نجحت الولايات المتحدة في التخلُّص من أيمن االظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ليخلو مكان إضافي في لائحة الإرهاب الأميركية. رغم ذلك، ما تزال اللائحة تعجُّ بالأهداف الخطرة، فمن هُم؟
- سيف العدل
ترصد الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين لمَن يُساعدها في تحديد موقعه.
سيف العدل هو أحد المرشحين لخلافة الظواهري في قيادة القاعدة. اسمه الحقيقي محمد إبراهيم مكاوي، وُلد في مصر عام 1960، وتخرّج من كلية الهندسة قبل أن يعمل ضابط احتياط في الجيش المصري ويترقّى حتى حصل على رتبة عقيد.
عام 1987م، تورّط في مخطط للإطاحة بالحكومة المصرية، فاعتُقل بتهمة محاولة اغتيال وزير الداخلية حسن أبو باشا. لاحقًا، أُطلق سراحه بسبب عدم كفاية الأدلة فغادر فورًا إلى السعودية ومنها إلى السودان حيث عاش في كنف بن لادن قبل أن يغادر معه إلى أفغانستان.
هناك أثبت كفاءة قتالية جعلته يتدرّج في صفوف القاعدة حتى أصبح ضمن قيادات الصفِّ الأول، وتزوّج من ابنة مصطفى حامد (المعروف بـ"أبي الوليد المصري")، والذي كان يُنظر إليه باعتباره المستشار السياسي لبن لادن.
خلال عام 1990، نقل العدل خبراته في صناعة المتفجرات لعناصر القاعدة في أفغانستان وباكستان والسودان والصومال.
اتّهمت الولايات المتحدة العدل بالمساهمة في التخطيط لتفجير سفارتيها في تنزانيا وكينيا عام 1998م، وهي الهجمات التي أسفرت عن مقتل 224 شخصا، كما تعتبره واشنطن أحد المسؤولين عن الإعداد لهجمات 11 سبتمبر.
هرب من أفغانستان عقب الغزو الأميركي للبلاد عام 2001م، ويُعتقد أنه سافر إلى إيران. بعض المصادر تعتقد أنه لم يغادرها حتى الآن.
- أبو محمد الجولاني
تعتبره الولايات المتحدة "إرهابيا عالميا" وقدّرت مكافأة الإيقاع به بـ10 ملايين دولار.
وُلِد عام 1982 في سوريا، ينحدر من إحدى العائلات التي نزحت من الجولان السوري، ومنه أخذ لقبه الذي يُعرف به. أما اسمه الحقيقي فغير معروف على وجه اليقين؛ إما "أحمد حسين الشرع" أو "أسامة العبسي الواحدي" تباينت اجتهادات المصادر الإعلامية في هذا الصدد.
سافر إلى العراق قبل سقوط نظام صدام حسين بأسابيع وهناك انضمّ إلى إحدى الجماعات المسلحة التي نشطت ضد قوات التحالف. ضبطته القوات الأمركية وقضى 5 سنوات في سجون العراق. داخل السجن تعرّف على قيادات إرهابية ستُعلن قيام تنظيم "دولة العراق الإسلامية" فور خروجها من محبسها.
عقب اندلاع الحرب السورية، سافر إلى هناك وبدأ في تأسيس تنظيمٍ جديد تابع لأبي بكر البغدادي زعيم داعش. لكنه في 2012 أعلن قيام "جبهة النصرة"، وهي الهيئة التي صنّفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، وأصدر مجلس الأمن عقوبات بحقّها.
اتُّهمت جبهة النصرة بتنفيذ العديد من الجرائم في سوريا، مثل اختطاف 300 كرديا في إحدى نقاط التفتيش، وقتل 20 مواطنًا في محافظة إدلب.
في 2013، وصل الخلاف بين الجولاني وبين أبي بكر البغدادي ذروته عقب إعلان البغدادي إلغاء التنظيم وهو ما ردَّ عليه الجولاني بالتنصّل من بيعته للبغدادي وبايع تنظيم القاعدة. بعد 3 سنوات سيتبرّأ من هذه البيعة وسيُعلن تغيير اسم تنظيمه إلى "جبهة فتح الشام" ثم هيئة تحرير الشام.
- عبد الرحمن المغربي
يعد هو الآخر أحد أبرز المرشحين لخلافة الظواهري في زعامة تنظيم القاعدة، وتبلغ قيمة المكافأة لمن يُبلغ عن مكانه 7 ملايين دولار.
يرجح أن اسمه الحقيقي هو "محمد أباتي" (أو أباطي). وُلد في المغرب عام 1970، وهو زوج ابنة الظواهري. ويشغل حاليًا منصب القائد العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان منذ 2012. ترأّس المغربي كذلك مؤسسة السحاب الفرع الإعلامي للقاعدة.
اشتهر بعلاقته الوثيقة بالظواهري، الذي كان يعتبره بمثابة ذراعه اليُمنى حتى قبل تزويجه من ابنته. وبحسب وثائق عثرت عليها القوات الأميركية خلال عملية قتل بن لادن، ورد المغربي كأحد الأسماء التي صعدت بقوة في صفوف التنظيم بعدما عُهِدَ إليه بالكثير من الصلاحيات والإشراف على عمليات عِدة حول العالم.
- سراج الدين حقاني
عرضت الإدارة الأميركية جائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تقود إليه.
وُلِدَ في أفغانستان عام 1973م. والده هو جلال الدين الحقاني عضو مجلس شورى طالبان سابقا، أما هو فيشغل منصب نائب رئيس حركة طالبان ووزير داخليتها بالوكالة.
يتمتّع باستقلالية نسبية داخل حركة طالبان تمثّلت في إدارته جهازًا عُرف بِاسم والده وهو "شبكة حقاني"، الذي يضمُّ آلاف المقاتلين، ويُعتبر "الذراع القذرة" لجماعة طالبان بعدما اشتهر بتنفيذ العديد من الهجمات العنيفة التي ارتكبتها الحركة طيلة السنوات الفائتة التي عاشتها بعيدة عن الحُكم.
عُرف بحبه للبقاء في الظل حتى إنه لم تُلتقط له أي صورة ولم يظهر في أي وسيلة إعلامية إلا عقب تعيين طالبان له وزيرًا لداخليتها عقب استعادتها السيطرة على أفغانستان.
- خالد باطرفي
سافر إلى أفغانستان عام 1999 حيث تدرّب في مخيم "الفاروق" التابع لمنظمة القاعدة. في 2001 خاض معارك ضد القوات الأميركية في أفغانستان.
تولّى قيادة فرع تنظيم القاعدة في اليمن بعد مقتل أميره السابق قاسم الريمي بضربة جوية أميركية. وتعتبر أميركا ذلك الفرع من القاعدة الأخطر في العالم بعدما استغلَّ الحرب الدائرة في اليمن منذ 2014 لتعزيز وجوده جنوب البلاد.
تبّنى التنظيم تدبير العديد من العمليات ضد أهداف أميركية وأوروبية، منها الهجوم المدمرة الأميركية " يو إس إس كول" في خليج عدن عام 2000، والهجوم على جريدة شارلي إيبدو في باريس عام 2015 والذي أوقع 12 قتيلا.
قبل تعيينه أميرًا، سبق أن أشرف خالد باطرفي على عمل الشبكة الإعلامية للتنظيم، كما قاد معارك ضارية ضد الحكومة اليمنية في محافظة أبين عام 2011. أُعلن أكثر من مرة عن اعتقاله، آخرها كانت من الأمم المتحدة، لكن في كل مرة كان يتبيّن عدم صحة هذه الأنباء.
- أبو عبيدة يوسف العنابي
عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدْرها 7 ملايين دولار لكل من يمنحها معلومات تقودها لموقع العنابي، زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
اسمه الحقيقي مبارك يزيد، وهو جزائري الجنسية، كان أحد المقاتلين الذين سافروا إلى أفغانستان وتدرّب على القتال هناك منذ عام 1990. لاحقًا أصبح أحد قادة "جيش الإنقاذ" الجزائري الذي خاض صراعًا مريرًا مع الحكومة عقب قرار الجيش إلغاء الانتخابات عام 1991.
في 2007، بايع أيمن الظواهري أميرًا فتغيّر اسم التنظيم من "جيش الإنقاذ" إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، ونشط في المناطق الجبلية لتنفيذ حرب عصابات ضد جنود الجيش الجزائري.
في نوفمبر 2020، نصّبه تنظيم القاعدة قائدًا لفرعه في بلاد المغرب بدلاً من عبد المالك دروكدال الذي قُتل في يونيو 2020 على أيدي القوات الفرنسية في مالي.
قبل هذا التعيين كان العنابي عضوًا نشطًا في مجلس شوى القاعدة، كما شغل منصب المسؤول الإعلامي الأول للقاعدة في بلاد المغرب.
اتّهم العنابي بتدبير العديد من العمليات الإرهابية في الجزائر مثل محاولة اغتيال الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عام 2007، وأيضًا استهداف مقرات حكومية وأمنية في العام ذاته.
- شهاب المهاجر
رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدْرها 10 ملايين لكل مَن يُدلي بمعلومات عن المهاجر.
اسمه الحقيقي ثناء الله غفاري أما المهاجر فهو مجرد اسم مُستعار. وُلد في أفغانستان عام 1994م، وشارك في سلسلة طويلة من حروب العصابات والإشراف على هجمات انتحارية في أفغانستان.
في يونيو 2020 نصّبه تنظيم داعش زعيمًا لفرعه في خراسان (أفغانستان) بعدما وصفه في بيان رسمي بأنه "قائد عسكري متمرس" ليخلف الأمير السابق للتنظيم إسلام فاروقي الذي اعتُقل في قندهار عام 2019.
تبنّى تنظيم داعش في خراسان أجندة مناوئة لحركة طالبان الحاكمة للبلاد، وكان مسؤولاً عن تفجير مطار كابل الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى.
15 مليون دولار هي قيمة المكافأة التي سيحصل عليها كل من يُبلغ واشنطن معلومات حول مصير "شهلاني".
يُصنّف باعتباره قياديًا رفيع المستوى في فيلق القُدس التابع للحرس الثوري الإيراني. يتّخذ من صنعاء مقرًّا له، لكنه متهم بارتكاب جرائم بحق أميركيين في دول مختلفة.
خطط شهلان لاغتيال عددٍ من قادة قوات التحالف الدولي في العراق، كما كان مسؤولاً عن الهجوم الذي استهدف كربلاء عام 2007 وتسبّب في مقتل 5 جنود أميركيين وإصابة 3 آخرين، ولمدة 10 سنوات بذل جهودًا كبيرة لتأسيس ميليشيات عسكرية موالية لطهران في العراق.
سعَى شهلان أيضًا لتنفيذ سلسلة من التفجيرات داخل أميركا كنت ستوي بحياة 200 فردٍ على الأقل، كما تعتبره الولايات المتحدة مسؤولاً عن مخطط استهداف عادل الجبير السفير السعودي في واشنطن حينها، والذي يشغل حاليًا منصب وزير الخارجية. بسبب هذه القضية، أدرجته السعودية والبحرين على قوائم الإرهاب لديهما أيضا.
- سليم جميل عياش
رصدت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لكل من يمنحها معلومات تقودها إلى عيّاش. وُلِد في 10 نوفمبر 1963 في لبنان، وهو أحد الكوادر الرئيسية في فرقة الاغتيال التابعة لحزب الله.
في ديسمبر 2020، أدانته المحكمة الدولية التي تولّت التحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، واعتبرت أنه كان قائد فريق الاغتيال الذي أعدّ الانفجار الذي أسفر عن مقتل 21 شخصا (منهم الحريري) وإصابة 226 آخرين في فبراير 2005.
وبرغم أن السُلطات اللبنانية تسلّمت مذكرة توقيف دولية بحقّه منذ عام 2011 إلا أنها فشلت في العثور على عياش الذي يعيش متخفيًا حتى اليوم، تحت حماية حزب الله، بعدما رفض أمينه العام حسن نصر الله تسليمه للمحكمة.
وواجه عياش -في محاكمة أخرى- اتهامات بتنفيذ 3 اعتداءات أخرى بحقِّ سياسييين لبنانيين، هم: الوزير السابق مروان حمادة، وزير الدفاع إلياس المُر، والأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي.
- جهاد سروان مصطفى
يمتلك سيرة نادرة كمواطن أميركي نال مناصب قيادية عالية في التنظيمات الإرهابية. لذك رصدت الولايات المتحدة 5 ملايين دولار مكافأة لمن يمنحها معلومات تقود إليه.
وُلد في كاليفورنيا عام 1981. بعد أشهر قليلة من نيله شهادة في الاقتصاد، رحل إلى اليمن وهو لم يتجاوز الـ23 عامًا، ومنها انتقل إلى الصومال عام 2005م.
هناك انضمَّ إلى صفوف "حركة الشباب الإرهابية" وشارك في العديد من الهجمات ضد القوات الحكومية والقوات الإثيوبية.
اتّهم مصطفى بالعمل كمدرِّبٍ عسكري لعناصر حركة الشباب ، كما أنه بذل جهودًا للتنسيق بين الحركة وبين التنظيمات الإرهابية الأخرى.