أشرف سناء الله غفاري على استرجاع تنظيم داعش في أفغانستان قواه، متوليا قيادته مع شن الكثير من الهجمات العنيفة لزعزعة نظام خصمه طالبان، ما خلف خسائر بشرية هائلة وجعل منه هدفا لواشنطن.
بعيد مقتل زعيم التنظيم أبو ابراهيم الهاشمي القرشي في عملية أميركية في سوريا، حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لأي معلومات تتيح "التعرّف على أو تحديد مكان" زعيم تنظيم داعش-ولاية خراسان المعروف أيضا باسم شهاب المهاجر.
يقود ثناء الله غفاري تنظيم داعش خراسان في أفغانستان، مما يجعله مسؤولا عن جميع هجماتهم. لقد هاجم هذا التنظيم مؤخرا مطار كابول مما أسفر عن مقتل أكثر من 180 شخصا.
— Rewards for Justice عربي (@Rewards4Justice) February 7, 2022
تعرض الحكومة الأمريكية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات عنه. ⚖️💰
0012022941037 pic.twitter.com/WZtnl5GSIG
وكتبت وزارة الخارجية الأميركية التي أدرجته على القائمة الأميركية للإرهابيين الأجانب أن "غفاري مسؤول عن كل عمليات تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان (..) وعن تمويل هذه العمليات".
وباستثناء ذلك، يلف الغموض مسيرة غفاري وأصله أيضا إذ يقول البعض إنه أفغاني والبعض الآخر إنه عراقي.
وكتبت منظمة Counter-Extremism Project غير الحكومية: "لا نعرف الكثير عن المهاجر" الذي يقود تنظيم داعش-ولاية خراسان منذ منتصف العام 2020. لكن دعاية التنظيم تقدمه على أنه قائد عسكري وأحد "أسود" التنظيم في كابول. وقد شارك "في تخطيط وتنظيم عمليات وهجمات انتحارية معقدة" بحسب Counter-Extremism Project.
وارتبط اسمه بداية بشبكة حقاني المتشددة القريبة سابقا من تنظيم القاعدة والتابعة الآن لحركة طالبان. توضح المنظمة غير الحكومية نفسها أن غفاري "وفر خبرة كبيرة وقدرته على ولوج الشبكات" للسماح للفرع الأفغاني في تنظيم داعش الصمود في وجه هجمات حركة طالبان العنيفة والأميركيين في 2020.
انهيار ثم عودة
بعد ذلك، أظهر تنظيم داعش ولاية خراسان فاعلية مدمرة. وتفيد شركة Jihad Analytics المتخصصة في الجهاد العالمي والهجمات الإلكترونية أن هذا التنظيم أعلن مسؤوليته عن 340 هجوما في 2021 أي المستوى القياسي المسجل في 2018 عندما صنف على أنه من أكثر المنظمات الإرهابية فتكا في العالم في المؤشر العالمي للإرهاب.
ويوضح داميان فيري مؤسس Jihad Analytics أن "تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان تهاوى في العام 2020. في العام 2021 استعاد بعض قواه بنجاحه في شن هجمات دامية وخصوصا بتنويع مناطق شن هجماته في البلاد بعد عودة حركة طالبان (إلى السلطة) في اغسطس".
وينسب إلى غفاري خصوصا الاعتداء على مطار كابول في 26 أغسطس (185 قتيلا بينهم 13 جنديا أميركيا) فضلا عن عمليات متطورة مثل حصار سجن جلال أباد مدة 20 ساعة في 2020 على ما أشار الباحثان أميرة جدعون وأندرو ماينز في مجلة War on the rocks.
وأشارا إلى أن هدفه "كان إخراج التنظيم من هذه المرحلة من التراجع النسبي من خلال مضاعفة الهجمات الطائفية ضد أقليات ضعيفة ومن خلال تنشيط الحرب على حركة طالبان".
وطور كذلك استراتيجية تجاري طموحات تنظيم داعش في العالم وتراعي كذلك الواقع المحلي الأفغاني الذي يضم كوكبة من "التنظيمات الجهادية".
ويقول آصف فوارد الباحث في جامعة General Sir John Kotelawala Defence University في سريلانكا إن غفاري "طلب إلى قادته القيام بفاعليات اجتماعية في منطقة سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان بما عزز صورته كقائد" وسمح له الحلول مكان الكثير من الزعماء القبليين.
مشروع إقليمي
ويضيف آصف فوارد: "سيكون تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان قادرا على تقويض سلطة طالبان من خلال المبادرة إلى دبلوماسية بين القبائل ومن خلال استقطاب السكان الذين خاب ظنهم من الحكومة".
إلا أن طموحات الرجل البالغ 27 عاما لا تقتصر على أفغانستان بحسب منظمة Counter-Extremism Project. وتفيد مجموعة الأمم المتحدة حول الإرهاب أن تنظيم داعش-ولاية خراسان يطور "برنامجا إقليميا أوسع يهدد الدول المجاورة في آسيا الوسطى وجنوب آسيا".
وتضيف المنظمة نفسها أن غفاري يدير أيضا مكتب الصديق التابع لتنظيم الدولة ويشمل منطقة تضم أفغانستان وبنغلادش والهند والمالديف فضلا عن باكستان وسريلانكا ودول أوروبا الوسطى.
ونشرت صحيفة "النبأ"، لسان دعاية داعش، صورا له في صفحتها الأولى مرات عدة في الأشهر الأخيرة إذ إنه يقيم علاقات وثيقة مع التنظيم المركزي في حين أن فروعا إخرى تعتمد إدارة محلية ومستقلة أكثر.
ويطمح كذلك إلى استقطاب عدد أكبر من المقاتلين الأجانب كما حصل في الماضي مع التنظيم في سوريا والعراق (2014-2019).
ويخشى أوران بوتوبيكوف الخبير القرغيزستاني في شؤون التنظيم الجهادي من أن تؤدي الهجمات الانتحارية لتنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، على خلفية الأزمة الاقتصادية وعدم ضبط الحدود باحكام، إلى "تحويل أفغانستان نقطة ساخنة جديدة لاأصار تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية".