متابعة علي عبد الأمير:
بدأت القوات العراقية والأميركية حملة استعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم داعش، بإطلاق القذيفة الأولى في المعركة التي تعتبر العقبة الكبرى الأخيرة قبل إعلان النصر ضد التشدد السني المتطرف - في العراق، بحسب قراءات سياسية واستراتيجية أميركية تلفت إلى ما يظهره بعض المسؤولين السابقين وجماعات الإغاثة الإنسانية من مشاعر القلق من أن الرئيس أوباما سوف يصل إلى المشكلة ذاتها التي لازمت سلفه جورج دبليو بوش "بداية حملة عسكرية قوية على الأرض دون وجود خطة شاملة لما يحدث بعد ذلك"، في اشارة إلى حرب الإطاحة بالرئيس العراقي السابق ونتائجها السريعة لجهة إسقاط النظام عسكريا وسياسيا في وقت قياسي.
وبحسب تقرير في "نيويورك تايمز"، فإن المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية السابق، ولي نصر، يقول "هناك محاولة لإعلان إنجاز المهمة، وبالطبع، السيطرة على الموصل ستكون هزيمة بالغة الأهمية والرمزية لداعش، لكن النصر في الموصل من دون ترتيب مفصل عن الكيفية التي سيتم بها حكم المدينة والمناطق المحيطة لن يمنع المتطرفين من الظهور مرة أخرى".
ومع ذلك، فالمسؤولون في إدارة أوباما يكرهون مزيدا من التأخير في العملية، حتى لو كان ذلك لفرز الترتيبات السياسية في مرحلة ما بعد الصراع في الموصل وحولها، فالإدارة تأخذ مخاطرة محسوبة حول مستقبل المنطقة التي يسكنها سيل من الجماعات العرقية والدينية ويمكن لها أن تتواجد بصورة سلمية خلال المعركة أو بعد هزيمة المسلحين، حيث يعمل المسؤولون الأميركيون كوسطاء عند الحاجة، لكنهم لا يفرضون خطة معينة في هذا الشأن.
وتدل جميع المؤشرات على أن معركة الموصل ستتم على مراحل، كما هو الحال في تحرير الرمادي في كانون الأول/ديسمبر الماضي. فالقوات العراقية حاصرت المدينة أولا ومن ثم قامت بتطويقها، وتشديد الدائرة تدريجيا في عملية قد تستغرق شهورا.
وتضم المعركة 12 لواء من الجيش العراقي، كل منها يتضمن من 800 إلى 1600 جندي تم تحشيدهم في قاعدة القيّارة، 60 كم إلى الجنوب من الموصل. فيما يتولى مقاتلو البيشمركة، إلى الشمال والشرق، التضييق على داعش وعزل المدينة.
وفي قلب الهجوم على الموصل، سيكون جهاز مكافحة الإرهاب في العراق، الذي تم تدريبه من قبل القوات الخاصة الأميركية ويعتبر القوة الأكثر صدقية قتالية في البلاد، إلى جانب الشرطة الإتحادية العراقية وبعض الوحدات المسلحة التي ستمنح الضوء الأخضر للتوغل إلى داخل المدينة.
مسؤوليات التحالف الدولي؟
ويستعد الجيش الأميركي للتأثير على المعركة بطرق يحتمل أن تكون حاسمة، حيث طائرات الهليكوبتر الهجومية من طراز أباتشي المزودة بصواريخ "هيلفاير" من أجل ضرب أهداف في مناطق داعش. والمدفعية الأميركية ونظيرتها الفرنسية يمكن لهما أن يقدما الدعم المؤثر. فيما كانت القوات الخاصة الأميركية قد نشطت في منطقة العمليات بشمال العراق.
ويقدر محللو المخابرات الأميركية أن هناك ما بين 3000 إلى 4500 مقاتل من داعش في الموصل. وهم مزيج من المسلحين العراقيين والمجندين الأجانب الذين تم إيقاع ضربات مؤثرة بقادتهم على مدى الأشهر القليلة الماضية.
ومع ذلك، فإن واشنطن وحلفاءها في الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة تستعد لمعركة صعبة ضد عدو شرس أقام شبكة من الأنفاق في جميع أنحاء الموصل، وحفر الخنادق وملأها بالنفط، وزرع متفجرات بدائية بكثافة تشبه حقول الألغام .
يقول مساعدو أوباما إن الرئيس يودّ أن يكون قادرا على تسليم قضية داعش إلى الرئيس الجديد، وهي تمضي على المسار الصحيح، إذا لم تحل نهائيا.
ويقول أنصار الرئيس الأميركي إنه لا يريد أن يمرر لخليفته التهديد الإرهابي بالسوء الذي هو عليه الآن أو أسوأ من تنظيم القاعدة الذي كان بمثابة الخطر الكبير أمام أوباما عندما أصبح قائدا عاما (رئيس الولايات المتحدة) عقب انتخابات العام 2008.
لكن منتقدي الرئيس يرون ذلك بطريقة مختلفة. فمستشار وزارة الخارجية في إدارة بوش إليوت كوهين يقول "لنفترض أن هناك مليون لاجئ من الموصل، فما هم فاعلون؟ أود أن أرى الموصل وقد استعيدت من داعش، لكن هناك شيئا واحدا تعلمناه جميعا من العراق هو أن الأمور ليست مجرد تحطيم ما يقف في طريقك".
*الصورة: نازحون من الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659