الأردن – بقلم صالح قشطة:
"كشخص يعيش في مجتمع غربي غير إسلامي، أرغب بالقول بأن الشخص لا يميزه دينه، بل أفعاله هي التي تميزه"، تقول ليان العتيلي (16 عاما) لموقع (إرفع صوتك)، المقيمة في كندا، والتي تعتقد أن الدين قد يؤثر على أفعال الشخص، لكنه لن يصنع منه شخصاً "جيدا" أو "سيئا".
وتوضح خلال حديثها أن لديها أصدقاء من المسيحيين، والسيخ، والملحدين، تجمعهم الإنسانية، وليس الدين، وتؤكد بأنه "طالما لا يحاول أي طرف فرض معتقده الديني على الآخر، فسيكون كل شيء على ما يرام".
ليان من ضمن مجموعة من الأشخاص الذين يتشاركون مع موقع (إرفع صوتك) مواقف إنسانية جمعتهم بأشخاص من ديانات وطوائف مختلفة وتركت في نفوسهم أثراً صنع منهم أفراداً يؤمنون بالإنسانية قبل أي شيء آخر.
صديقتها المسيحية
وتتحدث لوزانا عبيدات (17 عاما)، المقيمة في مدينة المفرق الأردنية، عن صديقتها المسيحية (جيانا)، حيث تجمعهن الصداقة منذ ستة أعوام. "رأيت منها مواقفاً إنسانية لم أرها من أيٍ كان، تحترم شعائرنا الدينية بشكل كبير، وقد أصبحت بمثابة أخت لي".
وتوضح أنها ترفض تناول الطعام أمامها في شهر رمضان احتراماً لمشاعرها، وأنها أصبحت صديقتها المفضلة دوناً عن الجميع. وتضيف "بالمناسبة، اليوم تم إعلان نتائج (التوجيهي)، وأنا سعيدة جداً بنجاحي، لكني لن أحتفل بذلك، والسبب هو أن جيانا لم يحالفها الحظ بالنجاح، لا أريد أن أحتفل بينما هي تجلس حزينة في منزلها لهذا السبب!".
علاقة ودّ
ومن مدينة مادبا، ذات الأكثرية المسيحية، والتي تحتوي على العديد من المناطق المقدسة بحسب الإنجيل، تتحدث ورود عبد الله (30 عاما) قائلة "أنا مسلمة، أقطن في منطقة معظم سكانها من المسيحيين، ومعظم صديقاتي منهم، علماً أني محجبة وملتزمة بديني، إلّا أنني لا أشعر بأية فروقات بيننا، وصديقتي المفضلة منذ الطفولة مسيحية".
وتتابع الشابة بأنها تعتقد أن الدين يجب أن لا يشكل فارقاً بين البشر، حيث تنظر إليه كمجرد شكل للعلاقة ما بين الإنسان وربه. وتعتبر أن الاختلاف الديني ساهم بخلق نوع من العادات المشتركة فيما بينهن، فصديقاتها يصمن معها، ما جعلها تشاركهن صيامهن أيضاً، وهي تشعر بالتقدير لحرصهن على القدوم لمساعدتها بإعداد حلوى العيد كل عام.
وبسعادة غامرة تقول الشابة "نعيش علاقة مليئة بالود والسلام. وهناك نقطة أخرى أرغب بذكرها، وهي أن إحدى صديقاتي تحتفظ بملابس الصلاة الخاصة بالمسلمات، وسجادة للصلاة أيضاً، وذلك لأتمكن من أداء الصلاة في وقتها المحدد عندما أكون في منزلها، أنا فعلاً لا أشعر بأي فرق".
كانت يهودية
أما آلاء الشريف (21 عام)، التي تقطن غرب العاصمة الأردنية عمّان، فتستذكر خلال حديثها إلى موقع (إرفع صوتك) موقفاً يجمعها بصديقتها الأميركية في الجامعة أثناء جلوسها مع مجموعة من الأصدقاء، حيث كان يدور بينهم نقاشاً حول الأديان. وتقول "خلال نقاشنا أخبرتنا صديقتي الأميركية أنها يهودية، وكان هذا كفيلا بأن يغادر الجميع تلك الجلسة، وبقيت معها لوحدي، واستمرت صداقتنا، لأكتشف لاحقاً من خلال تعاملي معها بأنها تمتلك أخلاقاً وإنسانية بشكل أكبر من معظم الذين تركونا لوحدنا ذاك اليوم عندما علموا عن دينها".
وبالنسبة إلى سيلفا سمير (16 عاما)، النازحة من مدينة الموصل بسبب الأحداث الطائفية التي واجهتهم كمسيحيين. فلم تكن تعلم بأن نزوحهم سيضيف فرداً على أسرتهم، ليصبح كواحدٍ منها، رغم أنه مسلم. وتضيف الفتاة "نحن نثق به كثيراً ووالداي يحبانه بشكل كبير، فقد كان صديقاً لأخي الأكبر، ومعلماً لأختي الصغرى في المدرسة".
وتؤكد أن أخلاقه العالية التي يتمتع بها كانت السر الذي جعلهم يحبونه جميعاً، كما لو كان فرداً من أفراد الأسرة. وتردف "كان يعاوننا كثيراً في أية صعوبات تواجهنا بحكم النزوح، ودائماً ما يحاول تقديم المساعدة المادية لنا، رغم علمنا بأنه يعيش ظروفاً مادية سيئة، نحن سعيدون بهذا الفرد الجديد في أسرتنا".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659