الأردن – بقلم صالح قشطة:
رفضاً منهم لكل من حاول الإشارة إلى جامعتهم بشكل سلبي، كون الذين نفذوا اعتداءات الكرك في كانون الأول/ديسمبر الماضي كانوا من خريجيها، قام مجموعة من طلاب جامعة مؤتة، الواقعة في مدينة الكرك، جنوبي الأردن، بإطلاق حملة (99 Anti-تطرف).
وتهدف الحملة إلى إضافة مادة إجبارية تدرس في جميع الجامعات الأردنية للتأكيد على ضرورة التحلي بالوسطية والاعتدال وتقبل الآخر، بالإضافة إلى توعيتهم من مخاطر التطرّف والعمل على مكافحته ومعالجته بالطريقة المثلى لتبقى الجامعات منارة للعلم والرافد الرئيسي له ولا شيء سواه.
قانون التعليم العالي والبحث العلمي
25 طالبا وطالبة من مختلف كليات جامعة مؤتة، كرّسوا وقتهم وجهدهم من أجل العمل على تعديل المادة 3 من قانون التعليم العالي والبحث العلمي رقم (23) لعام 2009 – فقرة ب، والتي تنص على "تعميق العقيدة الإسلامية وقيمها الروحية والأخلاقية وتعزيز الانتماء الوطني والقومي"، بإضافة "البعد عن التطرّف والكراهية والتمييز" إلى نص الفقرة في المادة، ما سيحولها لمادة ملزمة لجميع الجامعات لتقديم مساقات خاصة تعالج التطرّف بطريقة أكاديمية.
الخطة الوطنية لمكافحة التطرف
وفي حديث إلى موقع (إرفع صوتك)، يقول مؤسس الحملة، غسان الطراونة، وهو طالب هندسة يبلغ من عمره 21 عاما، إن الحملة تأتي تماشياً مع الخطة الوطنية لمكافحة التطرّف التي وضعت في عام 2014 والتي تؤكد على مسؤولية الوزارات والمؤسسات العامة لتحقيق هذا الهدف، ولمعالجة مظاهر الغلو والتطرّف التي بدأت تغزو المنطقة مستهدفة الشباب بشكل رئيس نتيجة ظروف عالمية وإقليمية ومحلية.
وحسب الخطة الوطنية، فإن مواجهة التطرّف والغلو الفكري تتطلب جهوداً مشتركة تشمل كل الجوانب التي تتعلق بهذه الظاهرة، تربوياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً ودينياً. وهناك دور مهم لوزارة التعليم العالي فيما يتعلق بالتنسيق مع الجامعات وكليات المجتمع بشأن مراجعة مادة التربية الوطنية لتضمينها نصوصاً تحصن الطلبة من الفكر المتطرف والتكفيري، حيث أن على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبموجب الخطة مراجعة المناهج وخطط المساقات وتطويرها بما ينسجم مع ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرّف والتكفير.
وسائل التواصل الاجتماعي
أطلق القائمون على الحملة حسابات خاصة بهم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجدوها طريقة فعالة للتواصل مع الشباب في كافة أنحاء البلاد.
وخلال حديث إلى موقع (إرفع صوتك)، تقول هبة الله العضايلة، وهي طالبة إدارة في جامعة مؤتة، تبلغ من العمر 21 عام "حتى تطبيق (سناب شات) قمنا بتوظيفه لصالحنا، كونه يشهد متابعة كبيرة من فئة الشباب. فنقوم بنقل نشاطاتنا من خلاله بشكل مباشر ليتمكن المتابع من الاطلاع على عملنا أولاً بأول، ما سيشجعه على الانخراط في أفكارنا".
وتشير إلى أن التطبيق سيشكل نافذة للمهتمين للاطلاع على ما تقوم به الحملة من نشاطات، كورش العمل ومقابلاتهم مع المسؤولين وصناع القرار وكافة الفعاليات التي سيقدمونها من مسرحيات توعوية وغيرها.
وتقوم هبة الله بتنسيق المشاريع التي تعمل عليها الحملة، بالإضافة إلى كسب تأييد الطلاب عن طريق استقطابهم ليكونوا جزءَا من الحملة.
"نسعى للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".
كما تشير هبة الله إلى أن تجربتها مع الحملة كان لها انعكاس كبير على شخصيتها، وتقول "لقد أكسبتني خبرة بالتعامل مع الآخرين من مختلف العقليات وأنماط التفكير، كما ساهمت مشاركتي بتوسيع مداركي وفهمي للتطرف وأبعاده، وأبرز ما ساعدني على ذلك هو جلسات العصف الذهني التي نقوم بها دائماً، فهي فرصة لتبادل الأفكار وتطويرها، وتطبيقها بالشكل الأنسب".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659