حاوره علي قيس:
شهدت دور العرض السينمائية في مصر الأربعاء، 4 كانون الثاني/يناير، بدء عرض فيلم "مولانا" الذي حاول من خلاله كاتب قصته الصحافي المصري إبراهيم عيسى ومخرجه مجدي أحمد، تسليط الضوء على ظاهرة التطرف الإسلامي وخطرها على المجتمع.
تدور أحداث الفيلم حول الشيخ "حاتم الشناوي" الذى يعتبر أحد الدعاة الإسلاميين المشهورين عبر وسائل الإعلام والذي تربطه علاقه وثيقه برجال السياسة.
تبدأ القصة برحلة صعود تبدو عادية لشيخ صغير في مسجد حكومي، من مجرد القيام بالصلوات حتى تحوله إلى داعية تلفزيوني مشهور يملك حق (الفتوى)، التي يتلقاها الملايين من المشاهدين، وهذا يرجع إلى جرأته و إلى محاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث الذي يسود في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد السلفي.
وفي سياق الفيلم يجد "الشيخ حاتم" ذاته في صراعات كبيرة و معقدة، شخصية وعامة، فضلا عن محاولة مؤسسات أمنية للسيطرة عليه وتوريطه واستغلال نقاط ضعفه بهدف توجيهه إلى خدمة معاركها.
موقع (إرفع صوتك) تحدث مع مخرج الفيلم مجدي أحمد، وكان الحوار التالي:
- كيف تولدت فكرة فيلم "مولانا"؟
منذ بداية أعمالي لأفلام "يا دنيا غرامي" و"أسرار البنات" و"البطل"، كان لدي هاجس حول خطر التطرف الديني في المجتمعات المصرية والعربية بشكل عام. ولديّ إحساس بأن مصر تتعرض لخطر. وبالتالي كل المنطقة التي تنمو فيها هذه الأفكار وعبرها تتعرض لخطر داهم، ووجدت في رواية إبراهيم عيسى رسالة وإثارة وفكرة جديدة، كما كانت رواية ناجحة جدا وصلت إلى مرحلة الترشيح النهائي لجائزة البوكر (جائزة بريطانية تمنح للرواية العربية).
- أن تتحدث عن التطرف في مجتمعات تشهد عمليات قتل لأبسط الأسباب فهذه جرأة كبيرة؟
أنا أعتبر أن عناصر هذه الجماعات هم ضحايا أكثر مما هم مجرمون. هم ضحايا تجربة مدمرة على مستوى المجتمع، وإهمال قوي لنشوئهم وتركهم ضحية للفكر المتطرف؛ نتيجة غياب الأمل بالحياة والفقر وانخفاض مستوى التعليم والصحة، وهذه العوامل هي التي خلقت التطرف.
عندما تشاهد شخصية حسن بالفيلم الذي نفذ التفجير في القاهرة، ستجده ضحية أكثر مما هو مجرم.
- ألم يكن لديك تخوف من انتقام التنظيمات المتطرفة في مصر منك أو من فريق العمل في الفيلم؟
عندما أعمل أفلاما من هذا النوع أعملها بشكل متوازن يوضح الحقائق و لا يستفز أحدا، بمعنى أني أقدم رسالتي بهدوء، مدركا أن العملية أكثر تعقيدا من مجرد إدانة لأني أحمّل كل المجتمع مسؤولية التطرف.
- هل هذا يعني أن ليس هناك جهة محددة تتحمل التطرف؟
كلنا مسؤولون عن نشوء ظاهرة التطرف، نحن بإهمالنا والدولة بإهمالها الذي يصل إلى درجة التواطؤ.
- هل تعتقد أن الخطاب الديني بات متطرفا؟
ميل الخطاب الديني إلى التطرف أصبح شيئا حتميا. نحن تأخرنا تأخراً كارثياً، إذا لم تفق مجتمعاتنا فإن المنطقة كلها ذاهبة إلى الانهيار.
- لكن هناك جهودا تبذل لمكافحة الإرهاب؟
نحن نرى الدماء في كل مكان وهذا معناه أنه حتى الآن فالمجتمعات والدول لا تحارب الإرهاب وأفكاره بل تحارب الإرهابيين فقط، ناسين أن الأفكار المتطرفة تنمو وتنتشر بشكل يومي، فلا أمل في المجتمعات إلا بمعالجة تلك الأفكار.
- هل تعتقد أن الفن يلعب دورا في مكافحة التطرف؟
الفن يلعب دورا أكبر مما تلعبه السياسة والخطط الأمنية في معالجة التطرف لكن تأثيره بطيء وتراكمي، بمعنى أنه عندما تشاهد يوميا تفجيرات لكنائس أو حسينيات أو مساجد السنة لأبسط اختلاف فإن الدولة غير قادرة على أن تنتبه، لكن يمكن لفيلم تنبيه القيادات المسؤولة أن هذه الأفكار خطيرة ومستمرة، والعلاج ممكن أن يكون سريعا عبر ما يطرحه الفن من معطيات وإشارات ورسائل.
- ما هو العلاج الذي تحاول الإشارة إليه خلال أعمالك؟
غلق منابع التمويل والتنظير وتجفيفها، والضرب بيد من حديد على العدد الهائل للجمعيات المنتشرة باسم الدين التي تنشر الأفكار المتطرفة، والتي تنتج بشكل يومي أعدادا كبيرة من المتطرفين، الذين من المفترض أن يكونوا مسؤولين عن صناعة المستقبل.
- هل ستستمر برسالتك في محاربة التطرف عبر أعمالك الفنية؟
هناك أعمال كثيرة قادمة ولن أتوقف على الإطلاق عن أداء رسالتي في مكافحة التطرف، لأن مستقبل بلدي وأبنائي وأحفادي في القضاء على هذه الأفكار.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659