المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
"استغل تنظيم داعش الصراع الطائفي في بعض البلدان العربية التي تضم طوائف دينية مختلفة، ليتغلغل بداعي نصرة المسلمين السنة ضد من يعادونهم من الشيعة وباقي الطائف، خاصة في العراق، إلا أن جهود القضاء على هذا التنظيم لن تتأتى إلا بالتوحد ونبذ التفرقة"، الحديث للمواطن المغربي الشيعي عبد الحسن محمود.
استغلال التفرقة
يطالع سعيد جريدته المفضلة التي لا تخلو من قصص إخبارية حول جرائم داعش بحق المسلمين. "وإن كانت الصحف لا تنقل كل شيء، فالحقيقة لا يعلمها إلا من اكتووا بنار هذا التنظيم"، يضيف عبد الحسن في حديثه لموقع (إرفع صوتك) "حول استغلال داعش للخلافات بين السنة والشيعة للاستمرار في جرائمه".
ينتمي عبد الحسن إلى الشيعة الشيرازيين، غير أنه لا يصنف نفسه على أساس مذهبي أو طائفي، فالإسلام يجمع كل المذاهب، وداعش يثير الصراعات بينها لحاجة في نفوس زعمائه المرضى بنزعة الخلافة المزعومة، حسب تعبير المتحدث.
وبنبرة حزينة يرثي عبد الحسن حال البلدان العربية التي احتلها تنظيم داعش وشتت أهلها، "أهلنا في العراق وسورية يقتلون ويهجرون رغما عنهم، لا لشيء إلا لأنهم قالوا لا للإرهاب ولا لداعش التي انتقمت منهم، سنة وشيعة وأكراد".
فيما ترى رجاء الفجري، وهي طالبة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط أن توحد المسلمين باختلاف طوائفهم في مواجهة داعش أعطى نتائج مهمة خاصة بعد تحرير عدة مناطق في العراق وسورية بفضل التحام السنة والشيعة والأكراد فيما بينهم لمواجهة داعش.
وتضيف الطالبة، ذات 24 ربيعا، في حديثها لموقع (إرفع صوتك) أنّ داعش يستمد قوته من تفرقة وتشتت الطوائف، حيث يعمل على تقوية واحدة ضد أخرى ليسهل عليه استهداف الأبرياء، "وما نراه اليوم في العراق وسورية خير دليل على ذلك، حيث يقدم داعش نفسه كخليفة للمسلمين السنة ضد من يخالفهم العقيدة والرأي من الشيعة وباقي الطوائف".
عدو السنة والشيعة
يجلس وحيدا فاغرا فاه في مشاهدة تقارير إخبارية حول معاناة نازحي الموصل، ثم ينتفض بالضرب على الطاولة ويلعن من تسبب في هذه الكوارث التي تكاد تنتهي بأرض المسلمين، هكذا يبدو المشهد في مقهى وسط العاصة الرباط، حيث يتابع أحمد الراضي نشرات الأخبار ويحلل ما تورده من مآسي تسبب فيها داعش.
سألناه هل ساهمت جهود محاربة داعش في توحيد السنة والشيعة والحد من الصراع المتنامي بينهم، ليجيب بأن داعش لا يفرق بين سني وشيعي، "فجرائم داعش بحق الأبرياء لا أساس ديني لها، ولا مناص لنا من خطر هذا التنظيم إلا بالتوحد ورص الصفوف".
ويذهب أحمد، وهو رجل تعليم متقاعد، إلى القول إنّ داعش لا يفرق بين سني وشيعي، وإن كان يدعي تمثيله المسلمين السنة ويحارب الشيعة، إلا أن مواجهته هي مسؤولية الجميع، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "داعش يضم في صفوفه عناصر تدعي أنها سنية ورغم ذلك يقتلون إخوانهم السنة".
ويرى المتحدث أن مواجهة داعش باعتباره عدوا مشتركا بين السنة والشيعة تقتضي ترك الخلافات والصراعات الطائفية جانبا، ما دامت آلة القتل تفتك بالجميع، إضافة إلى عدم فتح المجال لهذا التنظيم كي يتغلل في أوساط الضعفاء بسبب الصراعات التي نراها بين الطوائف.
"لا يجب تصنيف الناس على أساس معتقداتهم الدينية، فالسنة والشيعة وغيرهم من الطوائف هم ضحايا لتنظيم داعش، إنه عدو الجميع بدون استثناء"، يضيف المعلم السابق، "فضعف المسلمين اليوم يفسر بتفرقتهم وعدم إجماعهم على كلمة سواء، إنها كلمة لا للإرهاب ونعم للإنسانية والسلم".
*الصورة: مغاربة: لا فرق بين سنّي وشيعي في مواجهة داعش/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659