التاريخي للإسلام، فإن سكاكين داعش والقاعدة ستكون في انتظار الجميع”.
الكلام للعالم السُني اليمني، رضوان المحيا، الذي تحدث في حوار لموقع (إرفع صوتك) عن مزاعم تنظيمي داعش والقاعدة بتمثيل المذهب السُني، وقضايا تاريخية وحديثة تتعلق بهذا الملف.
أهل السُنة
يقول المحيا، وهو نائب رئيس المجلس الشافعي الإسلامي، وعضو رابطة علماء اليمن، إن التنظيمات الإرهابية والداعمين لها عبر أنظمة وحكومات واستخبارات دولية، “استطاعوا تغيير مجرى كبرى الفرق الإسلامية، المعروفة اصطلاحاً بأهل السُنة والجماعة ومصادرة واختطاف هذا المسمى والتحرك باسمنا والإساءة إلى مذاهب أهل السُنة الأربعة: المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة، وهم أهل الحديث النبوي الشريف”.
رعاية
ويتهم رضوان المحيا دولا غربية وعربية واستخبارات عالمية برعاية الإرهاب وتشويه الإسلام بضربه من خلال هذه التنظيمات المتطرفة.
وبحسب المحيا، فإن هذه المذاهب الأربعة “معروفة عبر تاريخ الأمة العربية والإسلامية وحتى اليوم بأنها مسالمة وتدعو إلى التعايش والمحبة والوئام، ونبذ التطرف، بعكس فكر ومنهج القاعدة وداعش”.
ثمار
وقال إن هذا الفكر المتطرف للقاعدة وداعش “أثمر وأينع في أوروبا أيضاً عبر مدارس علمية قدمت لها كافة التسهيلات برعاية استخبارات أجنبية”.
ودلل على ذلك بأن الآف المقاتلين الذي قدموا إلى سورية أتوا من دول أوروبية وأجنبية، وجميعهم كانوا “ثمرة هذا الفكر المتطرف الذي أقامته المراكز العلمية للفرقة الوهابية”.
النبي والحجاج
ويؤكد العالم السُني اليمني أن قضية القاعدة وداعش والإرهاب القائم حالياً لها جذور تاريخية يعرفها كثير من الناس في العالم غير أنهم يتغاضون عنها، لكون قوى عالمية تساعد في تكوين هذه الفصائل المتطرفة.
ويذهب إلى أن “ابن تيمية (1263-1328م) يعتبر المؤسس الروحي لداعش والقاعدة، كونه أوغل كثيراً في التكفير”.
وحسب المحيا فإن كتابات الفقيه الإسلامي ابن تيمية، تمثل “بداية عصر التأصيل لفكر داعش”. ومع ذلك يرى أن هذا الفكر هو إمتداد لمنهج “الحجاج ابن يوسف (661 – 714م) وغيره ممن أقاموا مجازر في التاريخ وقتلوا صحابة وتابعين بالاستناد إلى أحاديث موضوعة، قاموا بوضعها هم ونسبوها إلى الرسول (ص) لقتل الناس واستحلال أموالهم بالباطل”.
وأعرب عن أسفه الشديد كون كتب الحديث لا تزال تزخر حتى اليوم بهذه النصوص الموضوعة، حيث اختلطت سنة النبي بسنة الحجاج ابن يوسف وغيره من السفاحين، على حد قوله.
وأشار إلى أن العناصر المتطرفة اليوم تستند إلى تلك النصوص لتبرير عملياتهم الإرهابية “فأصبحوا يقتلون، ويذبحون الناس ويأخذون أموالهم ويصادرون حرياتهم باسم الله”.
ويعتبر المحيا أن رجل الدين “محمد بن عبد الوهاب (1703- 1792م)، هو المؤسس الثاني لفكر القاعدة وداعش”، قائلاً إنّه “من جعل فكر ابن تيمية واقعاً على الأرض بعدما كان مجرد حبر على ورق”.
وأضاف “في عهده (القرن الثامن عشر) حدثت مجازر شبيه بتلك التي شهدها الموصل في العراق عندما دخلها داعش في 2014، من قتل وسبي للنساء وانتهاك للحرمات”.
مؤتمر الشيشان
وفي رد على سؤال بشأن ما يمكن لعلماء السنة القيام به لمواجهة هذا الفكر المتطرف، أشار رجل الدين اليمني رضوان المحيا، إلى أن مؤتمر “أهل السنة والجماعة” الذي عقد في العاصمة الشيشانية “غروزني”، أواخر آب/أغسطس الماضي، بمشاركة شيخ الأزهر ومشائخ الصوفية كان بداية الانتفاضة لأهل السنة الحقيقيين.
أضاف “هذا المؤتمر، وإن جاء متأخر، إلا أنه كان لافتاً، وقرر المجتمعون فيه على أن الفرقة الوهابية التي أسسها محمد عبد الوهاب ليست من أهل السنة والجماعة، تأكيداً على أن أهل السنة والجماعة المعروفين هم أصحاب المذاهب الأربعة والفرقة الصوفية، وأصحاب العقيدة الأشعرية”.
اعتراف
واعترف رضوان المحيا بعدم قيام علماء السنة في بلاده بالدور الأمثل والأكمل حيال الخطر الذي يشكله هذا الفكر المتطرف، رغم استشعارهم بذلك منذ بداية تفاقمه مطلع تسعينيات القرن الماضي، لكنه ألقى باللائمة على السلطات الرسمية في “تخذيل تحركات العلماء”.
*الصورة: رضوان المحيا/تنشر بإذن خاص منه لموقع (إرفع صوتك)
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659