كورونا في القرآن.. فيديوهات خرافة تحقق ملايين المشاهدات!
حقق فيديو بعنوان "فيروس الكورونا أخبرنا به الله تعالى.. وأخبرنا الرسول ﷺ عن سر علاجه"، قرابة 20 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.
لم يوضح الفيديو، المنشور قبل شهر، مطلقا كيف أخبر القرآن بالفيروس الذي أودى لحد الساعة بحياة أكثر من 35 ألف شخص، واكتفى في المقابل بإدعاء أن كورونا عقاب إلهي للصين "بسبب عزلها أكثر من 5 ملايين مسلم من الإيغور".
ومع ذلك، حصل الفيديو على نصف مليون إعجاب تقريبا.
على القناة ذاتها، واسمها "مرتقون"، حق فيديو ثان بنفس العنوان على 11 مليون مشاهدة رغم أنه تحدث هذه المرة عن مضمون مختلف: "أكل لحوم الحيوانات المفترسة" في الصين و"تسببها" المزعوم في ظهور الفيروس.
وتنشر هذه القناة على يوتيوب فيديوهات من قبيل "ماذا سيحدث في أول دقيقة يوم القيامة؟" و"ماذا يحدث للميـت عند زيارة قبره؟" و"أين اختفت عصا سيدنا موسى؟. وكلها تحقق ملايين المشاهدات وآلالات نقرات الإعجاب.
كورونا في سورة المدثر!
رغم إصرار كثيرين على أن فيروس كورونا "مؤامرة غربية"، وأميركية خصوصا، ضد العالمي الإسلامي وضد الصين، يصر آخرون أن كورونا مذكور في القرآن، وبالضبط في سورة المدثر.
هكذا، فإن آية "لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر" (المدثر، 30) تشير إلى اسم الفيروس "كوفيد 19"، وآية "وجعلت له مالا ممدودا وبنينا شهودا" تشير إلى الصين التي يتعدى سكانها مليار و300 ألف نسمة (بنين شهودا) وهي أحد أقوى اقتصادات العالم (مالا ممدودا).
أما التسمية "الشرعية" و"الحقيقية" للفيروس فهي "الناقور" كما ورد في الآية الثامنة من سورة المدثر: "فإذا نقر في الناقور، فذلك يوم عسير، على الكافرين غير يسير). أما تسيمته بكورونا "فلاتجوز، لأنها مشتقة من القرآن Coran".
ويستمر التفسير الغريب لسورة المدثر بالقول إن طرق الوقاية من الفيروس مذكورة في السورة ويحدد بالضبط لكل طريقة الآية التي تشير إليها.
ورغم أن كاتب هذا التفسير قد يبدو ساخرا، إلا أن تفسيره حظي بانتشار واسع، وجرى تناقله عبر رسائل واتساب.
وبالتزامع مع انتشار هذا التفسير الغريب، انتشرت قصة ملفقة تقول إن من تسقط منه شعرة في المصحف، وفي سورة البقرة بالذات، أو يجدها في هذه السورة، يمكنه أن يضعها في الماء ثم يشربه، وهو ما يضمن شفاء من الفيروس إذا كان مصابا.
وتزعم قصة أخرى أن كاتبا من القرن الخامس الهجرى، يدعى إبراهيم ابن سالوقيه (شخصية وهمية)، تنبأ في كتاب بعنوان "أخبار الزمان" بتفشي فيروس كورونا سنة 2020 (عنوان الكتاب لمؤلف آخر وهو لا يشير مطلقا إلى أية تنبؤات).
وتعيد هذه الإدعات إلى الأذهان التفسيرات التي راجت عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة. وانتشرت حينها تفاسير منحولة تدعى إشارة القرآن إلى الهجات الإرهابية في سورة الثوبة.
ردود غاضبة
أثارت هذه التفسيرات ردود فعل غاضبة من قبل رجال دين، بعضهم يحسب على التيار المتشدد أحيانا، ومن قبل هيئات ومؤسسات دينية رسمية.
وقالت هيئة الإفتاء المصرية إن زعم ذكر "فيروس كورونا في القرآن افتراء وكذب". ووصفت هذا الزعم بأنه "تدليس على القرآن وتحريف لمعنى آيات الله"، مطالبة باتباع التعليمات الصحية من وزارة الصحة لرفع الوباء "وليس بنشر الخرافات ومحاولة إثبات شيء ليس له أساس من الصحة".
وبدوره، أصدر "مركز الأزهر العَالمي للفتوى الإلكترونية" بيانا يحذر فيه مِن "انتشار تفسيرات مَغلوطة لآيات القرآن".
وقال المركز إن "تحميل آيات القرآن الكريم ما لا تحتمله من دلالاتٍ فاسدة وتفسيرات.. أمر محرم شرعا".
الشيخ السلفي المغربي حسن الكتاني علق قائلا: " بعدما انتهينا من خرافة الشعرة في المصحف جاءتنا خرافة أن كورونا مذكورة في القرآن الكريم. دعكم من الخرافات!".
وبدوره، علق الداعية البحريني حسن الحسيني بالقول إن ما حدث هو جزء من ميل الإنسان إلى تفسير الأحداث بالخرافات، واصفا ربط فيروس كورونا بالقرآن بأنه "تجرأ على دين الله".