الصورة من الصفحة الرسمية للفنان عمر سعد بطل الفيلم في فيسبوك
الصورة من الصفحة الرسمية للفنان عمر سعد بطل الفيلم في فيسبوك

حاوره علي قيس:

شهدت دور العرض السينمائية في مصر الأربعاء، 4 كانون الثاني/يناير، بدء عرض فيلم "مولانا" الذي حاول من خلاله كاتب قصته الصحافي المصري إبراهيم عيسى ومخرجه مجدي أحمد، تسليط الضوء على ظاهرة التطرف الإسلامي وخطرها على المجتمع.

تدور أحداث الفيلم حول الشيخ "حاتم الشناوي" الذى يعتبر أحد الدعاة الإسلاميين المشهورين عبر وسائل الإعلام والذي تربطه علاقه وثيقه برجال السياسة.

تبدأ القصة برحلة صعود تبدو عادية لشيخ صغير في مسجد حكومي، من مجرد القيام بالصلوات حتى تحوله إلى داعية تلفزيوني مشهور يملك حق (الفتوى)، التي يتلقاها الملايين من المشاهدين، وهذا يرجع إلى جرأته و إلى محاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث الذي يسود في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفي.

وفي سياق الفيلم يجد "الشيخ حاتم" ذاته في صراعات كبيرة و معقدة، شخصية وعامة، فضلا عن محاولة مؤسسات أمنية للسيطرة عليه وتوريطه واستغلال نقاط ضعفه بهدف توجيهه إلى خدمة معاركها.

موقع (إرفع صوتك) تحدث مع مخرج الفيلم مجدي أحمد، وكان الحوار التالي:

  • كيف تولدت فكرة فيلم "مولانا"؟

منذ بداية أعمالي لأفلام "يا دنيا غرامي" و"أسرار البنات" و"البطل"، كان لدي هاجس حول خطر التطرف الديني في المجتمعات المصرية والعربية بشكل عام. ولديّ إحساس بأن مصر تتعرض لخطر. وبالتالي كل المنطقة التي تنمو فيها هذه الأفكار وعبرها تتعرض لخطر داهم، ووجدت في رواية إبراهيم عيسى رسالة وإثارة وفكرة جديدة، كما كانت رواية ناجحة جدا وصلت إلى مرحلة الترشيح النهائي لجائزة البوكر (جائزة بريطانية تمنح للرواية العربية).

  • أن تتحدث عن التطرف في مجتمعات تشهد عمليات قتل لأبسط الأسباب فهذه جرأة كبيرة؟

أنا أعتبر أن عناصر هذه الجماعات هم ضحايا أكثر مما هم مجرمون. هم ضحايا تجربة مدمرة على مستوى المجتمع، وإهمال قوي لنشوئهم وتركهم ضحية للفكر المتطرف؛ نتيجة غياب الأمل بالحياة والفقر وانخفاض مستوى التعليم والصحة، وهذه العوامل هي التي خلقت التطرف.

عندما تشاهد شخصية حسن بالفيلم الذي نفذ التفجير في القاهرة، ستجده ضحية أكثر مما هو مجرم.

  • ألم يكن لديك تخوف من انتقام التنظيمات المتطرفة في مصر منك أو من فريق العمل في الفيلم؟

عندما أعمل أفلاما من هذا النوع أعملها بشكل متوازن يوضح الحقائق و لا يستفز أحدا، بمعنى أني أقدم رسالتي بهدوء، مدركا أن العملية أكثر تعقيدا من مجرد إدانة لأني أحمّل كل المجتمع مسؤولية التطرف.

  • هل هذا يعني أن ليس هناك جهة محددة تتحمل التطرف؟

كلنا مسؤولون عن نشوء ظاهرة التطرف، نحن بإهمالنا والدولة بإهمالها الذي يصل إلى درجة التواطؤ.

  • هل تعتقد أن الخطاب الديني بات متطرفا؟

ميل الخطاب الديني إلى التطرف أصبح شيئا حتميا. نحن تأخرنا تأخراً كارثياً، إذا لم تفق مجتمعاتنا فإن المنطقة كلها ذاهبة إلى الانهيار.

  • لكن هناك جهودا تبذل لمكافحة الإرهاب؟

نحن نرى الدماء في كل مكان وهذا معناه أنه حتى الآن فالمجتمعات والدول لا تحارب الإرهاب وأفكاره بل تحارب الإرهابيين فقط، ناسين أن الأفكار المتطرفة تنمو وتنتشر بشكل يومي، فلا أمل في المجتمعات إلا بمعالجة تلك الأفكار.

  • هل تعتقد أن الفن يلعب دورا في مكافحة التطرف؟

الفن يلعب دورا أكبر مما تلعبه السياسة والخطط الأمنية في معالجة التطرف لكن تأثيره بطيء وتراكمي، بمعنى أنه عندما تشاهد يوميا تفجيرات لكنائس أو حسينيات أو مساجد السنة لأبسط اختلاف فإن الدولة غير قادرة على أن تنتبه، لكن يمكن لفيلم تنبيه القيادات المسؤولة أن هذه الأفكار خطيرة ومستمرة، والعلاج ممكن أن يكون سريعا عبر ما يطرحه الفن من معطيات وإشارات ورسائل.

  • ما هو العلاج الذي تحاول الإشارة إليه خلال أعمالك؟

غلق منابع التمويل والتنظير وتجفيفها، والضرب بيد من حديد على العدد الهائل للجمعيات المنتشرة باسم الدين التي تنشر الأفكار المتطرفة، والتي تنتج بشكل يومي أعدادا كبيرة من المتطرفين، الذين من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن صناعة المستقبل.

  • هل ستستمر برسالتك في محاربة التطرف عبر أعمالك الفنية؟

هناك أعمال كثيرة قادمة ولن أتوقف على الإطلاق عن أداء رسالتي في مكافحة التطرف، لأن مستقبل بلدي وأبنائي وأحفادي في القضاء على هذه الأفكار.

​​

​يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك
الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك

بعد 23 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، يواصل ناجون وعائلات الضحايا معركة قانونية طويلة لمساءلة السعودية التي يقولون إن مسؤوليها لعبوا دورا في التخطيط للهجمات الدامية.

وينتظر الناجون وعائلات الضحايا قرارا هاما لقاضٍ فيدرالي في نيويورك بشأن قضية اتهام السعودية بدعم خاطفي أربع طائرات شاركت بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001.

وتنفي المملكة هذه المزاعم بقوة.

ويحيي مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الأربعاء، الذكرى الـ23 للهجمات بفعاليات خاصة في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي جلسة استماع عقدت أمام المحكمة الجزئية في مانهاتن في نهاية يوليو الماضي، للنظر في طلب السعودية إسقاط القضية، عرض محامو الضحايا ما قالوا إنها أدلة عن شبكة الدعم التي تضم مسؤولين سعوديين عملوا في الولايات المتحدة، والتي سهلت تحركات خاطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

وقال محامي المدعين، جافين سيمبسون، خلال جلسة 31 يوليو إن الشبكة السرية "أنشأتها ومولتها وأدارتها ودعمتها السعودية والمنظمات التابعة لها والدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء الجلسة، طالب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر كلا من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بمعارضة أي اتفاق للسلام بالشرق الأوسط مع السعودية قبل أن تحاسِب الحكومة الأميركية المملكة على أي دور محتمل في هجمات عام 2001

وضمت المجموعة المسؤولة عن هجمات سبتمبر 19 شخصا من "تنظيم القاعدة"، بينهم 15 سعوديا، إلا أن الروابط المحتملة بين الحكومة السعودية والإرهابيين ظلت محل تساؤلات لسنوات.

ونفت السعودية أي تورط حكومي في الهجمات.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الرياض لم يكن له أي دور وإن "تنظيم القاعدة" تصرف بمفرده.

وفي 2016، أصدر الكونغرس تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي سمح لأسر ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وهو ما مهد الطريق أمام مطالبات قضائية عدة من عائلات الضحايا بالحصول على تعويضات من المملكة.

وتنتظر عائلات الضحايا قرارا من قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جورج دانيلز، بشأن ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في القضية، وهو ما قد يفتح المجال أمام ظهور المزيد من الأدلة، وفق "سي أن أن".

وفي جلسة يوليو، اتهم محامو أهالي الضحايا مواطنين سعوديين اثنين بأنها دعما اثنين من خاطفي الطائرات، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000.

وقالوا إن الدبلوماسي السعودي، فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان جهة الاتصال الرئيسية بين "تنظيم القاعدة" والخاطفين الاثنين في لوس أنجلوس، وفقا لملفات المدعين أمام المحكمة.

وقالوا إن الثميري عمل مع سعودي آخر هو عمر البيومي، في دعم الخاطفين الاثنين أثناء وجودهما في كاليفورنيا، وفقا لملفات المحكمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد رفعت السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في ديسمبر 2021، كشفت عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسميا بالخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، لكنها لم تتمكن من تقديم الإثبات الذي كانت تنتظره العائلات التي تقاضي الرياض.

وكشفت المذكرة عن وجود ارتباطات بين البيومي، الذي كان حينها طالبا، ونواف الحازمي وخالد المحضار.

وساعد البيومي، الذي كان طالبا وعمل أيضا مع مقاول سعودي، الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد، وفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر 2004. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.

وقد دعمت المعلومات التي أصدرها "أف بي آي" في وقت لاحق ادعاء المدعين بأن البيومي والثميري قاما بتنسيق شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا بتوجيه من مسؤولين سعوديين.

لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن البيومي ساعد الخاطفين عن علم.

وأكدت المملكة أن البيومي كان طالبا وكان يتردد على مسجد في سان دييغو، وساعد بدون علم الخاطفين باعتبارهم قادمين جدد لا يجيدون الإنكليزية.

وفي جلسة الاستماع في يوليو، أثناء مناقشة اقتراح إسقاط الدعوى، ركز مايكل كيلوج، محامي السعودية، بشكل كبير على البيومي، قائلا إن أي مساعدة قدمها للخاطفين كانت "محدودة وبريئة تماما".

وتشير الأدلة التي أعدها محامو المدعين إلى أن البيومي التقى بمسؤول دبلوماسي سعودي في القنصلية قبل لقاء الخاطفين لأول مرة في مطعم في لوس أنجلوس، بعد أسبوعين من وصولهما إلى كاليفورنيا. وساعد البيومي في تسهيل انتقال الخاطفين من لوس أنجلوس إلى سان دييغو في غضون أيام من ذلك الاجتماع.

ويقول محامو المملكة إن البيومي التقى بالخاطفين بالصدفة في مطعم حلال بالقرب من مسجد معروف وكانت اتصالاته بهما "محدودة".

وقال محامي المملكة أيضا إنه لا يوجد دليل على أن الثميري فعل أي شيء لمساعدتهما، لكن محامي عائلات 11 سبتمبر قدم نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفيد بأن الثميري كلف أحد المصلين في المسجد باستلام الخاطفين من المطار، وإحضارهما إليه عندما وصلا لأول مرة إلى لوس أنجلوس، في منتصف يناير 2000.

وفي إفادة عن بعد تم إجراؤها في هذه الدعوى القضائية في عام 2021، أقر البيومي بأنه ساعد الخاطفين على الاستقرار في سان دييغو بدون علم بنواياهم، وقال إنه لم يكن متورطا في الهجمات.

وتضمنت الأدلة المعروضة البيومي وهو يلتقط صورا في واشنطن العاصمة، على مدار عدة أيام في عام 1999، وقال المدعون إنها قام بالتقاط الصور بغية معرفة مداخل وخارج مبنى الكابيتول.

ولطالما اعتقد المسؤولون أن الكابيتول ربما كان الهدف الأصلي للطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.

من جانبهم، قال محامو المملكة ان البيومي كان مجرد سائح في إجازة عندما صور جولته في الكابيتول وزيارته لمسؤولي السفارة السعودية.

وفي الجلسة، شاهد القاضي دانييلز فيديو لجولته، ويسمع في الفيديو البيومي وهو يقول: "هؤلاء هم شياطين البيت الأبيض". ووصف محامي السعودية اللغة التي استخدمها بأنها "مؤسفة"، لكنه قال إنها أُخرجت عن سياقها. ورد القاضي بأن العبارة لا تتوافق مع سائح يزور "مبنى جميلا".

وتحدث أهالي الضحايا عن اتصالات هاتفية متكررة بين البيومي ومسؤولين سعوديين، خاصة خلال فترة مساعدته الحازمي والمحضار، وتحدثوا عن دفتر مكتوب يحتوي على معلومات اتصال لأكثر من 100 مسؤول حكومي سعودي.

وقال محامو المملكة إن وجود جهات الاتصالات هذه مرتبطة بدوره التطوعي في المسجد.

وبعد انتهاء جلسة الاستماع، أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة إقرار بالذنب مع العقل المدبر المزعوم للهجمات، خالد شيخ محمد، واثنين آخرين من المعتقلين الآخرين معه في سجن غوانتانامو. ووافق هؤلاء على الاعتراف بالذنب بتهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

وأثار إعلان صفقة الإقرار بالذنب ردود فعل قوية من أسر الضحايا بعد خروجهم من جلسة الاستماع.

وبعد يومين فقط، ألغى وزير الدفاع، لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب في مذكرة مفاجئة وكتب أن "المسؤولية عن مثل هذا القرار يجب أن تقع على عاتقي".

وإلغاء الصفقة يعني إعادة "عقوبة الإعدام" لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق هؤلاء.

لكن القضية أثارت جدلا قانونيا. ويقول محامون إن قرار أوستن غير قانوني.

ووسط هذا الجدل، تأمل أسر الضحايا أن تجلب لهم الدعوى القضائية المرفوعة على السعودية "العدالة التي كانوا يسعون إليها لأكثر من 20 عاما".