مرت أربعة أيام على نشر صحيفة الديلي ميل البريطانية خبر العثور على 50 رأساً مقطوعة لأيزيديات داخل قرية الباغوز شرق سوريا، دون أن يصدر رد فعل رسمي من الحكومة العراقية لحد الساعة.
مكتب المرجع الديني الأعلى للديانة الأيزيدية في العراق أدان ما وصفه "صمت الحكومة العراقية".
وتحدث المكتب، في بيان نشره أمس، عن "التجاهل المتعمد" لمشاكل المكونات العراقية، و"بينها أبناء المكون الأيزيدي".
ولم يتطرق رئيس الحكومة العراقي عادل عبد المهدي للموضوع في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الذي ركز على تسليم قوات سوريا الديمقراطية لمقاتلي داعش العراقيين إلى بغداد.
وبدورها، طالبت الناشطة الحقوقية وسفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة نادية مراد الأمم المتحدة والحكومة العراقية بـ"التدخل من أجل إنقاذ الأيزيديين من أسر داعش".
Sources say 50 Yazidi women were beheaded in Syria by ISIS. ISIS is using Yazidi abductees as human shields. I call on @UN @AdilAbdAlMahdi to intervene. I have repeatedly asked international community to rescue Yazidis from ISIS captivity. https://t.co/Q1DFTbdAo0
— Nadia Murad (@NadiaMuradBasee) February 27, 2019
وكانت الديلي ميل تحدثت عن عثور جنود من القوات الجوية الخاصة البريطانية عن 50 رأسا لأيزيديات مقطوعة وملقاة في حاويات القمامة، خلال هجوم نفذته هذه القوات على معقل تنظيم داعش الأخير في قرية الباغوز شرق سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تسمه قوله "في لحظة الهزيمة، تجاوزت قسوة المتطرفين كل الحدود، ذبحوا هؤلاء النساء المساكين بكل جبن وتركوا رؤوسهن المقطوعة وراءهم حتى نجدها نحن".
وتم ذلك في أعقاب معركة "شرسة" قتل خلالها نحو 100 من مقاتلي التنظيم، فيما جرح جنديان بريطانيان. وتقول الصحيفة إن إصابتهما غير خطيرة.
بيان شجب واستنكار تجاه صمت الحكومة العراقية صادر من مكتب سماحة البابا شيخ الآب الروحي والمرجع الديني لعموم ابناء الديانة الايزيدية. pic.twitter.com/y5spB0tYtu
— Yazidi (@Ezidi2) February 26, 2019
النائب الأيزيدي في البرلمان العراقي صائب خضر أكد أنه أصدر بيانا استنكر فيه "صمت" الحكومة العراقية.
وقال في اتصال عبر الهاتف مع (ارفع صوتك) "التقيت السفير السوري، وتحدثت معه حول إمكانية التنسيق واستعادة جثث الأيزيديات. لكن لا سيطرة للقوات السورية في باغوز، لذا ليس بمقدورهم فعل شيء".
وتخضع قرية الباغوز حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، في حين يتحصن عدد من مقاتلي داعش في بعض جيوبها.
ودعا خضر الحكومة العراقية إلى "اتخاذ الخطوات اللازمة في الأمر عبر التواصل المباشر مع قوات التحالف الدولي".
وقال إنه بعث برسالة لمكتب رئاسة الجمهورية ورئيس البرلمان العراقي حول هذه القضية. لكن لم يتلق ردا.
وأوضح خضر أنه لم يتواصل بشكل مباشر مع رئاسة الوزراء. وأضاف "هم يشاهدون الأخبار، وسابقا حاولت لقاء رئيس الوزراء وتم رفض ذلك".
وقال النائب الأيزيدي "الناس تيجي تعزّي. إنت ما تدعو الناس لعزاك".
إجراءات "غير جديّة"!
أدان المفوّض العام لمفوضية حقوق الإنسان عامر بولص "جريمة ذبح 50 فتاة أيزيدية مختطفة على يد عصابات داعش الإرهابية".
وفي بيان نشرته المفوضية، أمس الثلاثاء، دعا بولص رئيس الوزراء العراقي إلى "الإسراع في وضع الخطط الكفيلة بتحرير ما تبقى من النساء الأيزيديات المختطفات وعدم تركهن يواجهن مصيرهن المحتوم".
وفي اتصال هاتفي، قال عضو المفوضية فاضل الغراوي لـ(ارفع صوتك) إن "الإجراءات الحكومية في قضية الأيزيديات لا ترقى إلى معاناة الأيزيديين ومأساتهم، وغير جديّة. ولا نجد تبريراً مقنعاً للعوائل الأيزيدية إزاء التقصير الحكومي".
وحول تقرير الديلي ميل، قال الغراوي "إن التقرير لم يوضح تفاصيل العثور على الرؤوس المقطوعة والأدوات التي استخدمت لتحديد هويّة الضحايا".
وأضاف: "نستطيع التعاون في هذا الشأن. نملك القدرات الكافية لتحديد هويّات الضحايا عبر مطابقة الحمض النووي (DNA)، وما يسهّل الأمر أنه تم أخذ عينّات DNA من جميع عوائل المفقودات".