بقلم خالد الغالي:

تأتي عملية تحرير مدينة الموصل (شمال) من تنظيم داعش، في وقت وصل فيه عدد النازحين في العراق إلى 3.3 مليون نسمة. ويتوقع أن يضاف إليهم مئات الآلاف في ظل وجود 1.5 مليون شخص داخل الموصل، بينهم نصف مليون طفل.

وحذرت وكالات الإغاثة المحلية والدولية من أن معركة الموصل ستؤدي، في أسوأ الحالات، إلى فرار أكثر من مليون مدني من المدينة. وهو ما جعل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تصف الوضع بـ"الكارثة الإنسانية"، موضحة أنه سيؤدي إلى تفاقم أضخم أزمة نزوح قسري منذ سنوات.

https://twitter.com/UNHCR_Arabic/status/789391024191791105

وسيكون نازحو الموصل في أمس الحاجة إلى المساعدة في المأوى والخدمات الأساسية. لهذا، تسابق الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان (محاد لمدينة الموصل) والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وباقي المنظمات الإنسانية الزمن لبناء المخيمات وتوفير الحاجيات الضرورية.

اقرأ أيضاً:

القوات العراقية: سنميّز بين مسلحي داعش والمواطنين حتى لو كانوا دروعا بشرية

هل يكفي القضاء على داعش عسكرياً؟

وفيما يلي لائحة بأهم المخيمات التي تم تخصيصها لنازحي الموصل، بناء على المعطيات التي قدمها لموقع (إرفع صوتك) كل من رئيس غرفة عمليات إغاثة وإيواء النازحين في إقليم كردستان ضياء صلال مهدي، ومساعد الإعلام والاتصال العام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق نصر الدين طوايبية، وكذا مراسلنا في إقليم كردستان متين أمين.

مخيم ديبكةيقع في قضاء مخمور (115 كيلومترا جنوب شرق الموصل)، ويتبع للمفوضية السامية للاجئين. كان يأوي إلى حدود شهر آب/أغسطس أكثر من 34 ألف نازح. يضم هذا المخيم الكبير مخيمين اثنين، لكن نظرا لموجة النازحين الجدد المتوقعة مع معركة الموصل، تستعد المفوضية  لبناء مخيم ثالث.

https://twitter.com/UNHCR_Arabic/status/788756629688758272

مخيم زيليكان: قرب ناحية بعشيقة (12 كلم شمال شرق مدينة الموصل)، ويمكنه استيعاب 1200 خيمة.

مخيم أمالا: قرب قضاء تلعفر (يسيطر داعش على القضاء)، 56 كيلومترا شمال غرب الموصل. ويستطيع هذا المخيم استيعاب 3000 خيمة.

مخيم حسن شام: يقع قرب قرية “حسن شام” في ناحية الخازر (40 كيلومترا شرق الموصل).

مخيم العلم: يقع في تل السيباط (15 كيلومترا شرقي تكريت)، وهو قادرعلى استيعاب 1000 خيمة.

تتبع هذه المخيمات الخمسة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتبلغ طاقتها الاستعابية 45 ألف نازح. وتستعد المفوضية لبناء ستة مخيمات جديدة، لم يتم تحديد مواقعها بعد، كما ستساهم بـ21,800 خيمة قادرة على إيواء 130,800 نازح من يرتؤون عدم التوجه إلى المخيمات.

ويؤكد مساعد الإعلام والاتصال نصر الدين طوايبية أن المفوضية تواجه صعوبات كبيرة في الحصول على التمويل الكافي، موضحا أن التكلفة المالية الإجمالية للاستجابة لعملية النزوح تفوق 196 مليون دولار، بينما لم تستطع المفوضية لحد الساعة الحصول سوى على 95 مليون دولار، أي 48 في المئة فقط.

ومن جهته، يشير رئيس غرفة عمليات إغاثة وإيواء النازحين في إقليم كردستان ضياء صلال مهدي إلى مخيمات أخرى، بعضها أنشأته وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، والبعض الآخر أنشأته منظمات دولية:

* في منطقة الخازر (40 كيلومترا شرق الموصل)، يوجد مخيم تابع لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يضم 3000 خيمة.

* في قضاء الشيخان (45  كيلومترا شمال الموصل): أنشأت وزارة الهجرة مخيما من 12,500 خيمة.

* في قرية الجدعة بمنطقة القيارة (60 كيلومترا جنوب الموصل)، أنشأت وزارة الهجرة مخيما من 3000 خيمة.

* وفي منطقة القيارة أيضا، شيدت منظمة الهجرة الدولية مخيما من 7500 خيمة.

* في ناحية العلم (شرق مدينة تكريت بـ 15 كيلومترا) في محافظة صلاح الدين: شيدت وزارة الهجرة مخيما من 3000 وحدة، وسيرتفع العدد مستقبلا إلى 10,000.

* في منطقة جمجمال بين مدينتي كركوك والسليمانية شيدت وزارة الهجرة مخيما من 5000 خيمة.

* في مدينة كركوك، شيدت وزارة الهجرة أيضا مخيما من 5000 خيمة.

*الصورة: تتوقع منظمات الإغاثة أن تتسبب معركة الموصل في موجة نزوح لأكثر من مليون شخص/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك
الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك

بعد 23 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، يواصل ناجون وعائلات الضحايا معركة قانونية طويلة لمساءلة السعودية التي يقولون إن مسؤوليها لعبوا دورا في التخطيط للهجمات الدامية.

وينتظر الناجون وعائلات الضحايا قرارا هاما لقاضٍ فيدرالي في نيويورك بشأن قضية اتهام السعودية بدعم خاطفي أربع طائرات شاركت بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001.

وتنفي المملكة هذه المزاعم بقوة.

ويحيي مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الأربعاء، الذكرى الـ23 للهجمات بفعاليات خاصة في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي جلسة استماع عقدت أمام المحكمة الجزئية في مانهاتن في نهاية يوليو الماضي، للنظر في طلب السعودية إسقاط القضية، عرض محامو الضحايا ما قالوا إنها أدلة عن شبكة الدعم التي تضم مسؤولين سعوديين عملوا في الولايات المتحدة، والتي سهلت تحركات خاطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

وقال محامي المدعين، جافين سيمبسون، خلال جلسة 31 يوليو إن الشبكة السرية "أنشأتها ومولتها وأدارتها ودعمتها السعودية والمنظمات التابعة لها والدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء الجلسة، طالب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر كلا من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بمعارضة أي اتفاق للسلام بالشرق الأوسط مع السعودية قبل أن تحاسِب الحكومة الأميركية المملكة على أي دور محتمل في هجمات عام 2001

وضمت المجموعة المسؤولة عن هجمات سبتمبر 19 شخصا من "تنظيم القاعدة"، بينهم 15 سعوديا، إلا أن الروابط المحتملة بين الحكومة السعودية والإرهابيين ظلت محل تساؤلات لسنوات.

ونفت السعودية أي تورط حكومي في الهجمات.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الرياض لم يكن له أي دور وإن "تنظيم القاعدة" تصرف بمفرده.

وفي 2016، أصدر الكونغرس تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي سمح لأسر ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وهو ما مهد الطريق أمام مطالبات قضائية عدة من عائلات الضحايا بالحصول على تعويضات من المملكة.

وتنتظر عائلات الضحايا قرارا من قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جورج دانيلز، بشأن ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في القضية، وهو ما قد يفتح المجال أمام ظهور المزيد من الأدلة، وفق "سي أن أن".

وفي جلسة يوليو، اتهم محامو أهالي الضحايا مواطنين سعوديين اثنين بأنها دعما اثنين من خاطفي الطائرات، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000.

وقالوا إن الدبلوماسي السعودي، فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان جهة الاتصال الرئيسية بين "تنظيم القاعدة" والخاطفين الاثنين في لوس أنجلوس، وفقا لملفات المدعين أمام المحكمة.

وقالوا إن الثميري عمل مع سعودي آخر هو عمر البيومي، في دعم الخاطفين الاثنين أثناء وجودهما في كاليفورنيا، وفقا لملفات المحكمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد رفعت السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في ديسمبر 2021، كشفت عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسميا بالخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، لكنها لم تتمكن من تقديم الإثبات الذي كانت تنتظره العائلات التي تقاضي الرياض.

وكشفت المذكرة عن وجود ارتباطات بين البيومي، الذي كان حينها طالبا، ونواف الحازمي وخالد المحضار.

وساعد البيومي، الذي كان طالبا وعمل أيضا مع مقاول سعودي، الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد، وفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر 2004. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.

وقد دعمت المعلومات التي أصدرها "أف بي آي" في وقت لاحق ادعاء المدعين بأن البيومي والثميري قاما بتنسيق شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا بتوجيه من مسؤولين سعوديين.

لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن البيومي ساعد الخاطفين عن علم.

وأكدت المملكة أن البيومي كان طالبا وكان يتردد على مسجد في سان دييغو، وساعد بدون علم الخاطفين باعتبارهم قادمين جدد لا يجيدون الإنكليزية.

وفي جلسة الاستماع في يوليو، أثناء مناقشة اقتراح إسقاط الدعوى، ركز مايكل كيلوج، محامي السعودية، بشكل كبير على البيومي، قائلا إن أي مساعدة قدمها للخاطفين كانت "محدودة وبريئة تماما".

وتشير الأدلة التي أعدها محامو المدعين إلى أن البيومي التقى بمسؤول دبلوماسي سعودي في القنصلية قبل لقاء الخاطفين لأول مرة في مطعم في لوس أنجلوس، بعد أسبوعين من وصولهما إلى كاليفورنيا. وساعد البيومي في تسهيل انتقال الخاطفين من لوس أنجلوس إلى سان دييغو في غضون أيام من ذلك الاجتماع.

ويقول محامو المملكة إن البيومي التقى بالخاطفين بالصدفة في مطعم حلال بالقرب من مسجد معروف وكانت اتصالاته بهما "محدودة".

وقال محامي المملكة أيضا إنه لا يوجد دليل على أن الثميري فعل أي شيء لمساعدتهما، لكن محامي عائلات 11 سبتمبر قدم نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفيد بأن الثميري كلف أحد المصلين في المسجد باستلام الخاطفين من المطار، وإحضارهما إليه عندما وصلا لأول مرة إلى لوس أنجلوس، في منتصف يناير 2000.

وفي إفادة عن بعد تم إجراؤها في هذه الدعوى القضائية في عام 2021، أقر البيومي بأنه ساعد الخاطفين على الاستقرار في سان دييغو بدون علم بنواياهم، وقال إنه لم يكن متورطا في الهجمات.

وتضمنت الأدلة المعروضة البيومي وهو يلتقط صورا في واشنطن العاصمة، على مدار عدة أيام في عام 1999، وقال المدعون إنها قام بالتقاط الصور بغية معرفة مداخل وخارج مبنى الكابيتول.

ولطالما اعتقد المسؤولون أن الكابيتول ربما كان الهدف الأصلي للطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.

من جانبهم، قال محامو المملكة ان البيومي كان مجرد سائح في إجازة عندما صور جولته في الكابيتول وزيارته لمسؤولي السفارة السعودية.

وفي الجلسة، شاهد القاضي دانييلز فيديو لجولته، ويسمع في الفيديو البيومي وهو يقول: "هؤلاء هم شياطين البيت الأبيض". ووصف محامي السعودية اللغة التي استخدمها بأنها "مؤسفة"، لكنه قال إنها أُخرجت عن سياقها. ورد القاضي بأن العبارة لا تتوافق مع سائح يزور "مبنى جميلا".

وتحدث أهالي الضحايا عن اتصالات هاتفية متكررة بين البيومي ومسؤولين سعوديين، خاصة خلال فترة مساعدته الحازمي والمحضار، وتحدثوا عن دفتر مكتوب يحتوي على معلومات اتصال لأكثر من 100 مسؤول حكومي سعودي.

وقال محامو المملكة إن وجود جهات الاتصالات هذه مرتبطة بدوره التطوعي في المسجد.

وبعد انتهاء جلسة الاستماع، أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة إقرار بالذنب مع العقل المدبر المزعوم للهجمات، خالد شيخ محمد، واثنين آخرين من المعتقلين الآخرين معه في سجن غوانتانامو. ووافق هؤلاء على الاعتراف بالذنب بتهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

وأثار إعلان صفقة الإقرار بالذنب ردود فعل قوية من أسر الضحايا بعد خروجهم من جلسة الاستماع.

وبعد يومين فقط، ألغى وزير الدفاع، لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب في مذكرة مفاجئة وكتب أن "المسؤولية عن مثل هذا القرار يجب أن تقع على عاتقي".

وإلغاء الصفقة يعني إعادة "عقوبة الإعدام" لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق هؤلاء.

لكن القضية أثارت جدلا قانونيا. ويقول محامون إن قرار أوستن غير قانوني.

ووسط هذا الجدل، تأمل أسر الضحايا أن تجلب لهم الدعوى القضائية المرفوعة على السعودية "العدالة التي كانوا يسعون إليها لأكثر من 20 عاما".