فقدت القاعدة أغلب قادة الصف الأول خلال عشر سنوات فقط.
فقدت القاعدة أغلب قادة الصف الأول خلال عشر سنوات فقط.

لم تكن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة، عندما قتلت زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن في مايو 2011 ضربة عادية. فإضافة إلى أنها أطاحت برأس التنظيم، كانت العملية بداية النهاية لقادة التنظيم الذين قتل العشرات منهم خلال الأعوام الـ١١ الماضية.

وتستخدم الولايات المتحدة، منذ مقتل بن لادن، استراتيجية عسكرية استخباراتية تعتمد على عمليات الاستهداف المباشر لقادة القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى دون الاصطدام المباشر في معارك مع هذه التنظيمات.

آخر هذه العمليات تلك التي أسفرت قبل يومين عن مقتل الزعيم الثاني لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة جوية نفذتها طائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية كابل.

فيما يلي لائحة بأهم قادة الصف الأول في القاعدة الذين قتلوا في السنوات الأخيرة، سواء إثر غارات جوية أو في عملية اغتيال غامضة لم يعلن رسميا عن منفذيها، أو خلال مواجهات مع رجال الأمن.

 

أبو محمد المصري

 

يأتي عبد الله أحمد عبد الله، المعروف بأبي محمد المصري، في مقدمة قادة القاعدة بعد زعيميها السابقين بن لادن والظواهري. ويعتبر أحد أبرز المخططين لهجمات القاعدة وعملياتها العسكرية، وكان العقل المدبر للهجمات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998.

هرب المصري إلى إيران بعد دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر، وهناك اعتقلته السلطات الإيرانية واحتفظت به لديها.

قتل المصري في أغسطس عام 2020 مع ابنته مريم "زوجة حمزة بن لادن" عندما كان يقود سيارته بالقرب من منزله حيث اقترب منه مسلحان على متن دراجة نارية وأطلقا خمس طلقات من مسدس مزود بكاتم للصوت عليه وعلى ابنته.

 

أبو الخير المصري

 

 عبد الله عبد الرحمن محمد رجب، المعروف باسم أبو الخير المصري، أحد أبرز قيادات القاعدة المصريين، والنائب العام لأيمن الظواهري.

كان أبو الخير المصري من أوائل المنضمين لجماعة "الجهاد الإسلامي" المصرية إلى جانب أيمن الظواهري. وتمكن من الفرار من مصر منتصف الثمانينات مع العديد من المسلحين المتشددين الآخرين والتحق بالمقاتلين العرب في أفغانستان لقتال الاتحاد السوفييتي.

 ترأس أبو الخير المصري اللجنة السياسية للقاعدة وكان عضوا في مجلس الشورى. وكغيره من قيادات الصف الأول من القاعدة، هرب المصري من أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر إلى إيران حيث ظل حتى عام 2015 حيث أفرجت عنه طهران في صفقة مقابل إفراج التنظيم عن دبلوماسي إيراني محتجز لديه في اليمن.

سافر أبو الخير المصري بعد الإفراج عنه إلى سوريا وانضم الى جبهة النصرة، وقتل عام 2017 في غارة جوية أميركية استهدفت سيارته في محافظة إدلب السورية.

 

ناصر الوحيشي

 

اسمه ناصر عبد الكريم الوحيشي، التحق بالقاعدة عام 1998 في أفغانستان. وتدرج في التنظيم حتى أصبح  قائدا "للقاعدة في شبه جزيرة العرب" التنظيم الجديد الذي ولد عام 2009 بعد اندماج فرعي القاعدة في السعودية و اليمن.

 في عام 2013، أعلن عن تعيينه نائباً عاما لزعيم القاعدة أيمن الظواهري، ما يؤكد الأولوية الكبيرة التي كانت توليها القاعدة لفرعها في اليمن.

 وضعت الولايات المتحدة جائزة تقدر بـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى الإطاحة به. وفي الأسبوع الثاني من يونيو 2016، نجحت طائرة أميركية من دون طيار في قتله في غارة جوية في مدينة المكلا جنوب شرق اليمن.

 

قاسم الريمي

 

خلف قاسم الريمي ناصر الوحيشي على رأس تنظيم "القاعدة في شبه جزيرة العرب" في يونيو 2015. وكان قبل هذا المنصب قياديا بارزا في التنظيم ومن أعضائه القدامى.

اسمه الحقيقي قاسم عبده أبكر، ويكنى أيضا بـ"أبي هريرة الصنعاني". التحق بأفغانستان قبل الاجتياح الأميركي. وبعد سقوط طالبان وعودته لليمن، تعرض للسجن لعدة سنوات، قبل أن يتمكن من الفرار من سجن صنعاء مع قياديين آخرين.

أدرجت واشنطن اسمه على قائمة الإرهاب منذ 2010، وفي أكتوبر 2018، رفعت قيمة الجائزة المالية مقابل رأسه إلى 10 ملايين دولار.

في فبراير 2020، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة قتلت الريمي في عملية لمكافحة الإرهاب في اليمن.

 

أبو يحيى الليبي

 

محمد حسن قائد، المعروف بأبو يحيى الليبي، قيادي بارز آخر من قيادات القاعدة.

سافر الليبي إلى أفغانستان للالتحاق بتنظيم القاعدة أواخر ثمانينات القرن الماضي.

أشرف عام 2002 على الموقع الإلكتروني الخاص بحركة طالبان الأفغانية في مدينة كراتشي الباكستانية، واعتقل في العام نفسه من قبل القوات الأمنية الباكستانية التي سلمته الى الجيش الأميركي. نقل بعدها إلى معتقل باغرام في أفغانستان، لكنه تمكن من الهروب عام 2005، وعاد إلى نشاطه مع القاعدة.

قتل في هجوم بطائرة أميركية بدون طيار باكستان في يونيو 2012.

 

أنور العولقي

 

يعتبر أنور العولقي أحد أبرز قيادات القاعدة اليمنيين. من مواليد 1971 في مدينة نيو ميكسيكو بالولايات المتحدة. وهو مهندس مدني درس إلى جانب اختصاصه الأكاديمي العلوم الشرعية، ويعد من ضمن كبار منظري التنظيم ولديه العشرات من المحاضرات والخطب يحرض فيها الشباب المسلمين في أميركا والغرب على الالتحاق بالقاعدة.

ظهر اسم العولقي لأول مرة في تقرير لجنة التحقيق الخاصة بهجمات 11 سبتمبر 2001، بسبب وجود رقم هاتفه في مذكرة للقيادي اليمني في القاعدة رمزي بن الشيبة الذي نسق الهجمات.

في عام 2005، عاد الى اليمن، واعتقلته الحكومة اليمنية، وحقق معه المحققون الأميركيون مجددا، وأفرجت عنه السلطات اليمنية تحت ضغوطات قبلية.

برز اسم العولقي مجددا عام 2009 بعد هجوم قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس، حيث رجحت واشنطن أن يكون هناك دور للعولقي في الهجوم عبر التحريض. وظهر اسمه مجددا خلال العام نفسه ضمن التحقيقات المتعلقة بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية متجهة إلى ديترويت عشية عيد الميلاد.

صورة تعبيرية/ Shutterstock
حجب فيديوهات العولقي على يوتيوب.. هل يكفي؟
كان موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" المتخصص بعرض الفيديوهات قد أتاح لمستخدميه مقاطع خطب زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، المتطرف أنور العولقي على مدى سنوات، وفجأة اختفت تلك المقاطع التي كانت تساهم في نشر التطرف والتحريض على القيام بأعمال إرهابية.

قتل العولقي في 30 سبتمبر 2011 في غارة أميركية شنتها طائرة بدون طيار استهدفت سيارته في محافظة مأرب، أحد المعاقل الرئيسية للقاعدة شرق اليمن.

 

فاضل عبد الله

 

فاضل عبد الله محمد، زعيم القاعدة في شرق أفريقيا. من مواليد عام 1972 في جزر القمر.

انضم إلى تنظيم القاعدة عام 1990 في أفغانستان، ثم عاد إلى إفريقيا عام 1993 للمشاركة في أول مهمة له في الصومال، وتمثلت في تدريب مجموعات من المقاتلين المتشددين الذين كانوا يقاتلون قوات الأمم المتحدة آنذاك.

في عام 2009، نصب تنظيم القاعدة محمد قائداً للتنظيم في شرق إفريقيا خلفا لسلفه صالح علي صالح النبهان الذي قتلته القوات الخاصة الأميركية. واعترف محمد في خطاب بمناسبة توليه المنصب بدوره في تفجيرات السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا.

قتل محمد ومعه متشدد كيني داخل سيارة كانت تقله في منطقة شمال غرب العاصمة الصومالية مقديشو، حيث لم تمتثل لأوامر حاجز تابع للجيش الصومالي وأطلق أحد ركابها النار الأمر الذي دفع الجنود إلى إطلاق النار على السيارة.

في البداية، اشتبهت وكالة الأمن الوطني الصومالية أن فاضل عبد الله محمد من بين القتلى بعد فحص أمتعته.  وهو ما تأكد لاحقاً بعد اختبارات الحمض النووي.

 

أبو مصعب عبد الودود

 

عبد المالك درودكال، المعروف بأبي مصعب عبد الودود، قيادي جزائري بارز في صفوف تنظيم القاعدة. وهو أمير القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

انضم عام 1993 إلى حركة صغيرة تسمى "حركة الدولة الإسلامية" في الجزائر وأسندت له مهمة صنع المتفجرات، وذلك بحكم تخصّصه العلمي واطّلاعه على المواد الكيميائية والقواعد الميكانيكية. تولى في عام 1996 رئاسة كافة ورشات التصنيع العسكري لتنظيم "جند الأهوال"، وبعدها أصبح آمرا على كتيبة "القدس" في الحركة.

أعلن أبو مصعب عبد الودود 2007 دخوله في تنظيم القاعدة وتغيير اسم منظمته من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. ويعتبر المخطط والمشرف على تنفيذ العديد من العمليات المسلحة والتفجيرات في الدول المغاربية وإفريقيا.

أعلنت السلطات الفرنسية، في 5 يونيو من عام 2020. مقتل عبد المالك دروكدال، في عملية نوعية نفذتها قواتها في مالي.

 

سعيد الشهري

 

سعيد علي الشهري، المعروف بأبي سفيان الأزدي، قيادي سعودي بارز في تنظيم القاعدة، كان في بداية مسيرته ضابطا في الأمن الداخلي السعودي لكنه انضم إلى القاعدة وأصبح ضمن مقاتلي التنظيم بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001. اعتقلته القوات الأميركية في باكستان نهاية 2001 ونقل إلى معتقل غوانتانامو وأمضى فيه 5 سنوات.

سلمت الولايات المتحدة الشهري، عام 2007و، إلى لملكة العربية السعودية، فالتحق ببرنامج "المناصحة" الذي تنظمه وزارة الداخلية السعودية لـ"الجهاديين"، لكنه عقب انتهاء البرنامج انضم مجددا إلى صفوف تنظيم القاعدة في اليمن.

قتل الشهري في يوليو 2013 في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية بدون طيار في اليمن.

 

 عاصم عمر

 

زعيم تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية. يعتبر أحد أبرز قيادات القاعدة الباكستانيين، وكان قبل انضمامه للقاعدة منظرا وخطيبا في كشمير.

 تولى عمر رئاسة لجنة الشريعة داخل تنظيم القاعدة لسنوات قبل توليه قيادة التنظيم في جنوب آسيا. وأعلن الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري عن تولي عاصم عمر الباكستاني إمارة التنظيم في جنوب آسيا، لصلته القوية بالمتشددين الإسلاميين داخل باكستان، بالإضافة إلى تسميته متحدثًا باسم التنظيم في جنوب آسيا.

قُتل عمر خلال عملية عسكرية قامت بها القوات الأفغانية والأميركية في مديرية موسى قلعة، بولاية هلمند جنوبي أفغانستان 2019.

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك
الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك

بعد 23 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، يواصل ناجون وعائلات الضحايا معركة قانونية طويلة لمساءلة السعودية التي يقولون إن مسؤوليها لعبوا دورا في التخطيط للهجمات الدامية.

وينتظر الناجون وعائلات الضحايا قرارا هاما لقاضٍ فيدرالي في نيويورك بشأن قضية اتهام السعودية بدعم خاطفي أربع طائرات شاركت بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001.

وتنفي المملكة هذه المزاعم بقوة.

ويحيي مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الأربعاء، الذكرى الـ23 للهجمات بفعاليات خاصة في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي جلسة استماع عقدت أمام المحكمة الجزئية في مانهاتن في نهاية يوليو الماضي، للنظر في طلب السعودية إسقاط القضية، عرض محامو الضحايا ما قالوا إنها أدلة عن شبكة الدعم التي تضم مسؤولين سعوديين عملوا في الولايات المتحدة، والتي سهلت تحركات خاطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

وقال محامي المدعين، جافين سيمبسون، خلال جلسة 31 يوليو إن الشبكة السرية "أنشأتها ومولتها وأدارتها ودعمتها السعودية والمنظمات التابعة لها والدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء الجلسة، طالب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر كلا من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بمعارضة أي اتفاق للسلام بالشرق الأوسط مع السعودية قبل أن تحاسِب الحكومة الأميركية المملكة على أي دور محتمل في هجمات عام 2001

وضمت المجموعة المسؤولة عن هجمات سبتمبر 19 شخصا من "تنظيم القاعدة"، بينهم 15 سعوديا، إلا أن الروابط المحتملة بين الحكومة السعودية والإرهابيين ظلت محل تساؤلات لسنوات.

ونفت السعودية أي تورط حكومي في الهجمات.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الرياض لم يكن له أي دور وإن "تنظيم القاعدة" تصرف بمفرده.

وفي 2016، أصدر الكونغرس تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي سمح لأسر ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وهو ما مهد الطريق أمام مطالبات قضائية عدة من عائلات الضحايا بالحصول على تعويضات من المملكة.

وتنتظر عائلات الضحايا قرارا من قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جورج دانيلز، بشأن ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في القضية، وهو ما قد يفتح المجال أمام ظهور المزيد من الأدلة، وفق "سي أن أن".

وفي جلسة يوليو، اتهم محامو أهالي الضحايا مواطنين سعوديين اثنين بأنها دعما اثنين من خاطفي الطائرات، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000.

وقالوا إن الدبلوماسي السعودي، فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان جهة الاتصال الرئيسية بين "تنظيم القاعدة" والخاطفين الاثنين في لوس أنجلوس، وفقا لملفات المدعين أمام المحكمة.

وقالوا إن الثميري عمل مع سعودي آخر هو عمر البيومي، في دعم الخاطفين الاثنين أثناء وجودهما في كاليفورنيا، وفقا لملفات المحكمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد رفعت السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في ديسمبر 2021، كشفت عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسميا بالخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، لكنها لم تتمكن من تقديم الإثبات الذي كانت تنتظره العائلات التي تقاضي الرياض.

وكشفت المذكرة عن وجود ارتباطات بين البيومي، الذي كان حينها طالبا، ونواف الحازمي وخالد المحضار.

وساعد البيومي، الذي كان طالبا وعمل أيضا مع مقاول سعودي، الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد، وفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر 2004. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.

وقد دعمت المعلومات التي أصدرها "أف بي آي" في وقت لاحق ادعاء المدعين بأن البيومي والثميري قاما بتنسيق شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا بتوجيه من مسؤولين سعوديين.

لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن البيومي ساعد الخاطفين عن علم.

وأكدت المملكة أن البيومي كان طالبا وكان يتردد على مسجد في سان دييغو، وساعد بدون علم الخاطفين باعتبارهم قادمين جدد لا يجيدون الإنكليزية.

وفي جلسة الاستماع في يوليو، أثناء مناقشة اقتراح إسقاط الدعوى، ركز مايكل كيلوج، محامي السعودية، بشكل كبير على البيومي، قائلا إن أي مساعدة قدمها للخاطفين كانت "محدودة وبريئة تماما".

وتشير الأدلة التي أعدها محامو المدعين إلى أن البيومي التقى بمسؤول دبلوماسي سعودي في القنصلية قبل لقاء الخاطفين لأول مرة في مطعم في لوس أنجلوس، بعد أسبوعين من وصولهما إلى كاليفورنيا. وساعد البيومي في تسهيل انتقال الخاطفين من لوس أنجلوس إلى سان دييغو في غضون أيام من ذلك الاجتماع.

ويقول محامو المملكة إن البيومي التقى بالخاطفين بالصدفة في مطعم حلال بالقرب من مسجد معروف وكانت اتصالاته بهما "محدودة".

وقال محامي المملكة أيضا إنه لا يوجد دليل على أن الثميري فعل أي شيء لمساعدتهما، لكن محامي عائلات 11 سبتمبر قدم نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفيد بأن الثميري كلف أحد المصلين في المسجد باستلام الخاطفين من المطار، وإحضارهما إليه عندما وصلا لأول مرة إلى لوس أنجلوس، في منتصف يناير 2000.

وفي إفادة عن بعد تم إجراؤها في هذه الدعوى القضائية في عام 2021، أقر البيومي بأنه ساعد الخاطفين على الاستقرار في سان دييغو بدون علم بنواياهم، وقال إنه لم يكن متورطا في الهجمات.

وتضمنت الأدلة المعروضة البيومي وهو يلتقط صورا في واشنطن العاصمة، على مدار عدة أيام في عام 1999، وقال المدعون إنها قام بالتقاط الصور بغية معرفة مداخل وخارج مبنى الكابيتول.

ولطالما اعتقد المسؤولون أن الكابيتول ربما كان الهدف الأصلي للطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.

من جانبهم، قال محامو المملكة ان البيومي كان مجرد سائح في إجازة عندما صور جولته في الكابيتول وزيارته لمسؤولي السفارة السعودية.

وفي الجلسة، شاهد القاضي دانييلز فيديو لجولته، ويسمع في الفيديو البيومي وهو يقول: "هؤلاء هم شياطين البيت الأبيض". ووصف محامي السعودية اللغة التي استخدمها بأنها "مؤسفة"، لكنه قال إنها أُخرجت عن سياقها. ورد القاضي بأن العبارة لا تتوافق مع سائح يزور "مبنى جميلا".

وتحدث أهالي الضحايا عن اتصالات هاتفية متكررة بين البيومي ومسؤولين سعوديين، خاصة خلال فترة مساعدته الحازمي والمحضار، وتحدثوا عن دفتر مكتوب يحتوي على معلومات اتصال لأكثر من 100 مسؤول حكومي سعودي.

وقال محامو المملكة إن وجود جهات الاتصالات هذه مرتبطة بدوره التطوعي في المسجد.

وبعد انتهاء جلسة الاستماع، أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة إقرار بالذنب مع العقل المدبر المزعوم للهجمات، خالد شيخ محمد، واثنين آخرين من المعتقلين الآخرين معه في سجن غوانتانامو. ووافق هؤلاء على الاعتراف بالذنب بتهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

وأثار إعلان صفقة الإقرار بالذنب ردود فعل قوية من أسر الضحايا بعد خروجهم من جلسة الاستماع.

وبعد يومين فقط، ألغى وزير الدفاع، لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب في مذكرة مفاجئة وكتب أن "المسؤولية عن مثل هذا القرار يجب أن تقع على عاتقي".

وإلغاء الصفقة يعني إعادة "عقوبة الإعدام" لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق هؤلاء.

لكن القضية أثارت جدلا قانونيا. ويقول محامون إن قرار أوستن غير قانوني.

ووسط هذا الجدل، تأمل أسر الضحايا أن تجلب لهم الدعوى القضائية المرفوعة على السعودية "العدالة التي كانوا يسعون إليها لأكثر من 20 عاما".