تمرد سجن الحسكة يعيد مقاتلي داعش المعتقلين إلى الواجهة
أعاد التمرد الذي قاده سجناء متهمون بالانتماء إلى تنظيم داعش في سجن تابع لقوات سوريا الديمقراطية إلى الواجهة قضية المقاتلين المعتقلين في سوريا والعراق، خاصة الأجانب.
ونجحت قوات سوريا الديموقراطية في إنهاء عصيان في أحد سجون مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا.
ويضمه هذا السجن نحو خمسة آلاف موقوف من تنظيم داعش.
وتطلبت السيطرة على السجن تدخل قوات "مكافحة الإرهاب" التابعة لقسد بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتمكنت هذه القوات من "إنهاء حالة العصيان الحاصلة، وتأمين المركز وجميع المعتقلين الموجودين داخله"، وفق ما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن بيان لمتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية.
ولا تملك "قسد"، التي تحتجز قرابة 12 ألف عنصر من تنظيم "داعش" بينهم 2500 إلى 3000 أجنبي من 54 دولة، نظاما قضائيا معترفا به دوليا. وهو ما يجعل محاكمة هؤلاء المقاتلين في مناطق سيطرتها أمرصعبا.

وتضطر قسد إلى الاحتفاظ بهم في انتظار تسوية دولية، خاصة أغلب دول العالم ترفض تسلم المقاتلين الذين يحملون جنسيتها ومحاكمتهم على أراضيها.
ونفذ هؤلاء السجناء أكثر من تمرد خلال الفترة الماضية. وقال كينو كبرئيل، وهو متحدث باسم قسد، عن العصيان الأخير إن "إرهابيي داعش المعتقلين تمكنوا من تخريب وخلع الأبواب الداخلية للزنزانات، وإنشاء فتحات في جدران المهاجع، والسيطرة على الطابق الأرضي للسجن".
وبالتزامن مع التمرد داخل السجن، كتب المتحدث باسم قسد مصطفي بالي على تويتر إن قوات سوريا الديمقراطية بدأت عملية للقبض على الهاربين بينما أرسلت قوات الأمن تعزيزات لاستعادة السيطرة على الطابق الأرضي في سجن الحسكة.
حدث عصيان في سجن الحسكة الذي يحتجز فيه عناصر داعش، ومازال الوضع متوترا داخل السجن.
— Mustafa Bali (@mustefabali) March 29, 2020
قام السجناء بتكسير الجدران الداخلية للسجن وخلعوا الابواب الداخلية.
الوضع متوتر داخل السجن وقوات مكافحة الارهاب تحاول السيطرة على الوضع.
أرسلنا المزيد من التعزيزات وقوات مكافحة الارهاب الى السجن.
وقال بالي إن "الوضع متوتر داخل السجن وقوات مكافحة الإرهاب تحاول السيطرة على الوضع. أرسلنا المزيد من التعزيزات وقوات مكافحة الإرهاب إلى السجن".
ونجحت قوات سوريا الديمقراطية في السيطرة على السجن بعد تمرد دام لأكثر من ساعة.
ولفت كينو كبرئيل إلى أنه لم يُسجّل هروب أي من المعتقلين، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة معتقلين حاولوا الفرار، وتمّ العثور عليهم لاحقاً مختبئين داخل السجن، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان التلفزيون السوري ذكر في وقت سابق أن 12 متشددا فروا من السجن باتجاه الضواحي الجنوبية للحسكة.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية هزيمة تنظيم داعش في مارس 2019، عقب معركة الباغوز، شرقي سوريا، والتي انتهت باعتقال الآلاف من مقاتلي التنظيم المتطرف.
ويطالب الأكراد دول العالم باستعادة مواطنيها المحتجزين أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين، كما يطالبون المجتمع الدولي بدعمهم في حماية وتأمين السجون.
دول العالم ترفض
ترفض أغلب دول العالم استعادة مقاتليها المحتجزين في العراق وسوريا، رغم الإلحاح الأميركي وتهديد الرئيس دونالد ترامب بإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين.
وتؤيد الدول المعنية محاكمة مواطنيها في العراق الذي يملك نظاما قضائيا معترفا به، لكن تطبيق البلاد لعقوبة الإعدام وفق المادة 4 من قانون الإرهاب دفع بهذه الدول إلى الاحتجاج أكثر من مرة.
وتؤيد الولايات المتحدة العراق في تحمل الدول الغربية لجزء من المسؤولية فيما يتعلق بمقاتليها.
وفي نوفمبر الماضي، قال نايثان سايلز منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية لإن الولايات المتحدة "تعتقد أنه من غير المناسب مطالبة العراق بشكل خاص تحمل العبء الإضافي للمقاتلين الأجانب، وخصوصا من أوروبا".
لكن الوضع في سوريا يبدو أكثر تعقيدا، فقد تعثرت لحد الساعة جهود تشكيل محكمة دولية للمقاتلين، إذ إن تشكيل مثل هذه المحكمة سيتطلب سنوات طويلة ومن غير المرجح أن يحصل على دعم من مجلس الأمن الدولي.
وفي يناير الماضي، أعلنت الإدارة المحلية التي يقودها الأكراد وتسير الجزء الأكبر من شمال شرق سوريا أنها تخطط لإنشاء محكمة محلية لمحاكمة مقاتلي داعش هناك.
وإضافة إلى المعتقلين، يحتضن شمال شرق سوريا أكثر من 70 ألفا من عائلات مقاتلي التنظيم في ظروف صعبة، جزء كبير منهم أطفال في مخيم الهول. والعام الماضي فقط، توفي أكثر من 500 شخص في هذا المخيم، معظمهم أطفال.
وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى وجود نحو 28 ألفاً من أطفال المقاتلين الأجانب يقيمون في مخيّمات في سوريا والعراق.