المغرب – بقلم زينون عبد العالي:
تزايد العنف المادي والرمزي في الفضاءات والمؤسسات العمومية، وتزايد نشاط المتطرفين وما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت من أفكار تهدد الأمن الروحي والحريات الفردية عجل بإخراج حركة تنوير للوقوف بوجه هذه الممارسات، هكذا يعبر جودا حاميدي أحد المساهمين في تأسيس حركة تنوير.
حركة تنويرية
رشيد حاميدي، شاب مغربي أسس مع ثلة من رفاقه "حركة تنوير"، وهي حركة مدنية تهدف إلى الدفاع عن الحريات الفردية وتشجيع جهود محاربة التطرف والإرهاب وتنقيح الدين من الشوائب العالقة به.
يقول حاميدي لموقع (ارفع صوتك) أن فكرة تأسيس حركة تنوير جاءت من رحم الجامعة المغربية بعدما لاحظنا استشراء الجهل والتخلف في أوساط المجتمع المغربي، ناهيك عن تنامي موجات خطاب التطرف والاقصاء، وانتشار الخرافات الدينية التي تسيطر بها بعض الجهات على عقول الناس، يقول رشيد الحاميدي.
ويضيف حاميدي أن التطرف الديني وبروز الحركات الإسلامية بشتى أصنافها وتياراتها، أذكى الرغبة الملحة في التخلص من الشعور بالخوف والخطر من النكوص التراجع عن المكتسبات التي حققها المغاربة في ميدان الحريات الفردية التي يهددها هؤلاء.
غربلة التراث الديني
وذهب الحاميدي إلى القول أن الحركة تعتمد في عملها على استهداف الشباب عن طريق تبسيط العلم والمعرفة بالإمكانيات المتاحة كالإنترنت والكتب..عبر تسليط الضوء على ما يعتبر طابوهات كالحريات الفردية بعدما تبين أن العلم وحده لا يكفي لمعالجة مثل هذه الأمور، وبالتالي يجب تقديم بديل واقعي وعملي لمواجهة المد الأصولي.
نشتغل على مشروع غربلة التراث الديني عن طريق رصد ما يسيء للمرأة والمسيحي واليهودي في التراث الديني والثقافي المغربي، والتنسيق مع وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية لدعم هذه الجهود وإيصالها إلى أكبر عدد من الناس، وذلك لقطع الطريق على التطرف والكراهية للأقليات الدينية في المغرب.
الحركة مارست رقابة مجتمعية على المتطرفين الدينيين وتصحيح ما يروجون له من مغالطات دينية عفا عليها الزمن، فكان أن حققت نتائج هامة أبرزها تمكنها من جمع فريق من الشباب ونخبة سياسية ومثقفة أبانت عن استعدادها لمواجهة الفكر المتشدد، فحصلنا على تجاوب إيجابي من المجتمع، يتمثل في حضور ودعم أنشطة الحركة والانخراط فيها والمساهمة في أنشطتها.
ضد الافتراء على الدين
محمد ياسين، طالب مغربي، يرى أن شباب اليوم في حاجة إلى من يشد بأيديهم ويقدم لهم ما ينفعهم، وخاصة المعلومة الدينية التي يجب أن تقدم لهم بشكل صحيح وواضح، لإغلاق الباب أمام المتربصين بهم، أي أولئك المتطرفين الذين يستغلون قصور فهم الشباب للدين.
ويضيف الشاب الذي يتابع أنشطة حركة تنوير المتعلقة بتصحيح التراث الديني، أن أي مبادرة لتنقيح التراث الديني مما يسيء للإسلام لا بد وأن يدعمها الشباب باعتبارهم قاعدة المجتمع وبإمكانهم التأثير، لنشر تعاليم الدين السمحة والوقوف أمام محاولات الافتراء على الدين التي تمتلئ بها القنوات الإعلامية والمواقع والكتب.
ويرى ياسين في حديثه لموقع (إرفع صوتك) طالما شكل التراث الديني مصدرا للتطرف والإرهاب لرفض أغلبية المجتمعات العربية والإسلامية انتقاد كل ما هو ديني، وهو ما يستدعي وجود مبادرات تضطلع بهذه المهمة، ونفض الغبار عما يعتبره الكثيرون طابوها وجب الابتعاد عنه.
حشو زائد
أما سمية لكحل، فترى أن التراث الديني الإسلامي يعاني من "الحشو الزائد بدون معنى"، متسائلة في ذات السياق عن الجدوى من كثرة الفتاوى الدينية وفق أهواء المفتين الذين "يحلون ويحرمون بدون إخضاع ذلك لمنطق العقل والفكر".
وتعتقد سمية أن جل من غررت بهم التنظيمات الإرهابية استغلت جهلهم للدين وخصوصا ما توارث عن السلف، "يُقدسون ما يصدر عن البشر ويتركون ما جاءت به السنة والقرآن".
إخضاع النص الديني للتمحيص وتناسبيته مع الواقع كفيل بفضح من يستغل الدين لقضاء مآربه، بما في ذلك الشيوخ الذين يقدمون أنفسهم كحارسين لدين الله في الأرض، وهذا ما يجب علينا كأفراد ومجت للقيام به ومساندة كل المبادارت التي تتجه في هذا المنحى وضمنها حركة تنوير.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659